ستدور عليهم الدوائر
ثلاثون عاما و أنا على كراسي الدراسة
درست الحساب على اللوحة و الصرف و التحويل في الكراسة
و لغتي الفرنسية لا زالت كسيحة كحمار في الجفاف!
كل مرة أراجعها ، أجدها انسلت إلى الخارج كحمم طردها ضغط بركان
رغم هذا الكساح أتواصل ، أدرّس بها ، أناقش بما لدي من لغة مستعمِر
كانت أمنيتي أن أكون دكتورا ولو في تخصص السراب
قهروني بمحسوبيتهم و زبونيتهم و من أجل ذلك سنّوا قوانين
لم يعد بينهم المكان يتسع لكل من أراد أن يحافظ على الكرامة
لامكان بينهم يا رب إلا لمن يعبد آلهة الخنوع و القِوادة
لا نساء ورجال ولا كلمة و لا انتصار فقط لم أعد أر هناك سوى الغبار
أرادوا أن يصنعوا مني أرهابيا ، أيها السدّج فأنا في طريقي إرهابي منذ زمان
أعرفهم ، لعقوا أيدي أسيادهم من أجل وظيفة في الجامعة ، حينها كنت أتسكّع بين أقسام الثانوية
طردوني من بلدي و هم يضحكون و كأنهم طردوا آخر اسرائيلي من القدس
مسخهم الله ، أحرق وجوههم بدون ولادة كالحوامل اللآتي أصابهن الكلف
دكاتارة أصابهم السكّري ، أوداجهم منتفخة، كالضفادع في فترة خصوبة
يسدّدون ديونهم في الدنيا قسطا قسطا كأموال بنك أصابتها لعنة الرِّبا
أفّاكون ، أكّالون للحرام ، كذّابون ، نصّابون ، مصّاصو دماء فقراء ،أوغاد ،"تفو" عليهم
أتسكّع ، أكتب ، صدري منتفخ كعيني في الصبح، كبالوعة في كف دافعة أرخميدس
الألم أمسى الوقود الذي أحرقه،آية الكرسي التي أتسلّح بها، "من شّر ما خلق" التي أقرأها حينما أراهم الأبالسة
ستدور عليهم الدوائر، الأوغاد، ستدور عليهم الدوائر، ستدور عليهم الدوائر....
cdouah@hotmail.fr
التعليقات (0)