علي جبار عطية
ــــــــــــــــــــــــــــ
يقولون في الامثال (موكلمن صخم وجهه صار حداد)! والظاهر ان هذا المثل كان صالحا لعصر غير عصرنا فقبل ايام وجدت تطبيقا عمليا معاكسا لهذا المثل اذ عمد سائق سيارة اجرة الى افتتاح محل للحدادة ولم يسبق له ان عمل في هذه المهنة واخذ يجرب (فنونه) على ابواب اقاربه وشبابيك اصدقائه حتى اذا افسد الباب او الشباك فان العواقب لن تكون وخيمة خاصة وهو في طريقه الى تطبيق المثل القائل (تعلم الحجامة بروس اليتامى)!
لكن احد ضحاياه قال له بالحرف الواحد: انت لست حدادا!
واضفت من جانبي: ان الحدادين الذين رأيتهم لهم مواصفات تكاد تكون مشتركة منها اسوداد الوجه وثقب القمصان والبنطلونات وتقرح الايدي والارجل بل بتر بعض الاعضاء وشحوب العينين ان لم يكن هناك اطفاء تام لنور الوجه!!
وانتقل الى التطبيق الاخر لهذا المثل فنحن في عصر الفرجة بتنا نرى انقلابا في الموازين فمن الممكن ان يكون سر شهرتك هو (خالف تعرف) فاذا ظهر عمل ادبي جيد او فلم سينمائي متميز او عرض مسرحي ممتاز وامتدحه اهل القلم واردت ان تعرف فما عليك سوى ان تهاجمه ليقال انك كاتب كبير (مخترع نغنوغ السمكة)! وكان هناك مدرس للتاريخ استهوته اللعبة الاعلامية فاذا به يقلد اللبنانيين في لهجتهم مع انه عراقي ابن عراقي ابن عراقي من اصول جنوبية فتراه يعطش الجيم حتى قيل انه استعانت به شركة لبنانية لدبلجة احد المسلسلات المكسيكية قبل ان يحل بلاء المسلسلات التركية الصابونية ومازال الرجل يعتقد انه لبناني وانه بهذه اللهجة محبوب الملايين او بالاحرى محبوب (الملايينة) اذا جاز تأنيث الملايين! (ومو كل من صخم صوته صار لبناني) والاعجب_وفي العراق عجائب_ان عدوى اللهجة اللبنانية او الشامية انتقلت من شروط قبول المذيعة في تلفزيون الشباب عندما كان الموز يستورد من الصومال وليس من كولومبيا الى اساتذة الجامعات وصولا الى باحث لاهوتي وتلك لعمري طامة كبرى فاذا وصل التقليد الى اهل الروحانيات فعلى الدنيا العفا والى متى نظل حقل تجارب للبلقنة والصوملة واللبننة والصوبنة!!.
كاتب وصحفي عراقي
التعليقات (0)