نقاشات ساخنة أججها الزعيم الليبي بدعوته للمقاومة المسلّحة
سرت: القذافي تمنى الانضمام الى القاعدة وعباس رفض محاربة اسرائيل بالفلسطينيين
القاهرة ـ يوسف الفقي -العرب اليوم - أظهرت محاضر للقمة العربية، حصلت عليها العرب اليوم، إن نقاشات ساخنة حصلت بين القادة العرب، خلال مؤتمرهم في مدينة سرت الليبية في 27 و28 آذار/ مارس الماضي تعلقت في الموضوع الفلسطيني وموضوع السلام مع إسرائيل، ولا سيما بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ونظيره السوري بشار الأسد و الزعيم الليبي معمر القذافي. وبحسب مصادر فلسطينية مطلعة، فقد دعا القذافي إلى إعلان فشل عملية السلام واعتماد خيار مقاومة، محصورة بالشعب الفلسطيني، لكن من دون توريط الانظمة العربية بحروب لا تستطيعها. لكن أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، تدخل عندما دعا الزعيم الليبي إلى اعتماد خيار المقاومة فدعاه إلى استخدام الحكمة، والابقاء على خيار السلام، في ظل الأزمة بين اميركا وإسرائيل على هذا الموضوع.
وتماهى الرئيس السوري مع القذافي، فطالب بدعم المقاومة، لكنه ما لبث أن عاد وأكد أن خيار سوريا هو السلام، بعدما علق عباس بالتأكيد أن الفلسطينيين سيكونون في مقدمة العرب، اذا اعتمد هؤلاء خيار الحرب، لكنه رفض الحرب بالشعب الفلسطيني حصراً.
وأفادت المصادر لـالعرب اليوم أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس قدم في الجلسة المغلقة لمؤتمر القمة العربية التي عقدت في سرت، في ليبيا، رؤية حدد فيها المتطلبات والآليات الواجب على العرب تحملها خلال المرحلة المقبلة، وعرض أمام الزعماء العرب تفاصيل اتصالاته مع الإدارة الأميركية والنتائج المستخلصة منها، وتضمن طرح الرئيس الفلسطيني 11 بندا، أولها موضوع القدس، فأكد بأنه لا معنى لدولة فلسطينية من دون أن تكون القدس عاصمتها، مطالبا بدعم صندوق القدس وصندوق الأقصى بمبلغ 500 مليون دولار لتثبيت ودعم صمود الشعب الفلسطيني على أرضه، علماً أن اجتماع وزراء الخارجية العرب أقر تخصيص مثل هذا المبلغ للموضوع نفسه.
وشدد على مطالب وآليات تشكل برنامجا عمليا لمجموعة العمل العربي في المرحلة المقبلة، وطالب: أولا، أن تتقدم المجموعة العربية في نيويورك بطلب عقد جلسة خاصة للجمعية العامة للأمم المتحدة لإدانة إجراءات إسرائيل بالقانون الدولي. ثانيا، دعوة المجتمع الدولي وتحديدا مجلس الأمن الدولي والمنظمات الدولية إلى عدم الاعتراف إجراءات أحادية تقوم بها إسرائيل في القدس ووقف هذه الإجراءات في المسجد الأقصى والمواقع ألثرية والتراثية في القدس وبيت لحم والخليل وباقي المناطق الفلسطينية. ثالثاً، وضع خطة تحرك عربي لدعم صمود القدس، تكليف الأمانة العامة لدعوة مجلس الجامعة العربية على مستوى الوزراء خلال ثلاثة أشهر لتقييم الموقف على ضوء تطورات الأحداث في القدس . ووضع عباس الحضور في تفاصيل صورة الاتصالات الفلسطينية مع الإدارة الأميركية والمحادثات مع نائب الرئيس الأميركي جو بايدن ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ومع المبعوث ألأميركي جورج ميتشيل، وتيرانس هيل. وثمن توصيات لجنة متابعة مبادرة السلام العربية واعلم القادة العرب انه قال للإدارة الأميركية أنه عليها إلغاء القرار الاستيطاني الأخير في القدس وضمان عدم تنفيذه، وضمان عدم طرح أي عطاءات جديدة للبناء الاستيطاني .
وعبر عباس عن قناعته بأن الحكومة الإسرائيلية الحالية لا ترغب في صناعة سلام جدي، وفسر سبب مناقشة القضايا مع الإدارة الأميركية وأعضاء الرباعية بأنها نتيجة لهذه القناعات، وكشف عن 13 جولة قام بها جورج ميتشيل بين الفلسطينيين والإسرائيليينخلال العام الماضي و11 زيارة فلسطينية إلى واشنطن ونيويورك، وكانت جميعها عبارة عن محادثات غير مباشرة .
وركز أبو مازن في ورقته للزعماء العرب على: المحادثات على الحدود والأمن, إذ لابد من تحديد حدود 1967 مع تبادل طفيف للأراضي. 2، تفاهم كونداليزا رايس 30 يوليو/تموز 2008 وتفاهم الجنرال جونز حول الأمن في نوفمبر/تشرين الثاني 2008. 3، رفض أي خطوات إسرائيلية تجميلية مثل إزاحة حواجز أو إفراج عن عدد من المعتقلين.4، رفع الحصار عن قطاع غزة وإدخال مواد البناء عبر الأمم المتحدة ومؤسساتها، وقد أبلغ الرئيس الفلسطيني أبو مازن القادة العرب انه طلب ذلك من بايدن، والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. 5، المصالحة مع حماس وضرورة عمل العرب على إقناع حماس بالتوقيع على ورقة المصالحة الفلسطينية في مصر كما هي.
وكشفت المصادر عن أن الزعيم الليبي معمر القذافي رد على كلمة الرئيس ابو مازن فطالب بوجوب إعلان فشل عملية السلام واعتماد المقاومة المسلحة قائلا : يجب أن نعلن عن فشل عملية السلام , واعتماد المقاومة المسلحة فلا طريق آخر لدينا ، وحذر القذافي من انفجار الوضع في بلاد العرب، قائلا لو كنت شابا لحملت بندقيتين وانضممت إلى (زعيم تنظيم القاعدة أسامة) بن لادن، ينفجر الوضع في كل بلادنا، فالشباب لن يقبلوا استسلامنا وسكوتنا، فوضعنا المخجل. وطالب القذافي بإقرار اعتماد المقاومة المسلحة ودعم سوريا لتحرير الجولان. وأثار اقتراح العقيد القذافي بإعلان فشل عملية السلام ردود فعل أبرزها رد أمير الكويت الشيخ أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أرجو أن تستخدم الحكمة، فهل يعقل أن نسقط خيار السلام في الوقت الذي وصل فيه التناقض بين أميركا وإسرائيل إلى ابعد مدى، هل تريدنا أن نقول الآن إننا أسقطنا خيار السلام واعتمدنا المقاومة فنبدو وكأننا نقدم جائزة لنتنياهو وقال لقد حقق الرئيس أبو مازن انجازات كثيرة بفضل حكمته وصبره، يجب علينا تلبية الطلب الفلسطيني بـ500 مليون لتعزيز صمود شعبنا بالقدس، نحن سوف نساهم وكذلك آخرون وسنقوم بما هو مطلوب.
لكن القذافي رد بالقول إن كان هذا ما تريدون فليكن، لكن يبدو أننا سنصل إلى وضع لن يكون بمقدورنا حتى الحديث عن المقاومة. وأشارت المصادر أن مداخلة الرئيس السوري بشار الأسد، والنص الذي اقترحه وزير الخارجية السوري وليد المعلم استدعت ردا من الرئيس الفلسطيني، عندما قال الأسد سوريا تدعم المقاومة علنا وسوف تستمر في ذلك، وهي تدفع الثمن في كثير من ألأحيان ويجب التشديد على ضرورة دعم المقاومة، وهنا كتب وليد المعلم اقتراحا نص على دعم المقاومة الفلسطينية وتعزيز صمودها لتحرير الأرض الفلسطينية المحتلة، والالتزام بوقف أشكال التطبيع مع إسرائيل. وفي مداخلته ردا على الاقتراحات المطروحة، أكد عباس على أن المقاومة الشعبية مستمرة في بلعين ونعلين والخليل (في الضفة الغربية) والقدس وهي مكفولة في القوانين الدولية، وقال شعبنا الفلسطيني مستمر في صموده ولا بد من تعزيز هذا صموده وبناء مؤسساته أما الأعمال المسلحة فقد دمرتنا في الانتفاضة الثانية , وكذلك في العدوان الإسرائيلي على غزة في العام الماضي، فنحن في مرحلة ووضع لا يسمح لنا بالمقاومة المسلحة. ثم أردف بدعوة العرب إلى تحديد خيارهم، وقال إذا أردتم إسقاط خيار السلام واعتماد خيار الحرب فنحن سنكون في طليعتكم لكن الحرب بالشعب الفلسطيني مرفوض ولن نقبلها، ولا شك أنكم علمتم بتصريحات محمود الزهار من حركة حماس، التي وصف فيها عملية إطلاق الصواريخ من غزة بأنها عمل غير وطني هو فعل ذلك إدراكا منه بالمصلحة الفلسطينية ولأنه لا يريد إعطاء مبررات لإسرائيل في تدمير قطاع غزة مرة أخرى.وطالب عباس بتفعيل مكتب المقاطعة العربية لإسرائيل قال انه لا تطبيع قبل إتمام الانسحاب الإسرائيلي من كافة الأراضي العربية التي احتلت في العام 1967 لافتا النظر، إن هذا تحديدا ما نصت عليه مبادرة السلام العربية. ورد القذافي، على دعوة عباس القادة العرب إلى تحديد خياراتهم، بالقول بوجوب، اعتماد خيار المقاومة , نحن لا نريد توريط الأنظمة العربية بحروب لا تستطيعها، لكن المقاومة الفلسطينية شي مختلف، وقال إن الليبيين والجزائريين قدموا مئات الآلاف من شبابهم في المقاومة دون مساعدة العرب. وقالت المصادر ان عباس فهم المعاني الخفية وراء مقولات دعم المقاومة الفلسطينية، فرد على رئيس المؤتمر، القذافي، لا يا سيدي عليكم تحديد خياراتكم، ولا تستطيعون الحرب بنا، وإذا ما اعتمدتم خيار الحرب سنكون في طليعتكم، ولن نبخل بأبنائنا وبناتنا ولكن لن نقوم بذلك وحدنا. ورأت المصادر أن قضية دعم المقاومة الفلسطينية خضعت لما وصفته بالـمزايدات، تجلت بمداخلة الرئيس ردا على عباس عندما قال يجب إصدار قرار بدعم المقاومة الفلسطينية لتحرير الأرض الفلسطينية، لكن الرئيس الفلسطيني قال إنه وكذلك يجب إصدار قرار يدعم الجيش السوري لتحرير الجولان العربي السوري المحتل، الأمر الذي دفع القذافي إلى القول نعم ربما كان علينا أن نرسل ما لدينا من دبابات وطائرات ومدافع لسوريا حتى تستطيع تحرير الجولان، فبادر عباس إلى كتابة اقتراح جاء في نصه دعم الشعب الفلسطيني وسوريا ولبنان في صمودهم ونضالهم لتحرير أراضيهم المحتلة. لكن، بحسب المصادر، فإن الأسد فاجأ الحاضرين، بعد تبني القادة العرب لمقترح عباس، بالقول خيارنا السلام.. فالحرب ليست خيارنا.
التعليقات (0)