سباق التسلح العربــي !

متى سمع العالم بآخر سباق للتسلح بين مختلف القوى والأمم والأنظمة ؟ .. أكان ذلك قبل الحرب العالمية الأولى أم بعدها ؟! .. أم كان ذلك حين كانت صفقة بـ 60 مليار دولار تجمع العتاد العسكري من صمام القنبلة اليدوية إلى ريموت كنترول القنبلة النووية ! ..
60 مليار دولار مبلغ ضخم جدا ، ولاتستطيع وكالات الأنباء تجاهله ، وتجاهل تفاصيل صفقة التسلح التي تمّت به ، وأظهرت مدى تلاعب اللوبي الأمريكي بعقولنا العربية ، ومدى غباءنا في مادة الحساب لأننا لازلنا ننفق مبالغ مماثلة على خردواتٍ أكثرها تطورا (أرضا) رشاش آلي ، و(جوا) طائرة ميغ ، و(بحرا) بارجة حربية ! ..
فيما ينفق الباعة 60% من مبلغ الصفقة في الأبحاث العلمية والعسكرية لتطوير أسلحتهم هم وبيعنا خردواتهم التي أكل الدهر عليها وشرب .. لكنهم معذورون ، ونحن نستحق إستخفافهم بنا ما دمنا لانريد تجاوز عقلية (النتائج قصيرة المدى) التي تجعلنا ندفع أثمانا خيالية في مواد إستهلاكية لاتستحق ، وما لم نستبدلها بعقلية (النتائج طويلة المدى) أي أن نتعلم الإستثمار نحن أيضا في الأبحاث ؟! .. أم أن البحث علينا ممنوع ؟! ..

أمريكا ـ بحسب الخبراء ـ تريد النهوض بإقتصادها ، لذلك أصبحت تترصد بمواسم حصادنا ، ومواسم إمتلاء خزائننا بمداخيل البترول حدّ الفائض ، فتستنزفها بصفقاتٍ لاتسمن ترساناتنا الهزيلة والمليئة بالصدأ ، ولا تغنينا من جوع إتفاقيات الأمن والحماية ، فما الجدوى منها إذن ؟ .. وماذا يعود على المواطنين من تلك المبالغ التي تنفقها حكوماتهم على الخردوات ؟! ..

المستفيد الوحيد من تلك الصفقات هو أمريكا وكل ما تمثله من إدارة ، وجنرالات ، ومؤسسات التصنيع ، وأزمات تجد لها دواءاً في سياساتنا الإعتباطية ، وغباءنا المزمن ! .

ـــــ

تاج الديــن : 09 ـ 2010