تنطلق هذه الايام دعوات متكررة من قبل سياسيين ونواب, مطالبة الحكومة والبرلمان بالإسراع بإقرار قانون العفو العام والسماح للإرهابيين والقتلة بمزاولة اعمالهم بحرية كاملة بعيدا عن عيون واسماع الاجهزة الامنية والسجانين في المعتقلات والسجون التابعة لوزارة العدل او وزارة الداخلية لان بعض السجون والمعتقلات ليست بيئة كاملة ومهيئة للاستمرار بالأعمال الارهابية على عكس بعض هذه السجون والمعتقلات التي توفر كافة الخدمات لقادة المجاميع الارهابية من خدم وحشم ومواكب سيارات وخروج ودخول ومساج وساونا وانترنت ونساء واتصالات لكل بلدان العالم وبخصم كبير
، وما ينقل في وسائل الاعلام عن توفر بعض وسائل الخدمات الترفيهية والعصرية للسجناء غيض من فيض لما يجري داخل السجون من حكايات وقصص يشيب لها الراس من شدة العجب، فتوفر الموبايل وتسهيل الاتصال بالأهل والاحبة والارهابيين امر في غاية البساطة لان هذه الوسائل يمكن شرائها بورقة خضراء امريكية وما اكثر الاوراق الخضراء عند المجاهدين والمقاومين، وما اضعف نفوس الكثير من السجانين ومسؤولي المعتقلات، الا ان ما هو اعظم هو قيام بعض السجناء بعقد الصفقات التجارية او التوسط لشراء وبيع المناقصات إضافة الى تحديد اسعار التعيينات والتنقلات وكذلك تثبيت ونقل الضباط في هذا المعتقل وذاك السجن من اجل سهولة تهريب القتلة والمجرمين، وليس هذا فقط فبإمكان النزيل ان يحصل على نفس ناركيلة وحبة هلوسة وجلسة سمر في غرفة احد القادة الذين تهتم ادارة السجن على راحته كأن تفرد له غرفة مستقلة وسرير وشاشة سيدي عملاقة وثلاجة صغيرة واعواد لتنظيف الاسنان وخدم وحشم لان هذا النزيل بإمكانه وبإمكان الجهة التي ينتمي لها ان تزلزل الارض على راس السجن والسجانين وان امر وجوده في السجن وقتي ولأغراض تكتيكية، كما ان العديد من القتلة والمجرمين قد لا يطول بهم المقام كثيرا في السجون والمعتقلات لان الجهات المانحة تقوم بواجبها على اكمل وجه مع المحققين الطيبين وبالتالي فان القاضي المغفل لا يجد بدا من اطلاق سراح هؤلاء المظلومين لعدم كفاية الادلة حتى وان قتل وفجر واغتصب وانتهك الاعراض والحرمات لان البينة على من ادعى واليمين على من ادعى عليه ولان البينة غير متوفرة فمن الظلم والاجحاف سجن هذا الحمل الوديع, كما ان سجنه يتعارض مع قوانين ومواثيق حقوق الانسان للمجرمين والتي تحترمها الحكومة كثيرا، وعليه فان تكريمه وتوقيره طالما تواجد في المعتقل امر في غاية الاهمية، اضف الى ذلك ان امثال هؤلاء هم معرفة قديمة لكثرة قتلهم للعراقيين وكثرة اخراجهم لعدم توفر الادلة. ان ما يحدث في سجون العراق امر محزن لانها بدل ان تكون للإصلاح والتهذيب اصبحت بيئة ملائمة لإعداد وتخريج المجرمين اضافة الى ذلك ان هذه السجون فقدت هيبتها وبات بإمكان السجين خاصة عتاة المجرمين وقادة المجاميع الارهابية ان يكونوا هم الحكام بينما يكون آمر السجن تابعا وخادما ومن يكن تابعا وخادما يعطي كل شيء اما خوفا او تواطئا او بيعا لذمته، وبالتالي فان مطالبة البعض واصرارهم على الاسراع بإقرار قانون العفو العام قد لا يروق لهؤلاء المجرمين لانهم تعودوا ان يكونوا ملوكا في سجونهم ولا يمكنهم العيش خارج هذه الاجواء خاصة في ظل استعداد بعض مسؤولي السجون ان يكونوا خدما وتابعين.
مقالات للكاتب حيدر عباس النداوي
- غياب النواب والهروب من فتحة السياج !
التعليقات (0)