سرقوا ..  الوطن

بدون  مقدمة  ولا  إنذار

من بين الأفق ظهر غبار
من  ركام  الغبار
ظهرت  جحافل  من  الأشرار
يتوعدون  بالحديد  والنار
كشفوا  القناع
عن  الوجوه  البائسة
سرقوا  منا  الوطن
سرقوا  أحلامنا
وأدوا  أفرحنا
ضيعوا  أجيالنا
-
لصوص  أم  أوغاد
يتبادلون  الأدوار
صرخوا  بأنهم   ثوار
أدَعوا  أنهم
خير  من  أنجب  الوطن
وهم  في  حقيقة  أمرهم
لم  أرى  اجهل  ولا  أغبى  منهم
تاريخهم  كله  عار
الأمم  ترتقي  وهم  في  انحدار
ببجاحة  ووقاحة
وقلت  حياء  وجراءة
تناحروا  من اجل  الوجاهة
تسابقوا   في  سرقة  الوطن
لم  نرى  منهم.. شيئاً  حسن
الشعب  أصابه  الويل  والشرر
وهم  سمان  كالعجول  والبقر
-
فإذا  الوطن
يغوص  في  مستنقع  العفن
داسوا على كل المبادئ والقيم
باعوا  الوطن   بأبخس  ثمن
أشبعونا   بالماسي  والمحن
و كل  أدوات  الحزَن
-
عذرا  يا  وطن..
سرقوك   في  وضح  النهار 
في  زمن  الذل  والعار
في  تاريخنا  المخزي
الموحل  بالأقذار
اغتالت  أحلامك
غابت  ثورة  إبطالك
خمسون  عام  ونحن  في  ثورات
من  ثورة  إلى  ثورة
قراصنة  وفراعنة
اجتمعوا ..  واتفقوا
على  سرقة  الوطن 
زرعوا  الخلافات  والفتن
بين  أبناء  الوطن
-   
لم  اعد  أدري
كيف  ضاع  منا  الوطن
في  غفلة  من  الزمن
أم  في  غياب  الوعي
أم  نحن  السبب
تركنا  الجمل  بما  حمل
لست  ادري  هل  عجزنا
أم  جبنا
أن  نستأصل  العفن
اكتفينا  بصمتنا  و  ذلنا
اكتسينا  بعارنا
فصرخنا  بأعلى  صوتنا
من  تزوج  أمنا  هو  عمنا
لنداري  عجزنا
فتوالت  فينا  المصائب  المحن
يذهب صنم يأتي صنم بعد الصنم
الأرض ..  ومن  عليها
تابعه ... للصنم 
   -
في  ذلك  العهد  البئيس
وفي  عهد  الرمز  التعيس
من  استطاع  هاجر  عن  الوطن
ومن  بقي  اخذ  يبحث  عن  رغيف
أين  الرغيف ..
سرقوا  الرغيف  مع  الوطن
-
لم   يكتفوا  بفعلهم  وجرمهم
تسولوا   باسمنا
باعونا   وباعوا   الوطن
في  المزاد .. لمن  يدفع  الثمن
هذي  بلادي  مصفده
ليلٌ  طويل  أصابها
مصائب  متواترة  تطالها
من  شياطين  البشر
-
المواطن  في  الوطن .. يسأل
من  يحكم  الوطن
لم  يكن  فرعون  واحد
بل  فراعنة  آخر  زمن
-
أين  الشعوب  الثائرة
أين  القيادة  الواعية
أين  الرجال   الصامدة
أين  حمران  العيون
أين  الوجوه  الشابة
هم  القيادة  الواعدة
يستعيدون  الوطن
يستأصلون  الجهل  والمرض

دموع  القلم

أنفس  تجزع  أن  تكون  فقيــــــــرة
والفقر  خير  من  غنى  يطغيهـــــــا
وغنى  النفس  هو  الكفاف  فإن  أبت
فجميع  ما في  الأرض  لا  يكفيهــــا
الإمام  علي  بن  أبي  طالب