سجن أشرف.. ممنوع الزيارة
د . حسن طوالبه
في كل سجون العالم يسمح لذوي السجناء بزيارتهم مرة في الاسبوع , وبعض السجون تسمح بلقاء السجين مع زوجته وابناءه في مكان منفرد . ولكن الوضع في مخيم أشرف الذي صار سجنا منذ عام 2009 , يمنع على سكانه البالغ عددهم 2400 فرد بين رجل وامرأة وطفل الخروج من مخيمهم , فتحول المخيم الى سجن كبير يضم كل هذه الشرائح السكانية من البشر .
المشكلة التي صار يعرفها القاصي والداني هي أن نظام الملالي في طهران ومعهم حكومة المالكي في بغداد يريدان ان يخرجا سكان اشرف من مخيمهم عنوة وبالاساليب القهرية . وفي الوقت الذي تتصاعد فيه موجة التعبير عن الاستنكار والاستهجان للقمع الوحشي لمخيم أشرف والمهلة غير القانونية لغلق المخيم، تنوي سفارة النظام الإيراني في بغداد وبالتنسيق مع رئاسة الوزراء العراقية القيام بمسرحية جديدة بدءًا من يوم الثلاثاء الأول من تشرين الثاني (نوفمبر) 2011 ضد سكان( سجن أشرف), مفادها تحويل مطلب اخراج سكان اشرف من اطار حكومي الى اطار شعبي ,وطبقًا لهذا المخطط فمن المقرر أن يقوم عدد من مرتزقة ملالي طهران تحت مسمى «العراقيون المتضررون من مجاهدي خلق» بالاعتصام في مدخل مخيم أشرف . كي يهيئوا الأجواء للقيام بعمل ارهابي جديد ضد سكان اشرف . وما اندفاع المرتزقة للقيام بهذه المسرحية الا مقابل اجور ستدفعها سفارة الملالي في بغداد ماديا واغراءات اخرى . وحسب نص المسرحية الجديدة من القرر ان يحمل المرتزقة صور أشخاص يدعون انهم قتلوا على يد عناصر من مجاهدي خلق .ومن المقرر أن يصطحبوا نساء ورجالاً طاعنين في السن تحت غطاء عوائل الضحايا لكي يستثيروا عواطف اخرين لم يقتنعوا بفصول تلك المسرحية .
وتفيد التقارير الواردة للمقاومة الإيرانية من داخل نظام الملالي أن هذا المخطط تم توجيهه من قبل فرع لوزارة مخابرات النظام يسمى بـ «مؤسسة هابيليان» التي يرأسها محمد جواد هاشمي نجاد. وتم تقديم التوجيهات والتعليمات بهذا الصدد لاثنين من عملاء مخابرات النظام الإيراني وهما نافع العيسى وعلي الزهيري.
وقد أرسل نافع العيسى يوم الأحد 30 تشرين الأول 2011 عميلين آخرين وهما «فلاح الأموي» المعروف بـ «أبو هاجر» و«فاضل محمد» المعروف بـ «أبو عباس» إلى قضاء الخالص ومخيم أشرف للتحضير لهذا الاعتصام. ولنافع عيسى تجربة في ذبح سكان أشرف يوم 7 كانون الثاني الماضي من هذا العام والذي اسفر عن اصابة 176 من سكان اشرف بجروح منهم 91 من النساء .
ومن اجل احكام فصول المسرحية الجديدة فقد اتخذت القوات العراقية التي تطوق مخيم اشرف العديد من الاجراءات , بالتعاون مع عناصر المخابرات الايرانية المرسلة لهذا الغرض , ومن هذه الاجراءات :
1. احتجاز جثمان «زهراء حسيني مهر صفة» في مستشفى بعقوبة وعدم تسليم الجثمان إلى أقاربها في مخيم أشرف بالرغم من كل جهود عائلتها ومحامي سكان أشرف.
2يبدأ عناصر مخابرات النظام الإيراني صباح كل يوم خطاباتهم بإطلاق عبارات خادعة ومتعاطفة يشجعون فيها سكان مخيم أشرف على الهروب من المخيم، وعندما لا يستجيب شباب المخيم يقومون بتهديدهم بالقول «أننا سوف نقتلكم». كما يقومون بإلقاء أوراق وأقراص كمبيوترية (سيديات) داخل سياج المخيم , فيها دعوات للهرب واخبار تدخل في اطار الحرب النفسية .
3. قيام القوات المرابطة هناك بمصادرة حاجيات تخص سكان أشرف رغما عنهم .
4 . ارسال ضباط الى محيط المخيم , سبق ان عرفهم السكان بشراستهم وحقدهم واستعدادهم لارتكاب مجزرة جديدة . وحسب معلومات منظمة مجاهدي خلق فقد ارسل الملازم ( حيدر عذاب ماشي) الى الوحدة المرابضة حول المخيم , وهو من الاشخاص الذين طلبتهم المحكمة الاسبانية للمثول امامها , نظرا للدور الذي قام به في المجزرة السابقة ضد سكان اشرف .
كل هذه الاجراءات الاستفزازية يقابلها سكان اشرف بقدر عال من الهدوء والصبر , حتى لا تجرهم القوات المحيطة بالمخيم وعناصر المخابرات الايرانية الى معارك جزئية تكون سببا ومبررا لاقتحام المخيم وارتكاب مجزرة جديدة .
ان هذه الاجراءات وما سيتبعها قبيل نهاية العام الجاري لاخراج سكان مخيم اشرف , انما هو محاولة من نظام الملالي في طهران ومن حكومة المالكي لتصدير ازمتهما الداخلية الى الخارج . فالمرشد الاعلى علي خامنئي يمهد الاجواء السياسية داخل ايران لالغاء منصب رئيس الجمهورية ,وابقاء منصب رئيس الوزراء الذي ينتخبه مجلس الشورى . وهذه الخطوة سوف تثير حفيظة الرئيس محمود احمدي نجاد الذي يعد صهره لرئاسة الجمهورية من الان .
وفي ضؤ هذه الاجراءات الجديدة التي تجري حول مخيم أشرف فقد حذرت المقاومة الإيرانية من مخاطر هذه الاجراءات التي تمهد لخلق حمام دم آخر في أشرف وطالبت الرئيس الأمريكي ووزيرة الخارجية الأمريكية والأمين العام للأمم المتحدة والمفوض السامي للأمم المتحدة في شؤون اللاجئين والمفوضة العليا للأمم المتحدة في حقوق الإنسان والسيدة البارونة إشتون الممثلة العليا للاتحاد الأوربي والسفير جان دو رويت الممثل الخاص للاتحاد الأوربي لمخيم أشرف باتخاذ خطوة عاجلة لتولي قوات الأمم المتحدة حماية سكان أشرف لتفادي ارتكاب مجزرة أكبر مما ارتكب في 8 نيسان (أبريل) الماضي يمكن التكهن بها من الآن.
التعليقات (0)