سخرية القدر تتكرر

أغلب الدول تحرص على نشر ثقافة احترام القانون،خاصة قانون السير،و تسعى إلى الحد من الخسائر التي تخلفها حوادث السير عبر ردع من من يتسبب بها.

في المغرب يتنقل المواطنون بوسائل مختلفة،الطاكسي وهي عبارة عن سيارة متوسطة الحجم تنقل ستة أشخاص،الحافلة و عدد المقاعد معروف،وما يسمى النقل المزدوج،مسموح له بثلاثة عشر مقعد،لكنه يتجاوز ذلك بكثير،لذلك فكلما وقعت حادثة سير لهذا النوع من النقل تكون الحصيلة مكلفة،خاصة بالدواوير والقرى.

يتم خرق القانون يوميا أمام أعين السلطات،لكن ما إن تحصل حادثة،حتى ينادي المواطنون بمحاسبة المسؤولين عن الفاجعة الذين يسمحون لهذا النوع من النقل أن يتجاوز العدد المسموح،و يدعوا البعض إلى صرامة تطبيق القانون حتى لا تتكرر مثل هذه الحوادث،وسرعان ما تأفل شعلة المطالب مع الزمن حتى تتكرر حادثة أخرى.

أصبحت عادة أن تسمع عن انقلاب حافلة صغيرة الحجم كانت تحمل عمالا،أو عائلات،لأن الحمولة زائدة،فبعض القرى و الدواوير غير مزودة بطريق معبدة،تجد حافلة صغيرة تتكفل بالنقل،لذلك فحمولتها دائمة تتجاوز العدد المسموح به،فلا بدائل توجد من أجل حل المعضلة،تتساءل بعض اللحظات عن الأسباب الحقيقية.

لقي مؤخرا 22شخصا مصرعم في انقلاب حافلة صغيرة،مخلفا قرية مكلومة،حزينة،فالفقد يخلف الحزن،والعائلات التي فقدت أحد أفراد أسرتها كثيرة،لذلك فالمشهد لا يمكن وصفه،لكن معايشته ستترك الأثر في نفسية الإنسان لا محالة.

في انتظار بعض الصرامة في تطبيق القانون على هذا النوع من النقل، وتوفير ما يلزم من أجل ألا ،تعاد مثل هذه الحوادث ونتمنى ألا تتكرر في  ربوع المملكة المنسية و المقصية.