دبي - ضياء الناصري
في قصة نادرة، بحث السجان العراقي السابق كاظم عبدالامير مزهر النجار عن اسيرين ايرانيين كانا تحت اشرافه ليعتذر اليهما، بعد سنوات طويلة من عودة الأسرى إلى بلادهم.
فقد سافر السجان العراقي كاظم الى ايران، بعد 18 عاما من عودة الاسرى الايرانيين الى بلدهم في اطار تبادل الاسرى بين ايران والعراق أواخر عام 1989.
كاظم الذي كان يعمل في معسكر الراشدية للاسرى الايرانيين، يقول إن شعوراً بتأنيب الضمير كان ينتابه دائماً لما كان يعانيه الاسرى في السجن الذي كان يعمل فيه، خصوصاً بعد ان رزقه الله ببنت. ورغم حياته الهانئة، إلا أنه لم يكن ليرتاح إن لم يجد ضالته، فقرر السفر الى ايران وبدأ رحلة البحث عن السجناء الذين كان يذكر اسماءهم فقط، ولا يعرف عناوينهم، لكي يعتذر اليهم.
ويسرد السجان كاظم أنه التقى الناس في اكثر من مكان سائقي التكسي والمارة وأصحاب المحال، وسألهم عن ابوترابي (المعروف بشيخ الاسرى) والحاج حسين عبدالستار اسلامي واحدي، وحسن محمدي، وغيرهم. لكن معظم من سأله كان يقول له سمعت باسم ابوترابي ولديهم فكرة عنه وعن تاريخه لكنهم يجهلون مكانه او اي دالة اليه.
وأخيرا توجه الى مدينة مشهد (شمال شرق ايران) حيث التقى بمدير الفندق الذي كان يسكن فيه وعرض عليه قصته، وكشف له أن علاقة ممتازة كانت تربطه مع بعض السجناء تتجاوز حدود السجان والمسجون خصوصاً مع ابو ترابي، إذ كان يشعر بأن ابوترابي يمتلك سلطة روحية وأبوية على كل السجناء في معسكر الراشدية، والبالغ عددهم اكثر من 5000 شخص. فتطورت العلاقة بين السجّان والسجين إلى حد كان يلجأ له كاظم حتى بمشاكلة الخاصة والعائلية، فتجاوز ابوترابي حدود سلطته الابوية من السجناء الى السجانين ايضاً.
وقد تفاجأ صاحب الفندق بسؤال كاظم، وقال له سأرشدك الى اثنين ممن ذكرت أسماءهم، "لكن الخبر المؤسف هو ان ابو ترابي قد توفي قبل عدة سنوات، ويمكنك ان تتصل بنجله الذي اصبح اليوم نائبا في البرلمان الايراني".
وبالفعل بعد عدة اتصالات بعدة اشخاص استطاع ان يتصل كاظم النجار بحسين اسلامي، وبعد اللقاء والعناق قال كاظم "اتذكرك تماما عندما جئتنا اسيرا للمرة الاولى وكان عمرك حينها لايتجاوز الـ 15 عاما واتذكر كيف ان بعض السجانين ضربوك وعذبوك لكي تسب الامام الخميني ، وأنت رفضت ذلك، فنصحتك حينها بان تسبه لكي تخلص نفسك من هذا المأزق، لكنك ايضا رفضت نصيحتي".
ويقول كاظم إنه يريد ان يعرف الناس قصته لكي يعم السلام، ويؤكد أن السجان يستطيع ان يكون انساناً قبل ان يكون سجاناً.
أما السجين الايراني السابق حسين عبدالستار، كما يسميه كاظم، فقال إن عدداً من السجانين العراقيين كانوا يعاملوننا بإحسان ولطف لكن بالخفية، مخافة تعرضهم للعقوبة، لكن وعلى رغم ذلك فإن معظم الروائيين الايرانيين والمخرجين عادة ما يعكسوا صوراً قاسية جدا وخالية من الرحمة عن السجانين العراقيين، في افلامهم ورواياتهم خصوصاً في أحد أهم الافلام الايرانية الاخيرة والاكثر مبيعاً للمخرج "مسعود ده نمكي".
نقلا عن موقع العربية نت
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يقال ان الأعتراف بالخطأ فضيلة لكننا كعرب لدينا الأعتراف بالخطأ عيب وعار
التعليقات (0)