نحاول أن نملأ الخزائن وهي الأيام والساعات التي تمضي علينا فإنها تأتي يوم القيامة عامرة بما عمل المرء إما بذكر الله وعبادته وصلاته وصومه وزكاته وحجه والعمل في طاعته ويدخل في ذلك طلب الرزق الحلال والعمل والغرس والتعمير وقضاء حاجات الناس والسهر علي راحة الأبناء والعمل الشاق في خدمة المجتمع والإغاثة وأعمال البر وكل الفضائل التي يعرفها الناس وإما تكون خاوية ليس فيها خير كثير فإذا جاء يوم الحساب لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان لأن السائل أعلم من المسؤول لكن هذا المسكين الذي يقف يوم الحشر ليقرأ كتابه بنفسه ثم يذهب ليرى عمره فيم قضاه ؟ سوف يرى خزائنه التي ملأها بما يعرف إن كان صالحا أو باطلا أو مقبولا أو محبطا ....وسوف يجد خزائنا فيها خير لا يقارن بما قدم ويجد فيها مكافآت تناسب قدر الله ويجد فيها عذابا يناسب قدر نفسه فافتحي يا نفسي حينئذ خزائنك وانظري ما أودعتها واستغفري الله من الآن علي ما قدمت ويا نفسي اجتهدي فيما بقى لك من عمر لا تدري متى ينقضي ...إن أثمن ما نملك هو ساعاتنا ولحظاتنا لماذا نضيعها ولا نغتنمها في عمل مقبول في الحياة الآخرة والنافع في الحياة الدنيا كما أمر رسولنا عليه الصلاة والسلام ....أخبرني أحد كبارنا أن رجلا من بلدتنا كان يعمل فلاحا وكان من محبي الذكر وحضور مقرأة القرآن بانتظام فقال لي أتيت عليه في حقله دون أن يشعر وكان مشغولا بحصد البرسيم وكان مع كل ضربة يقول سبحان الله سبحان الله سبحان الله كأن سبحان الله هي التي تقطع.... وهذا ذكر لا يكلف شيئا علي الإطلاق ويرفع صاحبه عند ربه فتعجبت من رجل يذكر الله وهو يعمل فيتحول العمل إلي عبادة وسبحان الله الذي يؤتي بعضا من عباده حكمة وهمة يعجز عنها أمثالنا من الذين يدعون العلم
التعليقات (0)