ستيف جوبز "ابن زنى"!

اعتذر للرجل العظيم ستيف جوبز لهذا التعبير السخيف وغير الاخلاقي، ولكنه للاسف تعبير اسلامي بحت. فستيف جوبز هو ابن لرجل وامرأة غير متزوجين، زنيا فولد لهما "ابن الزنى" ستيف جوبز. ولو عاش هذا الرجل في مجتمع اسلامي لكان مصيره النبذ والاحتقار ولظل طول عمره مطأطئا راسه خجلا من عار لم يقترفه.
اما في المجتمع العلماني المحترم، فلا يهتم الناس لاصول بعضهم البعض بل يهتمون الى عطائهم. ولو قارنا ستيف جوبز بملايين بل بمليارات البشر ممن يسمون "ابناء شرعيين" لوجدناه متفوقا عليهم بالكثير.
عندما تبناه ابواه الجديدين، لم يفكرا باصله وفصله، بل ارادا ان يقوما بعمل نبيل، وهو تربية ابن، حرمتهما الظروف من الحصول عليه، ورغم ان الظروف قست عليهما فيما بعد، الا انهما وضعاه على طريق صحيح.
لم ينجح ستيف جوبز في تعليمه الجامعي، بسبب ظروفه المالية، الا ان هذا لم يمنعه من الابداع، بل وربما التحدي هو من ساقه لهذا الابداع.
استطاع بمجهود فردي مع احد اصدقائه، من التحدي في مجال لم يطرق بشكل واسع، واعني به الكومبيوتر.
لم يكن الكومبيوتر معروفا في سبعينيات القرن الماضي رغم وجوده. اذ ان وجوده كان مقتصرا على المؤسسات الحكومية وخصوصا العسكرية.
لا اريد هنا الحديث عن تفاصيل نجاحات ستيف جوبز، فهي غنية عن التعريف، فمن لا يعرف المدير والمؤسس لاكبر شركة كومبيوتر وبرمجيات في العالم، شركة آبل؟
ولكني اردت فقط ان اقول ان نجاح الانسان وتفوقه وعبقريته، غير متوقفة على عقد زواج بين ابيه وامه، يكتبه مأذون ويشهد عليه شاهدان.
توفي ستيف جوبز في الخامس من الشهر الحالي، ولكن انجازاته الرائعة لم تمت.