سباق التناوب في الشارع الرئيس
سعيف علي
قلت هذا اليوم
لن أفترض أمورا محيرة
سأكون فقط فرحا
أكتب جملا اسمية
أفعالا لا تتعدى
قد لا أكتب شيئا
لأكون تماما
تماما وقْفا للصمت
لسحاب ينام على باب ( مدينة)
.........................
أنا في أول شارع بورقيبة
شارع فرنسا ورائي و بابُ البحر
ابن خلدون يمسح عنه أوساخ الطير
شارات مرور معلقة
ترفض إرسال الأضواء.
كنت معنيا حسبُ برذاذ المطر
أتفقد ملوحة قطراته
ذلك أن سحابا قاسمني البارحة
الخوف على المستقبل
قلت مع صباح الخير لصغاري
ما أحلى هذا اليوم
أحواض الزهر تُسقى من حزني
و يغتسل ورق التوت
.......................
ورق التوت السَّاقط عمدا قبل أوانه
اعتاد أن يحدق منذ سنة ألفين
في عراء الأغصان
علمته رفقة سوء لعقد اللؤلؤ
كيف يسترق النظر
و يدخل سوقا
............................
السُّوق المنتصب عند التوتة
سوق المركز و توابعها، شارل ديقول و تجار رصيفٍ
صوت الباعة
ثمار الصيف المقبلة قبل أوان القطف
حمرة خدود المشمش
رائحة العطر الشرقي و الندِّ
لم تشغلني عن بقعة ظل تأكل حبات طماطم عفنة
......................
السُّوق منذ عهود منتصب
صدح أغان سيئة تؤدي مهمتها
تملأ كلّ فراغات تركتها الأصوات
قلت للبائع لن أنقدك شيئا
هل أرى ما في الصندوق؟
لم يصدق قولي
حين حَلفت أني لست مأمور ضرائب
لكنه كعادته في البيع تبسم
.....................
قد أمضي غريبا
قد لا أمضي
لكن سأ فترض أن بقاء السوق
يمنع صوتي من الرحلة
لم أنتبّه أني تأخرت قليلا
ربما كثيرا
ربما كان علي أن لا آتي أبدا
حتى صياح الصبية أمام الحلوى
لم يكن يصل إليَّ في سن الخامسة
كنت أعدو و راء المطر كثيرا
أنسى أن أحلق بالأرجوحة
أن أكون أنا الشرطي
أن أهاجم أطفال الحواري المجاورة
أن أصادر حجارتهم
أن أرميهم بنبلٍ لعبة
أن أغلب الكفار في بدر
.............
للسوق قانون
سترحل عندما تتكئ الشمس قليلا
و يعود الصمت إلى البطحاء
ليبقى المكان لي
للتوتة
للقطط
لعصفور اعتاد أن يراني عند مفيق
أجالس أحجار طريق
أعدد بأصابعي فرصا ضائعة
أخطط لكتابة لا تقْلعها فرشات الأسنان
................
لن افترض إلا سعادة بالغة
سأفكر ربَّما مرات أخرى بتكثيف الأفكار
قياس الأطوال أو الركض
أن أتمشى على اثر شجر
تحرك مترين جنوبا في شارع بورقيبة
أضحك لفتاة على شاشة إعلان
تتبعني بالغمز
تدخل مقها سيئة الصيت
ربما قاعة سينما
ستبرر فيما بعد حين يراك أحد
لماذا كنت هناك
.................
لن افترض أمورا محيرة
سأقتبس بطريقة سيئة مساءات عادية
ليستطيع نهاري أن يعيد طلاء حذائه بشمع أسود
فقط بياض البحر
سيترك حتما اثر للضحك
· اسماء لاماكن و احياء معروفة في وسط العاصمة التونسية
سعيف علي
التعليقات (0)