مواضيع اليوم

سامي براهم ونكبة كلية الآداب والانسانيات والفنون بمنوبة

مراد رقيّة

2012-03-11 14:03:51

0

طنية
 
111

لماذا انحصرت "معركة" الفكر والإيديولوجيا في كلية آداب منوبة؟

أستاذ جامعي في الحضارة: الكلية ساحة لإثبات وفرض هوية سياسية ومذهبية

 

 

ما يجري اليوم داخل المنابر العلمية والتصعيد الذي تشهده كلية آداب منوبة يطرح عديد التساؤلات وأبرزها لماذا انحصرت المعركة الفكرية في هذه الكلية وأخذت منحى تصاعديا؟ وهل من أطراف خفية وراء السعي لتعميق الأزمة والحيلولة دون وجود حلول وسطية؟

 

وفي قراءة لما بات يعرف بشبح "القاعدة" أو "السلفية الجهادية" وصراعها مع النخب الحداثية التي تنادي بالعلمانية وخاصة بفصل الدين عن الدولة باتت  البلاد تعيش "معركة" إثبات هوية سياسية ومذهبية برزت أكثر في المنابر العلمية... وبالعودة إلى الوراء نجد أن سيناريو معركة الصراع الفكري الإيديولوجي في الثمانينات بين الاتجاهين اليمين (الإسلامي) واليسار (الشيوعي والقومي) يعيد نفسه "بجبّة "جديدة اليوم داخل الأوساط الجامعية.

 

وفي هذا الصدد عرضت "الصباح" المسألة للنقاش على الباحث والجامعي في الحضارة العربية والإسلامية سامي إبراهم حيث رأى تصريح زعيم السلفية أبو عياض أنه" أمر بإيقاف اعتصام كلية آداب منوبة وفوّض الأمر إلى سلطة الإشراف" وأعلن عن تأسيس اتحاد طلابي سلفي لأنه ليس له ثقة في الاتحادين الطلابيين في الجامعة اليوم ممثلين في الاتحاد المحسوب على حركة النهضة والثاني المحسوب على تيار اليسار

هو تطوّر في الظاهرة السلفية الجهادية في تونس في انتظار التصريح العلني إلى أن تونس هي "دار" دعوة وليست دار حرب...

 أما قراءتي لما شهدته كلية آداب منوبة لأن هذه الجامعة هي ساحة لإثبات هوية سياسية ومذهبية من كلا الطرفين جزء من الإدارة وجزء من المجموعة السلفية".

لماذا انحصرت الأزمة في كلية الآداب والفنون والإنسانيات بمنوبة؟

لأن هذه الجامعة أو المنارة العلمية لها رمزية تاريخية لدى الجامعيين ورأت النخبة التي تؤثث هذه الجامعة أن الاعتصام السلفي شكل من أشكال الإهانة لـ"ضمير" الوسط الجامعي وعلى هذا الأساس أخذت المسألة طابع التحدّي والصراع بين مجتمعين ونموذجين حضاريين.

ورأت هذه النخب أن "السلفية" نموذج مجتمعي مضاد للنموذج الآخر الممثل في الجامعة التونسية الحديثة بمنظورها النقدي الحرّ.

وكانت بعض الكليات الأخرى قد شهدت أحداثا كان السلفيون طرفا فيها لكن لم تكن بدرجة الخطورة التي شهدتها كلية الآداب بمنوبة والتي بلغت حدّ إنزال العلم وذلك لأن هذه الجامعات لم تكن لها نفس الرمزية والعمق الثقافي والتاريخي الذي تتميز بها كلية آداب منوبة لذلك كانت هي ساحة لتجسيد الصراع الفكري الدائر بين نموذجين ثقافيين مختلفين.

وبالرغم من طرح حلول وسطى غير أنها لم تكن قادرة على حسم المعركة كما لم يكن حلّ الإشكال بطريقة وسطية وتقنية ممكن على عكس ما كان في بعض الكليات الأخرى وذلك لأن هذه القضية مختلفة ولا يمكن تصنيفها من بين القضايا الحزبية لكن يمكن القول أنها قضية ثقافية حضارية وهي أعسر على الحل ّ بالأشكال الوفاقية التفاوضية.

 

من وراء التصعيد وتعميق الأزمة؟

 

-أولا الحل كان مطروحا وكان قاب قوسين من التطبيق لكنه ما كان ليرضي الطرف الذي اعتبر أن المعركة ثقافية وهم جزء من الإدارة وجزء من المجلس العلمي وجزء آخر من نقابة التعليم العالي والبحث العلمي لأنهم لم يعتبروا أن الصراع أساسه مطالب لم تلق الاستجابة.

وخشوا أن يؤدي التنازل في مسألة جزئية مثل التي ذكرت إلى تنازلات أخرى تهدد الجامعة التونسية مثل منع الاختلاط وفرض الحجاب على الطالبات والجامعيات وممارسة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الأوساط الجامعية.

وعلى هذا الأساس أحمّل شخصيا القطاع الجامعي مسؤولية كبرى لأنه كان من المفروض أن ينخرط في حوار أكثر جدية ومسؤولية مع شباب هم ضحايا التجهيل والتهميش والتصّحر الثقافي الذي مورس عليهم من قبل النظام السابق.

كما أن النخب الجامعية وجدت نفسها طرفا في الصراع دون أن تختار ذلك وخاضت المعركة لأن فلسفة الجامعة كانت على المحك ومحلّ اتهام والذين اعتصموا عبروا في الظاهر عن مطلبية وهي السماح بدخول المنقبات دون أن تكشف وجوههم وتوفير مصلى لكن هذه المسالة أخذت طابع الصراع الثقافي الحضاري وبدأت في التصعيد.

كما اعتقد أن التصعيد له خلفيات حضارية وتاريخية تتعلق بوظيفة الجامعة وبموقع المرأة في المنظومة التعليمية.

جهاد الكلبوسي

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !