مواضيع اليوم

سالم أيوب .. باكورة العودة

suzan khwatmi

2010-11-02 11:39:17

0

جئت من بعيد .. وبعد انقطاع عن الكتابة دام سنتين، على أقل تقدير، منذ أن اعتلى باراك اوباما منصة الحكم في دار الداء والدواء "أميركا"، أعود اليوم لأكمل مسيرتي في الكتابة بالشأن السياسي. الحنين والشوق ليسا من أعادني ولكن المرحلة القادمة، بتقديري، تحتم علي أن أفرغ ما في جعبتي من "سكون" سابق كنت خلالها مراقباً وراصداً للأجواء السياسية التي تمر بها المنطقة. هأنا اليوم أختزن في مستوعبات خلايا العقل ما يمكن أن أكتب فيه، وأنا الذي استأثرت قبل سنتين أن أعتكف بعد أن استنفذت قريحتي الفكرية.

 
سأكتب في الفصل الأخير الذي سيأخذ المنطقة إلى إنعطافة ستغير ملامحها التي اعتاد البشر على بشاعتها إلى ملامح أكثر قتامة وسوداوية فكرية، بل و"طائفية" و"مذهبية" وتناطح واصطفافات حزبية مبتذلة ومتحولة ومصالح رأسمالية تنتهي بالسقوط الكبير للعالم، وأسميها "الفوضى الشاملة للمجتمعات". ما يحدث بالشرق الأوسط ما هو إلا مقدمة تعريفية إلى ما سيشهده العالم قاطبة من فوضى شاملة وخلاقة ليست من صنيعة "خفافيش" سرادق الماسونية، بل هي ناتجة من العوز البشري لمصادر الحياة.


كيف ذلك؟، إن إقحام الشرق الأوسط في حروب أهلية وصراعات مناطقية مبنية على التفتيت الممنهج لدول المنطقة بغية تحويلها لدويلات بعد أن نجح الاستعمار بتقسيم الوطن الكبير، ليست إلا محاولة لرسم ملامح جديدة لشرق أوسط جديد. هذا الجديد الذي تأمل إسرائيل وإيران وتركيا أن تبسط قبضتها عليه، هو بمثابة صراع ايديولوجي تتناطح خلاله ثلاثة أفكار متباعدات عن بعض وكل له أجندته الخاصة. ولكن أي أجندة ينزع البشر صوبها والسياسة الأميركية كالأخطبوط باذرعه الثمانية يندس خلسة وبموعد سابق ليحيق بشعوبنا التجويع والدمار؟!


إن إرث إقامة مملكة إسرائيل الثانية وعقائدية إيران المترسخة بقوة في ظهور المهدي وعودة الخلافة التركية جميعها تتقاطع في نقطة واحدة عنوانها "الدمار"، ولكنها تتباعد بشكل كبير في مفاهيمها والنتائج المرجو حصدها في نهاية العمل، في حين أن جميعها يصب في مصلحة السياسة الأميركية غير المعلنة والمبطنة بأفكار الديمقراطية وحقوق الإنسان، للسيطرة على نفط المنطقة ومصادرها الطبيعية الأخرى. وهذا هو بيت القصيد... باعتقادي أن الجميع سيكون في دائرة الخسارة ولن ينجو منها سوى من كسب من ثبات مواقفه.


نحن أنصار المقاومة أينما كانت وكلما حلت .. ثبتنا على عقيدة المقاومة طيلة عقدان .. شهدنا خلالهما من المآسي ما "لأيوب" فيه من الصبر وفقدانا الكثير من الأحبة ولكننا لم نفقد الإيمان بالمقاومة. عملنا سراً وعلانية .. حتى أصبح الطفل فينا مقاوماً .. هكذا نحن شعب المقاومة .. عقيدتنا لا تعرف مذهبية ولا طائفية .. ولا تسمي الشعوب بأسماء أصولها .. بل بأفعالها .. نحن إيران إن كانت مقاومة .. وتركيا إن كانت كذلك .. ولكن من أجل ماذا نقاوم!؟... فقط لرد العدوان!! ولكن لما يعتدى علينا؟!


عندما نتحدث عن المندسين بيننا من أبناء جلدتنا الذين يعملون على انجاح المشروع الاميركي في المنطقة، نقول ما لم يقله مالك بالخمر، وإن كان مالكاً خير خبير بالخمر فإن المقاومة الاسلامية اللبنانية تقول بالعملاء الكثير مما ليس لمالك خبرة فيه. وإن كان مالكاً يعرفه من شاكله من الحكام والسلاطين الحاليين والسابقين، إلا اننا لا نترتجي منهم الخير، ومالك من قبلهم. ولن تبقى المقاومة أسيرة جلباب أبيها الحاكم بأمره ولن ترمي بمقدساتها عليهم كشماعة، ولكن المقاومة بدأت منذ أعوام أخذ زمام الأمور للفصل الأخير.


نحن على انتظار لنشهد الملحمة الكبرى وأمامنا عشرون سنة أخرى من الصراع قبل أن تنهار أميركا من الداخل بـ"الفوضى الشاملة"، ولكن إسرائيل ستسبقها بعقد من الآن. ونهاية أذيالهما في المنطقة هم أبطال السقوط الكبير للمشروع الأميركي البغيض "شرق أوسط جديد". نعم، هناك شرق أوسط جديد ولكنه ليس كما تخطط له الرأسمالية العالمية الشبه منهارة.. فعشرون عاماً قادمة ليست بعيدة، فنحن على طريق المشهد سائرون.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !