لو تـأملنا كل آيات القرآن لوجدناها تحمل في طياتها معادلات رياضية واضحة و سأسوق أمثلة لذلك : " إن تنصروا الله ينصركم و يثبت أقدامكم " أي شرط نصرالله للمسلم هو الإنتصار لدين الله " "و من يتق الله يجعل له مخرجا و يرزقه من حيث لا يحتسب " شرط اعانة الله لعبده هو التقوى " و لو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء و الأرض " .. إلخ . هذه بعض المعادلات و القوانين التي يسير الله بها كونه و جميع مخلوقاته منذ الأزل .. وهي قوانين أزلية قد سار على هديها جميع الأنبياء و المرسلين و أتباعهم على مر العصور ... حتى أن القرآن يؤكد أن الله قد : شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا " سورة الشورى الآية 13. و أن القرآن قد نزل على النبي محمد صلى الله عليه و سلم ليهدينا نحن المسلمين : " سنن الذين " من قبلنا ؟ ما أردت قوله هو أن الإسلام بجميع تشريعاته و قوانينه الأزلية ، قد أنزله الله ليكون دين البشرية جمعاء أحب من أحب و كره من كره لأنه دين الفطرة البشرية .. و بالتالي فإن عدم توفر شرط النصر لا يجلب النصر لأي إنسان مهما كان انتماؤه الديني أو الجنسي ... فأن تدعو الله بأن ينصر المسلمين في غزة .. لن يحقق الله هذا النصر إذا لم يتوفر لدى أهل غزة شرط النصر من قبل الله عز وجل وهو الإنتصار لدين الله و العمل بقتضى آياته البينات التي تعتبر بوضوح : " و من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون/الفاسقون/الظالمون ...." فهل يعقل أن ينصر الله أناس يعتبرهم الله كفارا بصريح عبارات القرآن لأنهم لا يحكمون بما أنزل الله ؟ الأنبياء و أتباعهم نصرهم الله و قاتلت معهم الملائكة ... لأنهم استجابوا لشرط نصر الله لهم وهو الإنتصار لدين الله و العمل بمقتضى أحكامه في الدولة والكون و الإنسان و الحياة .. إن تشبث المسلمين في العصر الحديث بفقه الدراويش الذي يعدهم بالجنة إذا ما أكثروا من الدعاء دون توفير شرط النصر، كان سببا في هزيمة المسلمين حضاريا و عسكريا وانحدارهم أخلاقيا و إنسانيا ؟
للتواصل مع الكاتب : Mon email : mohamedsalembenamor21@yahoo.fr Mon GSM : 00216 93833734
التعليقات (0)