سرقات أمينة !

علي جبار عطية
الأربعاء 15-02-2012

تجاذبت اطراف الحديث مع سائقين احدهما مازال في الخدمة والاخر تقاعد من الشارع وفضل ان يكون راكباً على ان يكون قائداً !
مالفت انتباهي في هذا الحديث هو انهما تحدثا عن السرقات التي كانا يتعرضان لها زمن ( روتانا زمان)!
قال الاول : كنت اسوق سيارة كرونا مطلع الثمانينيات فصعدت معي عائلة وفي نهاية الرحلة اعطوني دينارين ونزلوا فاكتشفت انهم سرقوا مني قطعة قماش بطول خمسة امتار كنت قد اشتريتها مؤخراً !
واردف : في احد الايام استاجرني رجلان بسبعة دنانير مع اني طلبت خمسة دنانير لاغير وحين اوصلتهما الى المكان المطلوب اكتشفت انهما سرقا منفضتي السجائر وثمنهما هو عشرة دنانير !
قلت : لقد توقعت ان يسرقا سيارتك او يحاولا قتلك نعم فالسرقات ايام زمان كانت نادرة والحرامي كان قنوعاً قياساً بحرامية هذا الزمان !
اما السائق الثاني الذي مازال يمارس هذه المهنة الشاقة فتحدث عن سرقات حصلت في الاسبوعين الماضيين في منطقتنا الشعبية والمدهش حقاً ان هذه السرقات كانت على درجة عالية من التنظيم والادارة والتوقيت وكان السراق يمتلكون معلومات مستفيضة عن الاهداف فهم مثلا اختاروا محلاً لاحد الصاغة وكان وسط السوق وجاءوا في وقت بعد منتصف الليل واستعملوا الات دقيقة لفتح المحل ولا اقول كسره !
وحين وصلوا الى القاصة الحديدية كانوا يعلمون ان هناك قاصة اخرى بداخلها وبلغت ثقتهم بانفسهم انهم كانوا يدخنون ويعملون وحين فتحوا القاصة الثانية التي تنام في رحم القاصة الاولى ثقبوها بطريقة فنية حتى لايؤثروا على بنتيها ! ثم وصلوا الى الذهب فاخذوا كيلوغرامين منه وقد استغرقت العملية حسب تقديرات الشرطة ثلاث ساعات وانصرفوا غانمين سالمين !
من خلال الحديث اكتشفت كمية الامان التي يشعر بها الحرامي هذه الايام ففي السابق كان صراخ طفل يجعله مرعوباً ويفر بجلده اذا سمع بعطسة اما حرامي اليوم فهو يمشي على طوله او على حد قول الشاعر ( واثق الخطوة يمشي ملكاً ) ! لماذا لانه حتى لو امسك به فهناك عدة طرق قانونية وغير قانونية وعشائرية تجعله يعود سريعاً الى عمله ويطور امكانياته تفادياً للوقوع في ايدي العدالة ولم لا اليس القانون لايحمي المغفلين !!