مواضيع اليوم

سرقوا أنوثتي

mohamed mossad

2010-08-12 08:07:31

0

سَرقوا أنوثتي ياسيدي فلمْ أعدْ أنثى
لم أفقه أبجدياتها ولم يسمحوا لي حتى بِرَسمِ مَلامِحِها على وجهي
على ظهري
في باطنِ يدي - فَتَجعَّدتُ منذُ الصِغَر
وكبرتُ دون أن أشعر
أنني أنثى


انحصرتْ الأنوثةُ لديهم بتنفيذ ِالأوامر
بالضَّرْبِ على الجيوب
وإغلاقِ الحَناجر
بالمَشي السَريع -بالرَّبطِ المُريع بينَ خيالٍ مريض -
ومَريرِ واقعْ


سًرقوا أنوثتي منذُ الصِغَر
مًنعوها من التَّفتحِ في عزِّ السَّحّر
خنقوها
كتموا أنفاسها
وأَدوها تحتَ عيون سَقَر

 

سرقوا أُنوثتي منذُ زمنٍ بَعيد
وأَخذوا معها كلَّ أحلام اليقظة
والمنام ومابينهما - دونَ أن يَرِفَّ لهم جَفن
دونَ أن تُرجِفْ قلوبهم عَاقبة
دونَ أن يُتساءلوا ولو للحظة
هلْ هذا حلال؟


كلُّ حلالٍ حرام
وكلُّ حرام ٍ حلال
عندما تصل لحدودِ أنثى
ليقف أمامك حُرَّاسها الأشاوس
ويرموك بوابلٍ من رصاصٍ وقنابل
يَسفكوا الدِّماء
ويَقطعوا الطُرُق
يَسرقوا حلم الصغير
وخيمةَ الكبير
وجميع أوراقِ التوت - وخيط َالحرير

 

 


خافوا علي من حُلْم ٍعابر
من سبيلٍ غادر
من ورقةٍ بيضاء مازلت أفكر ماذا أكتبُ فيها
من قلمٍ حِبرهُ أسودْ
من ْحرفٍ وَقْعُهُ أجعدْ
من قولٍ ماقيل
من شبهة عِقالٍ وعقيل
من دَمع ٍلم ْيُذْرَف
من سطرٍ لم يُكتَبْ
فحُرِمْتُ خفقة َ القلب ْ
و سلاسةَ وبؤسَ الدربْ
وبقيتُ على هامش الصفحة
أتابعُ مايَقترفون ( صفعة تلو - الصفعة)

لأُردَّد بتسليمٍ تام:

لاشىءَ يستحق البقاء
لاشىءَ يستحق العناء

 

سرقوا أنوثتي - سرقوا أحلامي
طمسوا هويتي
وطفقوا يَخصفون عليَّ من ورقِ الجحيم
فَتفَحَّمتُ عن آخرِ آهٍ أَطلقُها
وأنا أجاهد ُالحلمَ الأخير
القولَ الأخير

(لقد خَلقني اللهُ حُرَّة)


وِلدتُ حرة
وأموتُ حرة
ومابينهما ظلمٌ مقيت - قيدٌ مقيت
سلاسلَ من جمر
وأحكامُ قهر
وضميرٌ عَقَدَ مع الشيطان عهدَ وفاء
لايَقطعه إلا النَّقاء
والنقاءُ مريض - والسطرُ مريض
والإنسانية مازالتْ تُلملم شتاتها
تلعقُ جراحها
مازالتْ تُفَتِّش عن ذاتها
بينَ أكوامِ قمامةٍ مُلقاة

على قارعةِ الطريق..!!


7-2010

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !