ساعة الصفر وأخبار الفن
في البداية طبعاً أنا لست ضد الفن أو الفنانين إذا كان هذا الفن هادف ويعالج قضايا المجتمع، وأن يكون الفنان مهتم بالعمل الذي يقدمه للناس وأن يساعد هذا العمل على تقديم بعض الحلول مثل تطوير المجتمع والنهوض به نحو الأفضل، يصبح الفن رسالة إذا كانت تحث الناس على فعل الخير وتثقفهم وتخلصهم من السلبية والأنانية وتشعر كل إنسان بالآخر، كل ذلك من أجل الصالح العام في الدولة وعلى أرض الواقع وليس بالكلام، وإن تقدم أي مجتمع يتوقف على التوازن والتكافل الاجتماعي بين الناس، إذا أصبح الفن والفنانين بهذا الشكل يصبح بالفعل إبداع من أجل الوطن والمواطنين، ويجب أن يكون هناك أشخاص يهتمون بأخبار الفن والفنانين، أما إذا كان العكس ولم يكن للفن هدف يفيد المجتمع ما هو الداعي أن يشغل أي إنسان نفسه في هذا العمل ويصبح ليس له عمل ولا شغل غير أن يتابع وينقل أخبار الفن والفنانين؟!.. من وجهة نظري يعد مشارك في عدم تطور المجتمع لأنه يهتم بما لا يستحق الاهتمام ويترك الأهم، وكما يعلم الجميع أن هناك عشرات القنوات التلفزيونية وعشرات المواقع على الانترنت وشعرات الصحف الورقية ومئات الأشخاص الذين يعملون في هذا المجال، والأغلب أن الكثير من هؤلاء يبحثون عن عالم الشهرة والمشاهير بمنطق المادة والمنفعة الشخصية والثقافة الفردية دون النظر أن هناك عالم آخر للشهرة ولكن بمنطق الإنسانية والتضحيات الحقيقية من أجل ملايين من الناس الذين لا يشعر بهم أحد ولا يسأل عنهم أحد ولا يهتم بهم أحد، ولا يخفي على أحد وضعهم السيئ في بلاد تقول قال الله وقال الرسول، ثم الأهم من كل ذلك هل سمعتم في يوم من الأيام أن تخصص أحد ما في دراسة الفقراء، أو أن يتابع شخص ما ويهتم ويتحرى وينقل أخبار الفقراء من أجل أن يشعر بهم الآخرين؟!.. لربما تتحرك فيهم الإنسانية والضمير!.. وإن عدم الاهتمام بالشريحة الأكبر في المجتمع وخاصة إذا كانت تعاني الفقر لا يمكن ولا بأي حال من الأحول أن يتقدم المجتمع خطوة للأمام، وربما تأتي النتيجة بالعكس وأن دوام الحال من المحال، ولا يمكن أن تستمر الناس على الصبر بالفقر والإهمال، تاريخ البشر يقول ذلك، وأن صبر الناس من الممكن أن ينفذ في أي لحظة، وهنا تكون أتت ساعة الصفر التي إذا جاءت سوف تحصد الأخضر واليابس بسبب اليأس والحرمان عند الأغلبية وهم يستمعون إلى أرقام فلكية من الأموال ولا يملكون منها شيء، انتبهوا أيها المصريين فنانين وغير فنانين وخاصة أصحاب المليارات والملايين أنكم بالثقافة الفردية الآن وغداً غير أمنيين إلا إذا شعرتم بإخوانكم المصريين المحتاجين المشتركين معكم في الإنسانية.
التعليقات (0)