يحكى ان انثى فارسية انعم الله عليها بالجمال و الكمال, شاءت لها الأقدار ان تنتقل إلى حي جديد في بلد غير بلدها, و بدا لها إن كل الأعجاب و الترحاب بجمالها و عنفوان انوثتها الذي قوبلت به من قبل أهل ذلك الحي لم يشفي علّة غربتها , فهي تجول في اركان لم تعتادها طبيعة معيشتها في وطنها الأم, هنا اللباس يختلف و طبيعة الناس كذلك, و حين تتبضع من الأسواق لا ترى ما اعتادت عليها بصيرتها, ولا تناسق بضاعته المحلات , هناك اعتادت ان ترى الأشياء التي تنتمي إليها بجذورها , و امور اخرى رافقتها في صغرها و صباها , هنا لا تنتمي إليهم و لا تجد ذاتها في تقاليدهم و تاريخ حاول ان يقلع جذورها و خلط معجم لغتها و سرق منها نقاوتها , كان يراودها احساس بأنه هناك شيء ينقصها , بل يحاول ان يبتلعها و يقتل اخر ما يمكن ان يذكرها بجذورها الفارسية ...
استيقضت في صباح عادي و في ذهنها امر لم يكن مألوف لمن التقاها, دارت و جالت في سوق الحي تتنقل من محل لأخر و تتفحص محتويات ما ارتكن في رفوف و الزوايا و بدأت بالسؤال في محل بيع الخضروات عن شيء يدعى بالسماوه ر, هو وعاء يسخن فيه الماء وعلى فوهته يوضع ابريق الشاي ليغلي على بخار غليان الماء, فحين تأسف البقال لعدم توفر السماوه ر بين بضاعته , تركتهُ لتعاوده في اليوم التالي لتسأله عن ذات الشىء و رد عليها بالأسف , لكنها لم تترك البقال لحاله و بقيت تتردد على محلهِ يوميا و تسأله عن ذات السماوه ر , و في صباح جديد كعادتها زارت محل البقال فأخبرها بأنه جلب لها مرادها , و حين عاينت السماوه ر لم يعجبها و طلبت منه ان يحضر لها نوع اخر و حتما ان شخصا اخر ربما سيعجبه هذا النوع و يشتريه منه, ففعل البقال و جلب لها نوعا اخر , حين رفضته لذات السبب , طلبت منه ان يحضر كمية و انواع اخرى فيمكن ان تعجبها و تشتري منه بعضها , كذلك رضخ البقال لرغبتها و هذه المرة جلب درزنا متنوع و بألوان تختلف و ازدحمت رفوف محله بالسماوه ر, لكنها في اليوم التالي مرقت من امام محلهِ و لم يستأثرها ارتصاف السماوه رات على رفوف جدار المحل , فهرع البقال خلفها و ناداها لترى بضاعته الجديدة عسى ان ينال احدها اعجابها , ابتسمت له و قالت في رأيي ان محلك الأن اجمل و ارقى من بضاعتك السابقة, عليك ان تجتهد كي تقنع الناس بأقتناءها.. تركته في حيرة و دخلت محل أخر تبحث عن امر أخر.
....................
إلى كل من يقرأ هذه الحكمة الساخرة , عليه ان يطلق العنان لخيالاته و يجد من سخر مِن مَن في واقع اليوم من حياتنا اليومية
التعليقات (0)