سحابة الحزب «الورقي» العاكم!

لست خبيرا في الجمال الحقيقية ولا في رموزها الانتخابية، ولكن عندما رأيت الجمال السودانية في مسلسل «درب الطيب» تذكرت علي الفور ذلك الحيوان الصبور والذي انقرض حزنا بعد أن انضم قسرا للحزب ـ الورقي ـ الوطني ورُسم علي يافطاته الانتخابية!! وبعد انقراضه ظهرت مشاكل لم يكتشف لها الخبراء حلولا مثل مشكلة السحابة السوداء مع أن القدماء حلوها وحللوها ولكي نقضي علي هذه المشكلة يجب أن نبحث عما كان الفلاحون يفعلونه قديما لذلك فالمشكلة تكمن في انقراض شيئين فقط هما الجمال والأجران جمع «جرن».. فلم يحرق الفلاحون قش الأرز ـ في بلادنا ـ إلا منذ بضع سنوات  بعد ظهور لجنة السياسات وبعد أن قل استعمال القش بعد اختفاء «الموقدة» ومعها الأفران البلدية بعد ظهور الأفران الغازية.. وأيضا لعدم وجود أماكن لتخزينه بعد أن قام كل فلاح بهدم منزله المبني بالطوب اللبن وبنائه بالطوب الأحمر وبارتفاع أكثر من دور ومما سبق يمكن التغلب عليه بما اتخذته الدولة بعملية «كبس» القش، ونظرا لأن عملية كبس القش صعبة ومكلفة نظرا لصعوبة وعدم وجود طرق داخل الأراضي الزراعية لدخول الآلات وليونة الأرض وصعوبة نقل بالات القش بعد كبسها فالحل يكمن في أن تستأجر الجهات المعنية قطع أراض مناسبة وتضع فيها الآلات المختلفة لكبس القش وتخزينه وتحميله والمشكلة الأصعب والأهم هي نسيان الجمالين لمهنتهم وانقراضهم مع جمالهم فمنهم من باع جمله واشتري «تاكسي» ومنهم من اعتزل المهنة ـ اللي مش جايبة همها ـ ومنهم من ذهب إلي بلاد اليورو والدولار !! ..

٦/ ١١/ ٢٠٠٦