شَوْقي إلَيكَ نَفَى لَذيذَ هُجُوعي ..........................................فَارَقْتَني وأقَامَ بَينَ ضُلُوعي
أوَمَا وَجَدْتُمْ في الصّراةِ مُلُوحَةً ..................................:مِمّا أُرَقْرِقُ في الفُراتِ دُمُوعي
ما زِلْتُ أحذَرُ مِنْ وَداعِكَ جاهِداً .................................حتى اغْتَدَى أسَفي على التّوْديعِ
رَحَلَ العَزاءُ برِحْلَتي فكأنّمَا ................................................أتْبَعْتُهُ الأنْفَاسَ للتّشْييعِ
نعم إن المحب لا يهنأ بالنوم والسكون لأن المحبوب سواء كان فردا أوجماعة أو أهلا لا يفارق طيفهم قلبه فيقيم الشوق في أضلعه ويؤرقه والشاعر الفذ يستغرب كيف لا يشعر من يشرب ماء الفرات بملوحته (أعاد الله لنا عز الفرات) وقد سكب فيه دموعه التي تكفي لتغيير طعم الماء لغزارتها؟ ولا يزال الشاعر يشكو ويحذر من ألم الوداع إذا حل موعده ويأسف على ما يكون عند الوداع ويخاف أن تزهق روحه وتنقطع أنفاسه إذا فارقه الأحباب ....هذه المبالغات تعطي الشعر جماله وحلاوته لأن أجمله أكذبه كما يقولون
التعليقات (0)