علي جبار عطية
يتردد رأي عام بين الأوساط المتعلمة مفاده قلة اقبال الناس على الكتاب لوجود بدائل عنه ولأن الشبكة العنكبوتية أوقعت بشباكها المتيمين بعشق المعلومة والتواصل مع الآخر!
والسؤال الذي يطل بعنقه هو اذا كان هذا الرأي صحيحاً وواقعياً فلماذا تطبع المطابع ودور النشر وتعيد طباعة بعض الكتب وتتفنن في اصدار طبعات مميزة بصفحات صقيلة وأشكال فنية رائعة؟
واذا كان لا يوجد قراء فلمن توجه دور النشر كتبها وهل يجري اقتناء الكتب للديكور!
كنت أقلب هذه الفكرة ظهراً لبطن حتى وقعت على حوار نشر حديثاً مع رمز من رموز التنوير الا وهو الدكتور يوسف زيدان مؤلف روايتي (عزازيل) المثيرة للجدل و(النبطي) اذ يقول في جواب السؤال: (ان كاتب الستينيات الأعظم نجيب محفوظ كانت دور النشر تطبع من أعماله الف نسخة تبقى من 5 الى 10 سنوات حتى تنفد، انما هذا العام وأنا اكلمك الآن اذا دخلت أية مكتبة او منفذ بيع كتب ستجد (عصر العلم) لأحمد زويل الصادر من فترة قريبة تجاوز الطبعة التاسعة وستجد (تاكسي) خالد الخميسي أظن في الطبعة الثالثة عشر ستجد رحاب بسام الكاتبة الصغيرة (ارز بلبن) الطبعة التاسعة وهي أعمال متنوعة اذن ولن نقول مع من يرددون ان الاعمال البسيطة هي التي تربح وان الأعلى مبيعاً هي الاكثر تفاهة ففي العلوم والآداب وفي مجالات كثيرة تتعدد الطبعات وعدد النسخ في الطبعة حالياً من 5 الى 10 أضعاف النسخ يعني يوجد فارق شاسع فكيف نقول الناس لا تقرأ ولكن هناك بعض كتاب لا يتواصلون مع الناس وبدلاً من أن يطوروا انفسهم وأدواتهم يكون من السهل لهم أن يتهموا الناس بعدم القراءة) ـ جريدة تاتو/العدد 23 /15كانون الثاني/2011.
قبل أيام نقل لي أحد الأخوة انه بحث عن كتاب في المكتبات فلم يجده ولكنه طلب الكتاب في شبكة الانترنيت فوجده واستنسخه مرتين ليشرك صديقه معه في قراءة هذا الكتاب الممتع. وعندما سمعت ذلك ازداد يقيني ان سحر القراءة ما يزال يفعل فعله ولا تؤثر عليه لافضائية ولا انترنيت وأن أصحاب المطابع لن يضطروا ـ كما كان الحال ايام الحصار ـ الى الاقتصار على طبع بطاقات الأعراس ودعوات الأفراح وأغلفة علب البسكويت!
نشر في صحيفة الاتجاه الثقافي
التعليقات (0)