تاريخ النشر: الخميس 23/12/2010م الساعة 17:06م
سهلت إسرائيل شهوة حماس في الوصول إلى الحكم بالقوة في قطاع غزة ، بانقلابها على السلطة الوطنية الفلسطينية بعدما كانت تلاحقها زمن الياسين والرنتيسي وأبوشنب والمقادمة وغيرهم من الرجال الرجال، بعد أن حل الصف الثاني في حماس ليكون هو الصف الأول وبعد الاغتيالات الإسرائيلية لقيادة الصف الأول والبعض منها كانت اغتيالات مدبرة من الصف الثاني ليأتي الوقت التي تستطيع فيه هذه القيادات للمشاركة في الانتخابات بعدما خالفته قيادة الصف الأول في العام 1996.
حلت الأزمة الفلسطينية بسيطرة وانقلاب حماس على قطاع غزة لتكن جاراً مسالما للمستوطنات الإسرائيلية البلدات الإسرائيلية بعد الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة، حيث سنحت الفرصة لهم بتشكيل قوتها العسكرية على مرآي من إسرائيل وعلم بأدق تفاصيلها لحكم قطاع غزة ، فقامت إسرائيل بإعطائها الأمان في التجول بالشوارع وومارسة حياتهم بشكل طبيعي ، والسير بمواكب عسكرية لقياداتها السياسية والعسكرية، وإجراء التدريبات العسكرية في المحررات الفلسطينية ، إضافة لبناء مشاريع استثمارية لهم في قطاع غزة وما إلى ذلك من أمور تركت إسرائيل حماس العبث بقطاع غزة وبمقدرات الشعب الفلسطيني ذلك كله من أجل الهدوء التام من التنظيمات الفلسطينية والذي ستفرضه حماس بقوة السلاح عليهم لمنع إطلاق الصواريخ وقذائف الهاون على البلدات الإسرائيلية المحاذية لقطاع غزة.
حيث قامت حماس وعلى الفور بعد السيطرة التامة على غزة ومحاربة العائلات بالتهدئة مع الاحتلال الإسرائيلي من أجل حفظ إمارتها في قطاع غزة وعلى رأسها قياداتهم السياسية والعسكرية، ومرت هذه التهدئة بمنعطفات كانت منها تهدئة لمدة 10 سنوات ثم لتهدئة مؤقتة ثم تهدئة مجانية وكان آخرها بما قاله القيادي أبو الخلد محمود الزهار في مهرجان الانطلاقة الذي أقامته حماس الأسبوع الماضي في غزة لمناسبة الذكرى الـ23 لتأسيسها، بأن الحركة تؤكد تمسكها بالتهدئة مع إسرائيل وعدم نيتها شن هجمات جديدة على الأراضي الإسرائيلية قائلا إنها تركز جهودها حاليا على تعزيز المؤسسات الحكومية في قطاع غزة .
هذا الحال لم يدوم طويلا فتنامي التنظيمات الجهادية ولو كانت بمجموعات صغيرة تقوم بالكر والفر في إطلاق الصواريخ والقذائف على البلدات الإسرائيلية أزعج قيادات حماس وأوعزت لكتائب القسام بتشديد الحراسات على الحدود المتاخمة للبدات الإسرائيلية ووقف أي محاولة لإطلاق الصواريخ وكانت على حساب حياة مطلقي الصواريخ، وبالفعل انتشرت القسام لتصور نفسها للشعب عبر فضائية الأقصى بأنهم على التخوم مع قوات الاحتلال وأنهم جاهزين لأي محاولة توغل لقطاع غزة مستغلين بذلك عاطفة الشعب وخوفه المكبوث من حركة حماس وسيطرتها على غزة، فكتائب القسام جاهزة وعلى أهبة الاستعداد للمقاومين الذي يطلقوا الصواريخ العبثية ضد البلدات الإسرائيلية لأنها مقاومة ضد المصالح الوطنية وتخريب لجهود الحكومة في بسط الأمن، وتشهد سجون حماس السرية والتي كشفت مؤخرا عن حجم الكارثة ضد المقومين بغزة، وتجاهر بالسلطة الوطنية الفلسطينية ومحاربتها للمقاومة في محاولة منها لكسب عاطفة مناصريها.
وبعد ازدياد التوغلات الإسرائيلية على أطراف قطاع غزة وتصاعد وتيرة الشهداء والإصابات بين صفوف المواطنين والاغتيالات التي قامت بها حماس لبعض شخصيات المقاومة أدي ذلك لصدام بين المقاومة ومع كتائب القسام التي تحرس الحدود أحيانا واعتقال رجال المقاومة وإصابة بضعهم في أحيان أخرى.
هذا التصاعد في إطلاق المقاومة الصواريخ المحلية الصنع منها ضد الأهداف الإسرائيلية إلى استغراب الحكومة الإسرائيلية من دور الحراسة التي تقوم بها حماس على الحدود مع قطاع غزة، حيث قال الوزير الإسرائيلي دان مريدور بان إسرائيل لن تسلم بوضع تطلق فيه قذائف صاروخية من قطاع غزة على جنوب إسرائيل بين حين وأخر، وأضاف بأن حركة حماس لا تعمل بما فيه الكفاية في الآونة الأخيرة لمنع تنظيمات أخرى من إطلاق قذائف صاروخية على التجمعات السكنية في النقب بالرغم من سيطرتهم الكاملة على غزة.
كما دعت رئيسة المعارضة الإسرائيلية تسيبي ليفني للرد عسكريا على قطاع غزة في أعقاب سقوط صاروخ جنوبي إسرائيل، قائلة لا يعنينا أي منظمة أطلقت الصاروخ فحماس المسيطرة علي غزة هي لوحدها تتحمل المسؤولية والنتائج وعليها من تشديد حراستها للحدود مع إسرائيل وقمع حماس التنظيمات الإرهابية في قطاع غزة.
هذا ودعا شاؤون موفاز رئيس لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست لعدم الوقوف مكتوفي الأيدي أمام تدهور الأوضاع الأمنية جنوب إسرائيل، وأنني لا أرى طريقًا لتغير ذلك سوى بعد انهيار سلطة حماس .
وبعد إصدار رئيس غابي اشكنازي هيئة الأركان في الجيش الإسرائيلي الجنرال تعليماته بان تستهدف الغارة الجوية التي شنتها طائرات من سلاح الجو عناصر حماس وذلك لأول مرة منذ انتهاء عملية الرصاص المصبوب قبل نحو عامين .
قامت حماس وعلى الفور بتصعيد وتيرة حملة اعتقالاتها ضد جماعة السلفيين على خلفية قيامهم بالتصعيد على حدود القطاع مع إسرائيل وإلقاء عدة صواريخ على المستوطنات المحيطة في قطاع غزة .وأفادت حماس بأنها اعتقلت الشيخ الداعية إياد الشامي –أبو أبي-فرج الله عنه ونقله إلى احدي مراكز التحقيق التابعة لها، وأنها تلاحق رجال المقاومة من شتي الفصائل الذين يحاولون إطلاق الصواريخ على البلدات الإسرائيلية حيث انتشرت مجموعات من حماس كتائب القسام بالقرب من المناطق القريبة من السياج الأمني مع الاحتلال لمنع إطلاق الصواريخ على البلدات الإسرائيلية،مع التنسيق مع الجيش الإسرائيلي بوجود هذه الكتائب .
هذا وتأمل حركة حماس بإعادة الأمور لما كانت عليه سابقاً بأن تنعم هي بخيرات قطاع غزة وحكمه عسكريا مقابل أن يعيش المستوطنين بهذه البلدات المجاورة بأمان،وستشهد الأيام المقبلة مدى قوة حماس في تشديد الحراسة الليلية على هذه الحدود وتسيير الدوريات العسكرية والراجلة لمكافحة الإرهاب ضد إسرائيل، كما ستزيد من حملتها لاعتقال مزيدا من الإرهابين المقاومين للمشروع الوطني ذلك من أجل أن توفي بوعودها لإسرائيل ، ولتؤكد على أهمية ودور الأب الروحي أبو صبري على تأسيسها وأنها ستبدل قصارى جهدها لذلك.
التعليقات (0)