سجين سياسي
كنا نسمع أيام الحكم البائد بالسجين السياسي فنأخذ له من وراء الأستار تحية تكريما له نترجم شوقنا اليه دمعا نذكره في اروقة البيت هنا جلس وهنا تحدث وهنا قرأ وهنا كتب مع ان الجميع يعرف ان قساوة اجهزة صدام وزبانيته يحكمون بالاعدام على من تثبت عليه التهمة اما السجين البريء بنظر الحكومة او المتعاون او من قبض ثمن حريته بارسال غيره للتهلكة يحصل على اطلاق السراح من السجن وهذا معروف للجميع واذا بنا نصحو بعد 2003 فنجد طوابير كبيرة من السجناء السياسيين منهم من سرق او قتل او اختلس ومنهم من اعطى مبلغا من المال لأصحاب القرار الجدد لكي يسجلوه انه كان سجينا سياسيا ومنهم من حلف بهتانا وزورا ومنهم من فسر صمته على انه معارض للنظام فعليه ان يقبض الثمن ومنهم من كان جزء من مؤسسات الدولة السابقة متنفذا ومستفيدا ولكنه وجد نفسه لا يتمكن من مفارقة الدولة باي وجه كانت واصر على نسج قصة من الخيال عن رجل أمن كان يتعاون مع الفقراء من أبناء الشعب ليخلصهم من الاعتقال أو يبرئهم من تهمة ألصقت بهم ليصبح بطلا ويعيش الدكتاتورية والديمقراطية على حد سواء ومن هذه الصنوف بقى صنفين احدهم من عارض صدام فعلا واستشهد وورث حقوقه أخوه رفيقا حزبيا او من الذين صعدوا على الجبل والأخر المعارض الحقيقي الذي عاش في المعتقلات لسنين طوال وهؤلاء هم من اكثر الناس اخلاصا للبلد شافوا الويل لكي يستلموا حقوقهم وما استلموا الا بشق الأنفس والغالبية العظمى اعتزلوا العمل السياسي لأنهم لا يريدوا ان يلوثوا ايديهم بالسرقة او الفساد .
فمن يحكم اذن
الذين سافروا للعمل التجاري يبحثوا عن راحة البال وجاءت الصدفة ليكون بعضهم اصحاب القرار وهؤلاء ينظرون للشعب العراقي على انه درجة ثانية وهم الدرجة الاولى لأنهم يحملوا جنسية بلد اخر اما المخلصين من معارضين الداخل يتناولهم بسوء كل صغير وكبيرحتى المومسات تجند لكي تكون اداة اعلامية تحاربهم لذا عج البلد بالحروب والطائفية والقتل والذبح والتهجير فيا ترى هل للسجين السياسي اثرا في ذلك ؟ .
التعليقات (0)