تقدم القناة الثانية هذه الأيام ما يسمى ببرنامج "ستوديو دوزيم" حيث يتم اختيار متبارين في كل مدينة ذكوراً وإناثاً يسعون من خلالها إلى إثبات مواهبهم وصقلها في هذه المسابقة السنوية والتي تنظم في احد أكبر الاستوديوهات في إفريقيا ويحضر فيه أكبر الوجوه الفنية المغربية والعربية والعالمية, هكذا وتسعى القناة الثانية إلى إثبات دورها عبر تشجيع الشباب المغربي على الدخول لعالم الفن من باب مقر القناة الثانية الواسع. مثل القنوات العربية الأخرى التي تفعل نفس الشيء وتخرج وجوهاً مصبوغة بصباغات من شتى الألوان تشبه "المونيكات" وتغني بصوت طفولي يشتهيه الجمهور الواسع من محبي القنوات الفضائحية الفضائية مثل (ل بي سي) اللبنانية التابعة لسعد الحريري التي تقدم سنوياً برنامجاً لتلفزيون الواقع يستعرض فيه يوميات النجوم والنجمات المستقبليين المتهيفين, طبعاً نسبة إلى (هيفاء وهبي).
ستوديو دوزيم إذاً يبدأ المشوار بعدد هائل من المعدات والتقنيين من تصوير وديكور وتنشيط دون الحديث عن الإعتمادات المالية من مال الشعب التي تخصص عادة لمثل هذه المناسبات التلفزيونية التي لا تدوم غير أسابيع معدودة, كل هذا من أجل تصوير كل اللقطات التي يمكن أن تمنح القناة نسبة مشاهدة أكثر من النسبة العادية لنيل مزيد من الإستشهار, فرصة إذن للمتبارين من أجل إثبات ذواتهم أمام زملائهم وزميلاتهم في البلاطو من أجل سرقة بعض القبل أمام عدسة الكاميرات التي لا تتوانى في تصوير هذه المشاهد بدون أدنى حرج من كون غالبية الشعب المغربي يتفرجون في التلفزيون بصفة جماعية وهذا يسبب الإحراج للكثير من الأبناء مع والديهم أو العكس ويسبب الإحراج كذلك للشعب المغربي ذوا الطابع المحافظ والمتمسك بهويته الإسلامية المغربية الأمازيغية, (فاليوتوب) مليء عن آخره بهذه الفيديوهات التي لا تمت لهوية هذا الشعب وهذه الأمة الأبية بشيء, اللهم كون الشباب المغربي المسكين ومعاناته مع المستقبل المظلم يرى أن الغناء ربما يكون فرصة ذهبية لا تعوض بالنظر إلى الإمكانيات المتاحة القليلة جداً والشحيحة في هذا البلد.
"الله يرحم ضعفنا"
-في الأخير أتمنى أن يراجع (الدوزيميون) قراراتهم بخصوص هذه اللقطات المباشرة وكذا الملابس الفاضحة للمتباريات.
عبد الله بولحيارا
تيزنيت—-
deelyara@yahoo.fr
التعليقات (0)