علي جبار عطية
يضطر المرء الى الاستجابة لبعض دعوات الغداء او العشاء واحيانا بين الغداء والعشاء دعما للأواصر الاجتماعية وربما انسياقاً للمجاملات لكن الذي يحصل في بعضها يجعله يضرب اخماسا في اسداس بشأن الفائدة التي يجنيها من جراء هذه الوليمة؟
فمن حيث المكان قد تحتاج الى ساعتين من عمرك غير الثمين في الطريق الى مكان المأدبة وما يتخللها من ازعاجات الاختناقات المرورية وأما من حيث الزمان فقد تلاقيك ازعاجات تتعلق بمدى ملاءمة الفعالية لوقت المدعو ولكن الطامة الكبرى تخص المدعوين وتصرفاتهم فحين تأخذ مكانك في السفرة ويبدأ انشغال الجميع بأفواههم ينبري من يحاول استعراض مهاراته الكلامية وعضلاته الفكرية وتجد نفسك داخلا في مواضيع مزعجة تسد الشهية ومن ذلك مثلا الذي يتحدث عن غسل الموتى او دفنهم او ضحايا الاعمال الاجرامية ومنهم من يتسلسل في استعراض البنية التحتية المدمرة لشبكة المجاري في بغداد التي تسقط في امتحان اول زخة مطر! ومنهم من يحول الجلسة الى وليمة لأكل لحم الميتة بالغيبة والنميمة!
وقبل أيام كادت رغبتي في الطعام تصبح مشفرة من حديث على المائدة لأحد الحاضرين كان عن فناء الكون الحتمي الذي نتجه اليه وعن فتحات الاوزون وازدياد درجات الحرارة الذي سيستمر حتى يحرق الشجر الاخضر وتصبح الحياة كابوسا! مع اننا في عز الشتاء!
حاولت تغيير الموضوع مضطرا وجعلته يدور في التنافس بين مشجعي برشلونة وريال مدريد ففوجئت باصطفاف المدعوين الى برشلونيين ورياليين وانفرجت اساريرهم وكلّ يتحمس لرأيه عندها تذكرت حكاية ذلك الرجل الذي انتبه المدعوون الى شهيته العالية في الأكل فطلبوا منه ان يقص عليهم قصة النبي يوسف عليه السلام فنظر في وجوههم وقال: (انه شخص اضاعه اهله ثم وجدوه.!)
التعليقات (0)