مواضيع اليوم

سان فلانتاين عيد الحب الحاقد

Selma Bel Haj Mabrouk

2009-02-13 16:52:28

0

(Valentines Day) أصبح 14 فبراير يحمل رمزية احتفالية  تتكرر في بلاد العالم بفضل تعولم القيم . وقد بدأ الإحتفال بهذا التقليد في الغرب بين المحبين بالتعبير عن حبهم عبر تقديم الهدايا و الورود إلي بعضهم و سمي يوم الفالانتاين أو عيد الفالانتاين تيمنا بشهيدين مسيحيين اسمهما فالانتاين ، وقد أرتبط هذا  الحب بالرومانسية منذ العصور الوسطى وذلك بعد أن انتشرت فكرة الحب الغزلي . أما احتفال العالم به اليوم لا يعدو أن يكون فعلا اصطناعيا لا معنى له فانطلاقا من أن كل العالم قد تعولم و أصبح خاضعا لاقتصاد السوق فإن كل شيء و كل قيمة تباع وتشترى مثلما تباع الأشياء و نستطيع أن نجزم انطلاقا من بنية عصرنا القائمة على صراع المصالح وعلى تشيئة المجتمع واخضاعه وتحويله إلى مجرد رغبة لا متناهية في الإستهلاك كلما حقق رغبته تجاه شيئ إلا وخلقت لها أشياء زائدة عن الحاجة وهكذا فانسان اليوم ليس رومنسي حتى يتذوق الحب بل مجرد آلة مستهلكة وحتى اقبالهم على شراء الورود بهذه المناسبة لتقديمها لحبيب مفترض هو مجرد فعل آلي لا يعبر عن قناعة بأهمية الحب وضرورته وإنما فقط ادعاء أننا نحب الحب و نقدسه أما     حقيقة العالم فإنه عصر الكراهية والحقد بامتياز عصر المحارق والمشانق المنصبة 

و حتى عندما تنتشر هذه الظاهرة في مجتمعنا العربي فهي لا تعبر عن فعل واعي ومؤمن بحقيقة الحب وضرورته في عصر جليدي من العواطف الباردة التي لا تتقن سوى فن التشابه والتماهي مع الآخر في كل شيئ دون أدنى مجهود للإبداع والإضافة في مستوى القيم الإنسانية

ثم أن هذا الغرب الذي يصدع آذاننا كل سنة بعيد حبه ليست لديه القدرة على حب الآخر بل ومجرد الإعتراف به فما بالك بعلاقة حبية رومنسية وما تتطلبه من تضحية وعطاء بلا حدود في حين العالم اليوم ليس لديه استعداد لتخلي عن أنانيته ومصالحه وماديته الفجة فكيف لهذا العالم أن يقنعنا بعيد حبه  وعيناه تتقد منهما الحروب والدمار والكراهية وحتى مقولة الحب أعمى لم تعد لها معنى لأن حب اليوم يرى ملء العين كل العيوب ويرى الجيوب الخاوية والسيارات الفارهة وليس باستطاعته أن يغمض عينيه عن ملذات الحياة والحبيب لم تعد تسعده وردة حمراء بل شقة فاخرة وورصيد بنكي  أليس الأفضل الغاء هذا العيد الزائف عيد المنافقين أو استبداله بعيد حب كوني يدعو فيها كافة شعوب العالم أن تحب بعضها البعض دون زيف ونفاق  دون هدايا زائفة مادية ودون ورود اصطناعية

إن أقدس حب هو حبنا الكوني هو حب كغاية دون غاية هو حب لذاته لا يحتاج لهدية منافقة




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !