سخافة!
ضحك جدّي طويلا حتى خشيت عليه( خصوصا و قد تحوّل ضحكه الي نوبة سعال حادّة نفخت أوداجه و صبغت وجهه بلون الدّم ) حين أبلغته أن جارنا عبد الستار العوّادي (الذي أفتكت منه زوجته جهارا من قبل أحد الأثرياء المقربين من أعلى هرم في السلطة) يحتفل السّاعة، و للسنة الخامسة على التوالي، بالذكرى التاسعة لزواجه، بعد أربعة أسابيع فقط من إحتفاله بعيد ميلاد زوجته المغتصبة!
…. حين تمكّن جدّي من إعادة بعض السّكينة الي جسده الواهن، نهض من مكانه ثم أندفع يرقص تارة و يصفق أخرى، كل ذلك وهو يدور حول نفسه مردّدا بلهجة غنائية:
ــ حلو، حلو هذا ينام معها، و الآخر يحتفل بعيد ميلادها!
...حلو، حلو... هذا ينام معها، و هذا يحتفل بعيد ميلادها !
كان عليّ أن أوقف جدّي الذي حذره طبيبه الخاصّ من الإتيان بحركات عنيفة... بعد إحكام السّيطرة عليه، وحين إسترجع بعض أنفاسه، قال لي و هو يجفف مقلتيه من بقايا دموع أثارتها ضحكاته الجامحة:
ــ أي بنيّ، إياك أن تتهمني بالخرف، فما زال لديّ بقية إدراك يجعلني أذهب الي أن تصرّف جارنا عبد الستار، لا يدعو العقلاء الي غير التأسّف و اللوعة، لما غشي بلادنا من مظالم سياسيّة و كوارث اجتماعيّة.
هممت ان أسأل جدّي" مالذي أضحكك إذن؟" غير انه بادرني قائلا:
ــ ما كنت لأتصرف على هذا النحو الأخرق، لو لم أربط إحتفال جارنا البائس بما لا يملك، بخبر صفعتني به إذاعة عربية قبيل دخولك عليّ بقليل.
ــ....
ــ يقول الخبر السّخيف أن جامعتنا العربية، قد قررت بإجماع أشد سخفا، جعل كل أيام سنتنا هذه، أيام إحتفال متواصل بالقدس عاصمة للثقافة العربيّة!
أوسلو 26/8/ 2009
التعليقات (0)