مواضيع اليوم

سجن المشاهير..من ليمان طرة الى طرةلاند؟!

سجن المشاهير..من ليمان طرة الى طرةلاند؟!

عنابرحسب التهمة
كواليس القضبان
طرة لاند ، منتجع سجن طرة، بورتو طرة .. أسماء حركية أطلقت على أشهر سجون مصر بعد أن نزل به عدد كبير من رجال الأعمال ورموز النظام السابق ،وتحول من ليمان طرة الذى طالما ظهر فى الأفلام المصرية التى صورت حياة السجناء بين جدرانه الى سجن "سوبر ستار" بعد ثورة يناير يضم حكومة كاملة من ذوى النفوذ السابقين.

ويعد سجن مزرعة طرة معتقلا سياسياً وسجناً جنائياً يقع جنوب القاهرة، ويشتهر بأنه مقر احتجاز السياسيين ورجال الأعمال و الشرطة والقضاة المحكوم عليهم في قضايا فساد وتربح ،ويدخل ضمن مجمع سجون طرة الذى يضم كلاً من: سجن المزرعة، وليمان طرة، و استقبال طرة، ومحكوم طرة، وسجن طرة شديد الحراسة "سجن العقرب".

وقد أنشأ السجن الزعيم الوفدى الراحل مصطفى النحاس باشا حينما كان وزيراً للداخلية فى مايو سنة 1928، بهدف تخفيف الزحام داخل سجن أبي زعبل ، ومن المفارقات الغريبة أن يتوافق الشهر والعام اللذان وُلد فيهما الرئيس السابق حسني مبارك مع تأسيس السجن ، ويرى الكثير من المراقبين والثوار أن هذه المفارقة قد تقود مبارك للاقامة في السجن ليكون مثواه الأخير ، بعد اعتلائه منصة الحكم لمدة 30 عاماً، وكم حبس فى هذا السجن آلاف من معارضيه وخصومه السياسيين.


أشهر نزلاء السجن


من أشهر نزلاء سجن طرة فى سنواته الأولى الكاتب الصحفي مصطفى أمين وأعضاء تنظيم ثورة مصروقيادات الإخوان المسلمين والجماعة الإسلامية. وقد عاش بين جنباته العديد من المشاهير ورجال الأعمال والوزراء السابقين، فضلاً عن رموز السياسة ، من أمثال: فؤاد سراج الدين مؤسس حزب الوفد الجديد .

 

ومن بين نزلاء السجن السابقين والحاليين (السياسيين والجنائيين):طارق وعبود الزمر والقيادي اليساري كمال خليل والصحفى جمال فهمي ود. أيمن نورمؤسس حزب الغد والمحامى مرتضى منصور ، وعاطف سلام محتكر السكر، وخالد حامد محمود عضو مجلس الشعب السابق ومحمد الوكيل رئيس قطاع الأخبار الأسبق بالتلفزيون وعصمت أبو المعالي، وعمرو الهوارى، ورجلا الأعمال هشام طلعت مصطفى وحسام أبو الفتوح ورجل البنوك الراحل مصطفى البليدي، وفيه أمضى أحمد الريان صاحب أكبر قضية توظيف أموال في مصر والعالم العربي، أكثر من 20 سنة.

وقضى به أثرياء كثيرون أحكاماً متنوعة بالسجن ، منهم رجل الأعمال الشهير ووزير السياحة الأسبق توفيق عبده إسماعيل، ومحافظ الغربية والجيزة الأسبق المستشار ماهر الجندي، الذي خرج بعد نصف المدة بعفو رئاسي، إلى جانب وزير المالية الأسبق محيي الدين الغريب، وبين جدرانه عاش أيضاً مطرب الشباب تامر حسني، لتهربه من التجنيد.

كما أمضى فيه محسن شعلان رئيس قطاع الفنون التشكيلية السابق، المتهم بالإهمال في واقعة سرقة لوحة "زهرة الخشخاش" من متحف "محمود خليل" ، أياماً قبل إطلاق سراحه بكفالة في أكتوبر/ تشرين الأول 2010. ووراء قضبان طرة، نزل سامي شهاب، عضو حزب الله قبل أن يفر إلى لبنان ، والجاسوس الإسرائيلي الشهير عزام عزام .

وبعد ثورة 25 يناير 2011 ،انضم لنزلاء سجن مزرعة طرة (على ذمة التحقيق) عدد من كبار رجال نظام الرئيس السابق مبارك، و نجلاه علاء وجمال، ليتحول عنبر الإخوان إلى عنبر الحكومة،ويأتي على رأس قائمة رواد سجن المزرعة الموجهة إليهم اتهامات متباينة بين الفساد والرشوة واستغلال النفوذ، وتسهيل الاستيلاء على المال العام وقتل المتظاهرين سلمياً :صفوت الشريف الأمين العام للحزب الوطني المنحل ورئيس مجلس الشورى السابق وزكريا عزمي الرئيس السابق لديوان رئيس الجمهورية ،ود. أحمد فتحي سرور رئيس مجلس الشعب المنحل، ورجل الأعمال أحمد عز أمين التنظيم السابق بالحزب الوطني ورئيس الوزراء الأسبق أحمد نظيف، والوزراء السابقون أحمد المغربي وزهير جرانة وأنس الفقي وحبيب العادلي ومحمد إبراهيم سليمان ، واللواءات إسماعيل الشاعر وعدلي فايد وأحمد رمزي وحسن عبد الرحمن، وعمرو عسل رئيس هيئة التنمية الصناعية السابق ، وأسامة الشيخ رئيس اتحاد الإذاعة والتلفزيون الأسبق.

 
عنابرحسب التهمة

يقع سجن طرة على مساحة 50 فدانا تطل على طريق الأتوستراد، وفي الجهة المقابلة يقع الجبل الذي يقوم بتكسيره أصحاب الأحكام الشاقة طوال فترة حبسهم .

ويتكون السجن من 7 عنابر مقسمة وفقاً لنوع القضية والاتهام، يتسع العنبر الواحد لنحو 350 فرداً ، بإجمالي 2450 سجيناً، وتشمل عنبراً للجنائيين يحمل رقم (1) و يخضع تماماً لسيطرة رجال مباحث السجن وإدارته، على عكس العنابر الستة الأخرى ،التي اكتسبت اسمها الرسمي من طبيعة المعتقلين فيها، فهناك عنبر الإخوان رقم "2" الذى احتجزت فيه قيادات الإخوان ، ورجل الأعمال حسن مالك، وعنبر السياسيين رقم "3" للتائبين من الجماعات الإسلامية وبعض كوادر الأحزاب السياسية و يوجد به المستشفى وعنبر التخابر(4 ).

بينما يخصص العنبر الخامس بالسجن لاستقبال الضباط والقضاة المتهمين فى قضايا الرشوة، ما قد يجعل المعاملة فيه مميزة نسبياً، أما العنبران السادس والسابع أو التأديب كما يطلق عليهما ،فعبارة عن زنازين انفرادية مساحتها متران فى مترين، بعضها بلا إضاءة ولا فتحات تهوية.


تاريخ سجون طرة


سجن مزرعة طرة أحد سجون المنطقة المركزية، وبجواره مديرية أمن حلوان ، تم تطويره عام 1977 في عهد الرئيس الراحل أنور السادات وبعد حادث المنصة عام 1981 ودخول عبود الزمر والمتهمين في الحادث السجن، بدأ ظهور مزرعة طرة.

وتم الانتهاء من بناء سجن ملحق المزرعة في 30/5/1993 وفي 26/6/1993 ، تم افتتاحه ونقل النزلاء إليه من سجون أبي زعبل ، واستقبال طرة ، وليمان طرة .

ويضم السجن 320 زنزانة مقسمة إلى 4 عنابر ، ويضم كل عنبر 80 زنزانة على شكل حرف H ، ومساحة الزنزانة 5ر2 مترا × 3أمتار وارتفاعها 5ر3 مترا ، ويوجد بالسجن مكان مخصص للتريض عبارة عن قطعة أرض خرسانية مغطاة بالرمال على شكل حرف L. كما يطل جزء كبير من السجن على النيل مباشرة، وحوله أبراج خاصة بضباط الشرطة تم إنشاؤها عام 1997.

تجدر الاشارة الى أن طرة حي تاريخي قرب القاهرة، موقعه كان غنياً زمن الفراعنة بالحجر الجيري المستخدم في بناء القبور، وهذه المنطقة سمّاها الفراعنة "طرويو"، ومنها استمد القدماء اسم مدينة طروادة، التي حاصرها الإغريق أكثر من 10 سنوات، حسب المؤرخ اليوناني سترابو، ولم يدخلوها إلا بالحيلة الواردة في أسطورة حصان طروادة الشهير، حيث تسللوا داخله إلى المدينة وسيطروا عليها وسكانها نيام، مثلما تسلل معظم رجال الأعمال النزلاء بطرة الآن إلى خزائن مصر.

أسوار شائكة


يعد سجن مزرعة طرة من أكثر السجون تأمينا، وقد ارتفعت أسوار «طرة» من 2.5 مترا عند بنائه ليصل ارتفاعها نحو٧ أمتار بعد نجاح ثلاثة من تنظيم الجهاد المتهمين فى قضية اغتيال السادات عام 1988 فى الهرب. ويعلو أسواره متران من السلك الشائك ،و مزودة بكاميرات مراقبة تعمل 24 ساعة ، بالإضافة إلى عدة أسوار متتالية تفصل بين أقسام السجن المختلفة.

مباني الخدمات


سجن المزرعة به مسجد ومكتبة ومستشفى صغير يطل على حديقة تعرف بأنها العنبر الذى يُحتجز به كبار رجال الأعمال والوزراء السابقون المتهمون والمحكوم عليهم فى قضايا فساد، كما يوجد به ملعب كبير لكرة القدم وآخر يستخدم كملعب للتنس أو للكرة الطائرة. وفي مدخل السجن غرف الإدارة والضباط ومأمور السجن ورئيس المباحث والموظفين وحجرة للزيارة.

بابه من الخشب الزان،وفى ضلفته اليمنى باب صغير يدخل منه «الإيراد» - أى المساجين الجدد - ليتسلم المتهم قرار حبسه ويسلم متعلقاته الشخصية ، وبعدها يرتدى «ملابس السجن» البيضاء الخاصة بالتحقيق أو الحبس الاحتياطى.
خلف الباب تبدأ لجنة فى فرز "الإيراد" وإثباته فى سجلات السجن، ويتم تصنيفه حسب التهمة، فالسجناء أنواع: منهم «الأموال» و«المخدرات» و«النفس» و«المتنوع» و«الآداب»، بعدها يتولى مأمور السجن أو رئيس المباحث تنفيذ لوائح السجن ويسلم المتهم ٤ بطاطين ويتم إخطاره بمكان إقامته والجزاءات التى قد تقع عليه عند مخالفة التعليمات، ومواعيد«التريض»، و فتح أبواب الزنازين وإغلاقها.

كما يتم اتخاذ تدابير امنية عالية داخل السجن و اغلاقه تماما مع اخر ضوء و يمنع دخول أو خروج أي شخص حتي لو كان أحد ضباط السجن أو جنوده إلا بإجراءات طويلة ومعقدة ،ولا يتم فتح بوابة السجن أو الزنازين إلا صباح اليوم التالي .
وقد اكتسب سجن طرة الذي أصبح يطلق عليه (بورتو طرة) شهرته العالمية في منتصف فبراير/ شباط 2011 ،وزادت شهرته أكثر مع توالي وصول كبار مسئولي نظام مبارك الذين يخضعون الى تحقيقات النائب العام في قضايا الفساد. وفي أبريل/ نيسان 2011 وصل جمال وعلاء مبارك إلى سجن مزرعة طرة لتنفيذ قرار النائب العام بحبسهما 15 يوماً على ذمة التحقيق في التهم المنسوبة إليهما ودخلا العنبر رقم ( 1) .وفى غضون ذلك ،انتشر على موقع "يوتيوب" الالكترونى مقطع فيديو ساخر، بعنوان" بورتو طرة.. زنزانة عالمية على أرض مصرية"!.


كافيتريا طرة

وتشير تقارير صحفية وأحاديث اعلامية الى أن مايميز سجن طرة ليس موقعه الجغرافي بل مكانة كثير من مسجونيه وشدة تأمينه وقربه من جهات التحقيق، فعلى خلاف أي سجن حيث يحتوى علي ملاعب رياضية ووسائل ترفيه علي أعلي مستوي بل يسمح لمسجونيه بإحضار الأطعمة الفاخرة من الخارج رغم تطوير المطعم المقام بداخله ليصبح "أكبر كافيتيريا عالمية علي أرض زنزانة مصرية" حيث تقدم أشهي وأفخر المأكولات التي يقوم بتجهيزها خريجو السياحة والفنادق ،ما جعل تلك الكافيتيريا تحقق ايرادات أكثر من نصف مليون جنيه شهرياً مع تأجيرها لبعض الشركات نظير حوالى مائة ألف جنيه فى الشهر .

كواليس القضبان

وحسب ماتداولته وسائل اعلامية محلية ،يعيش رجال النظام السابق خلف الأسوار العالية لسجن مزرعة طرة بأسلاكه الشائكة فى انتظار مصيرهم المجهول ،وتتفاوت أحوالهم وتتباين ألقابهم .. فهم يقيمون في زنازين متجاورة ، و لايزالون في حالة صدمة كبرى، بعضهم يستيقظ في السابعة صباحا، ويخرج إلى الساحة يتريض لمدة ساعة، ثم يتناولون طعام الإفطار ، وبعد ذلك يمكنهم العودة الى الزنزانة لمشاهدة التليفزيون ، ويزورهم الأبناء والأزواج والأقارب بشكل منتظم.وبعضهم أصيب بحالة اكتئاب دفعته للانزواء داخل غرفته مكتفياً بمشاهدة التليفزيون وقراءة الصحف أو التنقل بين كانتين السجن والمسجد.

والكبار بين جنبات عنابر طرة يخضعون للوائح السجن دون تمييز، مثلهم مثل أي سجين، فبعد وصولهم مباشرة تم وضع متعلقاتهم الشخصية في غرفة الأمانات مثل الهواتف والنقود، ثم ارتدوا البدل البيضاء، حيث أكد تقرير لجنة النيابة العامة التى قامت بتفتيش مفاجىء أول يونيو/حزيران 2011 أنه لا مخالفات ولاممنوعات داخل عنابرالسجن وبعض المسئولين طالبوها بكبائن تليفونات للاتصال بذويهم .

وقررت وزارة الداخلية اعلان حالة الاستعداد القصوى تحسبا لصدور أوامرعليا بنقل الرئيس السابق إلى سجن طرة،كان النائب العام طلب نقل مبارك إلى سجن مزرعة طرة، بعد صدور قرار النيابة العامة بحبسه 15 يوماً على ذمة التحقيقات في قضية قتل المتظاهرين، إلا أنه تلقى تقارير طبية تفيد بصعوبة نقله إلى السجن لسوء حالته الصحية ، فيما لا يزال الغموض يسيطر على إمكانية نقله إلى مستشفى سجن "مزرعة طرة".

اعداد / د. هند بدارى
egypt news

19/6/2011




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !