على مدار عقدود طويلة خلت ، ومنذ انطلاق الثورة الفلسطينية ، ومسيرة التضحيات ، من دماء وشهداء وجرحى واسرى .. والى شتى انواع العذابات التي تعرض ويتعرض لها الشعب الفلسطيني .. ورغم التعرض للهزائم المتتالية والنكسات المتوالية .. ولن ننكر الانتصارات القليلة التي تمكن الشعب الفلسطيني من تحقيقها.. محليا وخارجيا .. كان الشعب يمارس المقاومة المسلحة .. ولم تكن بعد ظهرت مصطلحات السلام والاستسلام.. ولم تكن للشعب الفلسطيني سلطة تمثلة بالمعنى المفهوم للسلطة ( على الارض ) غير تلك السلطة المسلحة .. بالحق والقوة.. قوة صاحب الحق الذي لا يهاب ولا يخاف ..ولم تكن منظمة التحريرتملك زمام الامر في الداخل بالمعنى الحقيقي للقيادة .. والاعتراف بأن الشعب الفلسطيني كون قيادة الداخل عبر مسيرة من النضال والتضحيات ربما يعجز الوصف عنها ..
كان الشعب يمارس دوره النضالي والثوري كما ينبغي لشعب محتل تحت الاستعمار .. وقلما كان يمر شهر لم نسمع عن عملية فدائية .. ينفذها ابطال نذروا انفسهم للحق والحرية ..بينما كانت الثورة بالخارج والقيادة بالخارج ممثلة بمنظمة التحرير تمارس دورها بشكل يحصد اعجاب الاخرين احيانا ..على الرغم من الاخفاقات التي منيت بها الثورة .. ومع هذا كانت تضحيات الشعب الفلسطيني بالداخل والخارج تضحيات جليلة ..كبيرة ..لا ينكرها الا جاحد وحاقد ...وسيأتي اليوم الذي نضع فيه لشهدائنا نصبا للحرية .. اما اليوم :
يلتقي الرئيس محمود عباس ، واركان قيادته في رام الله بثلة من الصهاينة الذين يدعون السلام..ويقفون الى جانب الحق .. وقد نسي الصهاينة انهم محتلون .. يسكنون بيتنا .. وبيت جارنا .. يزرعون ارضنا .. ويأكلون من كرمنا وبستاننا ..وقد نسي محمود عباس واركان قيادته ..ايضا معهم .. نسوا انهم يصافحون عدوا لا يكن لهم ولغيرهم الا كل الحقد والمكر ..وما تلك الا سياسة تنطوي على الكذب والخداع واضاعة الوقت .. ونسوا ان ما اخذ بالقوة لا يرد الا بالقوة .. ونسوا ان الحرية لا تمنح وانما تتنتزع انتزاعا ....
يشكل لقاء عباس واركانه مع بعض الصهاينة ، ومشاهد المصافحة والاحضان والتقبيل .. استهانة بكل المشاعر الفلسطينية .. واستهانة بالتضحيات التي قدمها الشعب الفلسطيني ..والا لماذا كانت كل تلك الدماء اذا كنا سنصافحهم ونقبلهم وكأنهم اهل واحباب .. بينما الاهل والاحباب بحق ، نعاديهم ولا نجد فرصة للقائهم والتواصل معهم ..
تخلت القيادة الفلسطينية وعلى اعلى مستوياتها . تخلت عن الشعب الفلسطيني .. وضربت به وبتضحياته عرض الاهمال والاستهانة ..وراحت تطبل في عرس الاعداء .. لتغيض الاخوة من ابناء الشعب العربي الفلسطيني .. وكـأنهم لم يعرفوا بالمقولة التي تقول : عدو عدوي صديقي .. وصديق عدوي عدوي .
التعليقات (0)