علي جبار عطية
الخميس 01-12-2011
للشاي في العالم شعبية واسعة لكن له في العراق شعبية أوسع لاتفوقها سوى شعبية كرة القدم (في البرازيل طبعاً)! ولأنه محبوب العراقيين إن لم أقل محبوب الملايين فهم لا يعترفون الا به وهو أسود فاحم لذا لم تنجح نوعيات الشاي الأخضر ولا الأصفر ولا الأحمر فضلاً عن تحذيرات خبراء الصحة او تشجيعهم للتقليل منه خوفاً من ازدياد الوزن!
لن اتحدث عن الغزل الفاضح بالشاي خاصة من الضيوف في يوم بارد وهزيمة كل أنواع العصائر والشرابت والمشروبات الغازية التي يقدمها المضيف فهي لا تغني ولا تسمن من جوع أمام اشارة من الضيف وهو يقول: (أحب أشرب استكان شاي حسب ذوقك الرفيع أو من ايدك الكريمة!) وترافق ذلك طقطقة استكانات الشاي والملاعق في طقوس سحرية!
كل هذه لم آبه بها حين قررت مقاطعة الشاي نهائياً لأُثبت ان شربه مجرد عادة لا علاقة لها بالصداع ووجع الرأس!
لقد كانت تجربة مثيرة بالفعل اذ ما ان انتهى الاسبوع الأول حتى تحررت كلياً من هذا المشروب وصرت في الأسبوع الثاني أكثر ثقة بالنفس واكتشفت في الأسبوع الثالث ان علاقتنا بالشاي مجرد علاقة اعتبارية كعلاقتنا بدول الخليج وانه يمكن الاستغناء كلياً عن شربه من دون بديل!
لكني في الاسبوع الرابع احسست احساساً غريباً هو اني فقدت الاحساس بالحياة وصرت كمن خرج تواً من الكهف ولا يعرف ماذا يفعل خاصة حين أحل ضيفاً واعتذر عن شرب الشاي ويلح المضيف الحاحاً أن اشرب الشاي المهيل!
وازاء رفضي المتكرر لدعوات شرب الشاي صرت أشعر بالعار والفراغ والجوع عندها قررت أن اعود الى آدميتي فعدت الى شرب الشاي نادماً بعد ان اكتشفت ان بعض مفردات حياتنا هي التي تشعرنا بالحياة والسعادة.
التعليقات (0)