سجينات خلف أسوار العزلة
لم تعد السجينة تعترف بالآمل وبقصص تخطي الصعاب فبعد أن دخلت السجن وحملت لقب سجينة ومنحرفة فالنظرة السلبية للمجتمع ولأسرتها تلاحقها وأصبحت خارج نطاق الإنسانية فالأسرة ترفضها والمجتمع كذلك والسبب لقب سجينة ومنحرفة ؟
مهما كان السبب الذي أدخل الفتاة أو المرأة السجن فإن تلك الفئة التي سلكت طريق أوصلها لأبواب وغرف السجن بحاجة للمزيد من الرعاية والإهتمام فالسجن إصلاح وتهذيب هكذا يٌقال والأسرة هي الحاضن لتلك الفئة بعد خروجها , سجينات أنقضت مدة المحكومية لكنهن بقين داخل السجون ينتظرن عفو الاسرة لترى النور وتبدأ دورة الحياة من جديد , الأسر الرافضة لإستلام من دخلت السجن لأي سبب كان قانونها الوحيد العادات والتقاليد ونظرة المجتمع وأحاديث الناس , قانون مجحف وضد الإنسانية وضد التعاليم الإسلامية السمحة قانون ظلم الكثير وما يزال يمارس الظلم صباح مساء بحق السجينات وبحق المجتمع الذي لم يتخلص من عقد أفرزتها عادات وتقاليد بالية ومجحفة .
السجينة بشر وإنسان قادتها عوامل وظروف نحو أبواب السجن فدخلت السجن ودموعها على وجه باتت عوامل الحزن تشوهه وتشق طريقها نحو القلب والعقل والأحلام والأمال , بشر إنسان لكنه أخطاء وسلك طريق محفوف بالمخاطر فكانت النتيجة عقوبة كافية لإعادة تشكيل الحياة بداخل قلب تلك السجينة من جديد , العقوبة التي دفعت ثمنها السجينة عقوبة نظامية وشرعية لكنها ليست بكافية بقانون المجتمع فكانت عقوبة التهميش وعدم السماح لها بالخروج من السجن وعدم إستلامها من قبل أسرتها عقوبة أشد الماً وذات تأثير على السجينة التي أصبحت تطلق على نفسها لقب سجينة إلى الأبد ؟
نحن بحاجة لتغير كثير من المفاهيم وبحاجة لفتح أفق أوسع لإصلاح كثير من التجاوزات خاصة فيما يتعلق برفض المجتمع للسجينة ورفض أسرتها على وجه الخصوص , المسألة ليست بحاجة لقوانين إلزامية بقدر ما تحتاج لوعي وجملة من الإجراءات المعززة لجانب الرحمة والتعامل الإنساني والصفح والعفو والإهتمام والرعاية فالقانون الملزم وحده لا يكفي فالأساس نابع من الذات البشرية والعواطف والمشاعر اللغة المفقودة في كثير من الأحيان والمواقف ..
السجينة بشر وخطائها يغفر هكذا يقول العقل والمنطق فأين أسر السجينات عمن دخلت السجن وبقيت فيه بعد إنقضاء المحكومية أين العواطف وأين المشاعر وأين الإنسانية والرحمة بقلوب تعيش وسط مجتمع يتغنى صباح مساء بأنه مجتمع متدين يسير على السنة والتعاليم القرأنية الربانية ...
التعليقات (0)