استمعت أثناء متابعتي لأحد البرامج الرياضية
للاعب كرة قدم وهو يتحدث عن تعاقده مع أحد الأندية
وبدت الحسرة في صوته لأن عقده كان بثلاثة ملايين جنيه في السنة "فقط"!!!!!!!!!
وكانت هذه الجملة هي آخر ما سمعته من البرنامج
ليس لأني غبت عن الوعي من شدة الصدمة
ولا لأن نار الحسد أشتعلت بي فحطمت الجهاز
فأنا لا أنظر لما في يد الناس أبدا
ولا أكف عن قول ماشاء الله لا قوة إلا بالله
حين يعجبني أي شئ
وأدعو دائما بالبركة لكل من آتاه الله نعمة
ولكنني انفصلت عما حولي
لأنني -ـ لا إراديا -ـ
وجدتني أتذكر والدي –رحمه الله-
بأصابعه النحيلة, وعروقه البارزة على ظهر كفه
ذلك الرجل التربوي الفاضل الذي قضى سني عمره في التربية والتعليم
يربي النشأ
وينشر العلم
وشهد له كل من عرفه بالخلق والثقافة والاقتدار
ولم يجنِ بعد هذا العمر سوى الفتات
ومرت امام عيني سبعٌ عجاف
قضيتها في كلية الطب البشري لأصبح طبيبة, وأصبحت
"الدكتورة راحت , الدكتورة جات
بس ماحدش سأل: الدكتورة قبضت كام؟" !!!!!!!!!!
أنا لم أعد أعترض
ولا أنتقد
ولا حتى أشكو
ولكنني حقا صرت أسأل نفسي يوميا
"هي الهمكة دي كلها على ايه؟"
عمرٌ يُقضى في القراءة والدراسة والمذاكرة
ومحاولات للتميز في مجالات عدة
ثم
"بح"
"مفيش"
علام إذا التعب وإنهاك الذات في محاولة للوصول لما لن نصل له؟
سئمت الهتاف لشعارات مثل
الهدف النبيل
والقيمة الأدبية والعلمية؟!!!!!!!!!!!
ماتت هذه المعاني بداخلي "أصل جالها جفاف"
أنا لست يائسة ولا معترضة ولا متألمة
ولا أدعو للتشاؤم ولا للإهمال
ولكنها فضفضة
ودعونا نخرج من هذا الجو الكئيب
فسأزف لكم سبقا علميا حديثا توصلت له
أحببت أن أخصكم به حتى قبل أن أسجله في الشهر العقاري
لقد اكتشفت أثناء دراستي وقراءتي
وبعد كل ما مر بي
وما عانيته
وما لم أحصل عليه
أن نظرية "بهجت الأباصيري" عن العلم في مسرحية "مدرسة المشاغبين"
"طلعت غلط"
و الحقيقة التي لا يعرفها الكثيرون ,إن العلم
"طلع يكيّل بالبدنجان"
التعليقات (0)