مواضيع اليوم

سارة والبحيرة المسحورة

أمل جمال النيلي

2011-06-20 15:34:24

0

                           

 

داخل  منزل تحيط به حديقة جميلة ، توجد فتاة تهتم بالكمبيوتر ، وفي ظهر يوم مشرق ، جلست سارة أمام الكمبيوتر تتصفح الانترنيت ، خطر في ذهنها الإطلاع علي موطنها ، والأراضي المجاورة لها .

فكتبت البحيرة المسحورة ، فعرفت أنها عبارة عن غابات خضراء ، وهناك غابة صغيرة يتوسطها بحيرة ، فأرادت الإطلاع أكثر عنها ، فحدث عطل في الكمبيوتر .

بحثت عن سبب العطل فلم تجد شيء ، شغلت الجهاز وحاولت البحث مرة ثانية ، فحدث العطل ثانية.

فنزلت لوالدها في المكتب فقال لها والدها حينما رآها :

ــ سارة ما بكي أراكِ قلقة جداً .

فقالت سارة :

ــ بابا ماذا تعرف عن البحيرة المسحورة ؟ .

فقال والدها :

ــ لا نعرف الكثير .. نخاف جميعاً من الاقتراب منها .. فمن يدخلها لا يعود أبداً .

فقالت سارة :

ــ معقول هذه معلومات فقط .

فقال والدها :

ــ أجل حبيبتي .. صدقيني لا أعرف غير ذلك .

تركته وذهبت لغرفتها ، تفكر فيما قاله لها ، فقالت لنفسها :

ــ لما لا أذهب وأري ما بها ؟ .. لعلي أرى أشياء لم أراها من قبل .

تسللت بينما كانت والدتها في المطبخ، ووالدها مازال في المكتب ، يقرأ كتاباً عن الزراعة الحديثة ، سارت إلي أن وصلت للبحيرة .

بوابتها علي شكل نباتات ذات أشواك ، دفعت البوابة ودخلت لتجد الأشجار عالية ، ذات خضرة صافية ، ممزوجة بالأصفر والأحمر ، تهمس لبعدها والطيور علي أغصانها تشاركهم الحديث .

تقدمت ببطء وهدوء ، لتري الورود ذات ألوان مختلفة ، ألوان كقوس قزح ، تقدمت نحو البحيرة ونظرت بداخلها ، لتجد أسماك صغيرة ومتنوعة ، ذات ألوان ساحرة ، أحمر وأزرق وبني.. إلخ.

فقالت سارة :

ــ ما أجمل هذه السمكة !! .. لونها البني لم أري بصفائه قط .

حاولت تمسك هذه السمكة ، فلم تستطع أن تمسكها من الحافة، فنزلت للمياه وحاولت الإمساك بها.

 بمجرد ما أمسكت السمكة سمعت صوت يقول :

ــ اصعدي من البحيرة .. اصعدي .

لكنها لم تستمع للكلام ، أمسكتها ثواني ثم أنزلتها للمياه ، وبعد خمس دقائق صعدت من البحيرة ، فشعرت بالنعاس يتخللها.      

فسمعت صوت من خلفها يقول :

ــ لما لم تصعدي من البحيرة حينما سمعتي الصوت .

نظرت للخلف لتجد فتاة تلبس ثوب أسود مزين ، تضع وشاح علي وجهها .

فقالت سارة :

ــ من أنتي ؟ .

فقالت الفتاة :

ــ أنا الأميرة سارة .. أميرة البحيرة .. لما لم تصعدي من البحيرة .. ..

 

 

 

لم تكمل كلامها حتى شعرت سارة بتغير في جسدها ، فنظرت لأقدامها لتجدها مثل أقدام الأرانب، ولها ذيل صغير .

فقالت سارة مفزوعة:

ــ لما شكلي أصبح كالأرانب ؟ .. لما ؟ .

فقالت الأميرة :

ــ شكلك هكذا يعجبني .. ألم تلاحظي تشابه الأسماء .

فنظرت بدهشة فقالت الأميرة :

ــ ذهبت لوالديك يوم مولدك وأمرتهم بذلك .. حتى لا يكون الموت مصير قريتكم .. ألم تسألي لما أنتي الوحيد التي اسمها سارة .

ظهرت فجأة مجموعة ، أجسادهم شباب ولكن الوجوه كالحيوانات ، فقالت لهم الأميرة :

ــ اقطعوا رأسها وأعطوها إلي ِ .

فقالت سارة :

ــ ماذا ؟ .. لم أفعل لكي شيء .

فرفعت الوشاح لتجد وجهها قبيح ، أنف كبيرة ، وعيونها حمراء ، شعرها طويل لقدمها ، وجهها أسمر وبه بقع .

فقالت الأميرة :

ــ سحرتك هكذا لأخذ رأسك .. ولدت قبيحة كما تري .. بوجهك سأعيش بين الناس .. الفتاة الطيبة .. لا الأميرة الشريرة .. ستصبحي بلا وجود .. سأعيش لأخر العمر ..هيا امسكوها .

فبكت سارة وحاولت تجد مكان تهرب إليه ، تتعلق بأمل النجاة من الموت ، فإذا بها تري شخص يمسك بحبل ، سقط من السماء كطرزان .

هبط أمامها بوجه دب أسود ، حملها من وسطها وطار بها في الهواء ، لتجد نفسها أصبحت خارج البحيرة .

فقالت سارة وهي ترتعش :

ــ هيا أسرع .. أسرع كي لا يمسكوا بنا ويقتلوننا ..

فقال طرزان وهو ينظر إليها :

ــ لا يستطيعوا الخروج من البحيرة .. سيموتون لو فعلوا .. ما عدا الأميرة .. كوني مطمئنة أنتي بأمان .

فقالت سارة :

ــ أنت تعرف طباعهم .. كأنك واحد منهم .. ولما هي الوحيدة التي تستطع الخروج .

فقال :

ــ أولاً اسمي فادي .. وأعرف طباعهم لأني كنت أعيش معهم .. خطفتني لأساعدها في أعمال السحر .. لكني رفضت .. فأعمالها هذه كانت ستدمر قريتكم .. فأنا علي علم بالسحر أكثر منها .. وتستطع الخروج لأنها منكم .

فقالت سارة :

ــ ماذا ؟ .. منا !! .. كيف ذلك ؟ .. متي تعلمت السحر ؟ .

فقال فادي :

ــ لقد تعلمت السحر من والدها .. قبل أن تولد الأميرة بثلاث سنوات .. كان عمري وقتها عشر أعوام .. تعلمت فنون الخير والشر من والدها.

سافرت بعدها مع والدي سابعة عشر عام .. وعدت منذ عام .. عرفت أن والدها توفي منذ عشر أعوام .. فلم تتعلم كافة فنون السحر بسبب مرض والدها.

فجئت كي أري البحيرة فوجدتها .. فطلبت مني أعمال لا تتماشي مع القيم .. فبسبب رفضي هذا عانيت الكثير .. فاستطاعت الوصول لعائلتي .. كانوا أكبر نقطة ضعف لدي .. ففعلت الكثير كي تتركهم .

لكنها لم تكتفي بذلك .. بدأت الأمور تخرج عن السيطرة .. نمي بداخلها حب إذاء الناس .. فلم أستطع تنفيذ طلباتها .

هربت منها وذهبت لعائلتي وأخبرتهم .. أقنعتهم بالسفر بعيداً عنها .. وهذا ما أثار غضبها .. وقتها طلبت مني أتخلص من أختها ولكني لم أستطع .

عذبتني كثيراً .. حبستني في حفرة ملأه بالحيوانات والحشرات .. ولكني تحملت أتعرض للأذ ولا أعرض غيري .

فلم تجد من ذلك نفع فسحرت وجهي لدب .. ومن وقتها وأنا أعيش هنا .. في هذه الأرض النائية بعيداً عن الأنظار .

استطعت زراعة هذه الأشجار والحبوب .. أكل من تعبي ولا أحتاج إليها .. أما هذا الحصان فلقد عثرت عليه مريض .. عالجته ومن يومها وهو رفيقي الوحيد .

انتظرت كثيراً مجئيك كي تخلصني .. لكني كنت خائف عليكي من شرها .. فخلاصي يعني موتك . 

أما غضبها نحوك بسبب حبها لوالدك .. أرادت الزواج به لكنه رفض .. خاف من شرها يدمره ومن حوله .. فتعرف علي والدتك وتزوجها ..لذا تريد وجهك كي تتواجد بجانبه كي تدمره .. وتنتقم منه .

فقالت سارة :

ــ ولما ذهبت لساحر لتتعلم السحر ؟ .

فقال فادي :

ــ كنت أتجول ذات يوم ورأيت البحيرة .. دخلت فأعجبتني الأشجار المتكلمة .. والأسماك ذات الألوان الغربية .

فرأيت حيوان غريب قدمه تحت فرع شجرة .. فحاولت رفعها إلي أن سحب قدمه .. فجري الحيوان وأخذ يقفز من كثرة فرحه بالحرية .. فظهر الساحر العجوز .

أغمض عينه يتذكر ما قاله الساحر :

ــ أنك طيب القلب وحنون .. رحمت الحيوان الصغير من العذاب .

فقلت له :

ــ من أنت ؟ .. ولما تعيش في هذا المكان بعيداً عن الناس ؟ .

فقال الساحر :

ــ أنا حارس هذه البحيرة .. أنا من صنعت هذا الجمال كي أعيش وسطه ..وبما أن قلبك رحيم .. سأعلمك السحر كي تحافظ علي هذا المكان من بعدي .

فتح فادي عينه فقالت سارة :

ــ إذاً ما هو الحل كي أعود مثلما كنت .. بدون هذا الجسد .. وأنت بلا وجه الدب .. بالمناسبة لما أنقذتني ؟ ! .

فقال فادي :

ــ أنقذتك لأنك ضحية مثلي .. حاولت أكثر من مرة منعك من التعرف علي البحيرة .. فأنا من تسبب في أعطال الكمبيوتر .

لكن القدر أقوي مني .. فأنتي من ستخلصي القرية من شر هذه الأميرة .. أما بالنسبة للحل تأخذي السلسلة من عنق سارة رقم 13 وتلقي بها في البحيرة .

فقالت سارة :

ــ سارة رقم 13 !! .. أ جميعهم اسمهم سارة ؟؟.

فقال فادي :

ــ أجل .. سنذهب إلي هناك وأشغلهم عنك .. أموافقة ؟ .

فقالت سارة :

ــ موافقة .. ولكن عندي سؤال ؟ .. لما لم تفعل ذلك منذ زمن ؟ !.

فقال فادي :

ــ لقد ألقت تعويذة علي .. تمنعي من الاقتراب منها .. وإلا احترقت .

توجه فادي وسارة نحو البحيرة ، دخل فادي في البداية وبدأ ينفذ خطته ، ليجد الأميرة جالسه علي عرشها .

فقال فادي :

ــ أ تريدي الفتاة التي سرقتها منك ؟ .

فقالت الأميرة في غضب :

ــ أجل ..أريدها .

فقال فادي :

ــ سأعطيها لكي مقابل وجهي .

في هذه الأثناء تسللت سارة بين صفوف الشباب ، لم يكن من الصعب معرفتها ، تلبس ثوب أسود والرقم في عنقا وكبير .

سرقت السلسلة وجريت نحو البحيرة وألقتها به ، صرخت الفتاة واشتعلت النيران بها ، جريت نحو البحيرة وألقت نفسها .

كانت تحاول إطفاء النيران كما ظننت ، لكنها لم تصعد ثانية ، وقفت ترتعش وتنظر للبحيرة ، تبكي بشدة وتزداد الرعشة .

فقال فادي :

ــ أجري .. هيا أجري .

لكنها لم تسمعه ولم تراه ، عيناها مثبته علي البحيرة ، فأمسك بالحبل وحمل سارة مرة ثانية .

غضبت الأميرة بشدة ، فخرجت للقرية وبدأت تحرق الأشجار التي بطريقها ، أما سارة لم تتوقف عن البكاء ، جسدها متجمد ويرتعش .

فقالت سارة وهي تبكي:

ــ أنا قاتلة .. قتلتها .. ..

فقال فادي وهو يحاول تهدئتها :

ــ قاتلة .. قتلتي من ؟ !! .

فقالت سارة وهي تنظر للأرض :

ــ قتلت الفتاة التي أخذت منها السلسلة .

جمع لها بعض الأخشاب ، وأشعل لها نار كي يدفئها ،فمد يده وأمسك يدها قائلاً ً :

ــ أكنتي تعتقدي أنها فتاة مثلك .. لا هي عبارة عن طائر أو حيوان ميت .. سحرته علي هذا الشكل .

بدأت تتوقف عن البكاء ،شعرت فجأة بالدفء والأمان ، فقالت سارة :

ــ أهذا يعقل ؟ .. معقول تكون ماهرة لهذا الحد .. وإن كان.. فلما لا تصنع لها وجه بدلاً من وجهها القبيح .

فقال فادي :

ــ تريد وجه دائما .. لا يختفي .. فالوجه المسحور لا يدوم إلا لوقت محدد .

فقالت سارة :

ــ إذاً هي تريد العيش بين الناس بوجه دائما .. كي لا يشك أحد بها .

عادت سارة لهدوء أعصابها ، وعاد معه الشكل الطبيعي لها و لفادي ، ظهر وجهه الحقيقي ، فنظرت إليه باندهاش ، وفجأة رأت دخان يتصاعد من القرية ، فعاد الخوف لقلبها مرة ثانية .

فقال فادي :

ــ أخاف أن يكون هذا من أعمال الأميرة .

ذهب وأحضر حصانه البني ، ركبه وشد يدها وأركبها خلفه ، تمسكت به لينطلق ، وفي دقائق وصلوا للقرية .

رأوا الجميع يهرولوا من منازلهم المشتعلة ما عدا منزلها ، يرتدوا ملابس النوم ، كانت الساعة الثالثة صباحاً .

فنظر والدها غاضباً :

 ــ أين كنت طول النهار والليل ؟ .. بحثت عنك لم أجدك .. ذهبت لجميع أصدقاءك .. لم يراك أحد .. حتى أنني ذهبت للشرطة .

فقالت سارة :

ــ بابا .. أنها قصة طويلة .. والآن ماذا حدث؟.

فقال والدها :

ــ لا أخبريني الآن .. لأول مرة تختفي كل هذه الفترة .. لم أتوقع قيامك بهذا العمل المشين .

فقالت سارة :

ــ الفضول هو من دفعني للاختفاء .. ماذا حدث ؟ .

فقالت والدتها :

ــ أنها الأميرة سارة .

فقالت سارة وهي غاضبة :

ــ أ جاءت إلي هنا ؟ .

فقالت والدتها :

ــ صغيرتي .. أتعرفيها ؟ ! .

فقالت سارة :

ــ أجل .. كنت معها طوال النهار.. وكما قلت أنها قصة طويلة .. متي كنتم ستخبرونني بأمرها ؟؟

فقال والدها :

ــ كنا سنخبرك بعد شهر .. بعيد ميلادك الثامن عشر . 

فقالت سارة :

ــ لما فعلت ذلك  ؟ ! .

فسمعت صوتها من الخلف يقول :

ــ أنت من هربت ِ مني .. فتحملي عواقب الأمور .

فقالت إحدى جيرانهم :

ــ ولما احرقتي بيوتنا ؟ ! .

فقالت الأميرة الشريرة :

ــ بفضلكم هربت للبحيرة كي ابتعد عن نظراتكم .. تشعروني بأنني شبح .. كنت أنتقم منكم بقتل أبقاركم .. ولكن هذا لم يعد يكفيني .. والآن حان وقت الغصب الأكبر .

فقالت سارة :

ــ ولما الآن بذات ؟ .

فقالت الأميرة الشريرة :

ــ حان وقت سلبك وجهك .. لو هربتِ لأقصي الأرض سأجدك مهما حاولتِ .

فقالت والدتها :

ــ ابحثي عن أخرى .. هذه صغيرتي أنا .. أتركها في حالها .

فقالت الأميرة الشريرة :

ــ سلبتني في الماضي حبيبي .. احترق قلبي وقتها .. والآن سأحرق قلبك علي ابنتك .. ولكني أرغب في تعذيبك .. الآن لدي رغبة في ذلك .. ما رأيك ؟ .

فقالت سارة :

ــ لن تستطعي مس أمي بخدش بسيط .. مهما كانت قوة سحرك لن تصمد أمامي .

فقالت الأميرة الشريرة :

ــ أأنتي من تقولي ذلك !! .. سارة المدللة .. أنتي لا تعرفي سوي الجلوس أمامك الكمبيوتر بالساعات .. فأنتي حتى لا تستطيعي .. الأكل بمفردك .. أمك تساعدك .

فقالت سارة :

ــ هذا صحيح ولكني تغيرت .. رأيت وتعرفت في الساعات الماضية علي أشياء كنت أجهلها.

لقد أصبحت أقوي منكِ .. أنتي لن تستطيعي التغلب علي أبداً .. والسبب هو إيماني بالله .. وحبي للخير .. أما أنتي لا تعرفي من يكون الله .. ولا يعرف قلبك الحب والخير .  

غضبت الأميرة كثيراً ، فأشارت نحو والدة سارة وبدأت تقول كلمات غربية ، فوقفت سارة أمام والدتها وقالت :

ــ لن تستطيعي .. تأكدي من كلامي .. فالله والقرآن يحمينا .

فقالت الأميرة الشريرة :

ــ إذا ً فادي ليس مؤمن .

فقال فادي :

ــ أدخلتِ بقلبي لتعرفي أن كنت مؤمن أم لا .. إيماني قوي .. جعلني أصمد في وجهك .. أتحمل العزلة وهذا الوجه .. وذلك بإيماني بمجيء يوم نهايتك قريباً .

فقالت سارة :

ــ والآن أستنصرفي .. أما ستظلي هكذا .. سأقضي عليكي أما عاجلاً أو أجلاً .

اختفت الأميرة الشريرة بعدما حطمت أعصابهم ، فهرولت نحو أحضان أمها لتشعرها بالحنان والأمان فقال والدها :

ــ لم أتوقع رؤيتك بهذه القوة والصلابة .. ألم تخافي منها ؟ ! .

فقال فادي :

ــ الخوف لا يترك القلوب المؤمن بحب الخير .. فإيماننا بنصرة الخير يقوينا مهما كنا ضعاف .

فقالت سارة :

ــ أبي آلا تعرف وسيلة للقضاء علي هذه الشريرة .

.. تقدم شيخ عجوز ، ذو شارب وشعر ولحية بيضاء ، تجاعيد الكبر ترسم خريطة في وجه ، يلبس جلباب أبيض ،ويتكأ علي عصا ، يقف وراء سارة وفادي .

فنظر والدها لخلفها, فاستدارت سارة وفادى ، فقال الشيخ وهو يتحدث بصعوبة:

ــ الحل مع شاب شجاع.. لديه القدرة على تحدى الصعاب .. يذهب لوادي الأشواك.

فقال الجميع وهم ينظروا فى خوف شديد:

ــ وادي الأشواك !! .

فقال فادى:

ــ ما هو وادي الأشواك هذا ؟ ! .

فقال الشيخ:

ــ هذا الوادي يوجد به ساحرة طيبة .. توأم سارة..تدعى ملاك .. لكن هذا الوادي مملوء بالأشواك .. من يستطيع الوصول لجنة ذات الوجه الطيب .. ويروى لها القصة ستساعده على إيجاد الحل .

فقالت سارة:

ــ أتعطى لنا الحل في القضاء على أختها..أهذا يعقل !! .

فقال الشيخ:

ــ أجل الخير هو الأسمى.. ينتصر قريبا أو بعيدا .. فالقضاء على الأميرة الشريرة لا يتمثل في موتها فقط .. إنما في البحيرة .. فهي ستحبس في مكان تحت الأرض .      

ذلك إذا اطمأنت ملاك أن الخير عم المنطقة .. ستبقي أختها حبيسة .. إما إذا الشر لم يتأثر بحبسها ستطلق سراحها .

فقالت سارة :

ــ يا إلهي ..أهذا كله يحدث هنا.. لم أتخيل مجيء هذا اليوم.. كأني أشاهد فيلماً سينمائي .

فقال سارة :

ــ وكيف سنعبر وادي الأشواك ؟.

فقالت والدتها :

ــ أنتي !! .. أستعبري وادي الأشواك معه ؟ ! .

فقالت سارة :

ــ ماما .. سأذهب .. لما لا حتى يعم السلام .

فقال الشيخ :

ــ صدق القلب .. هم أهم شرط في العبور .

فقالت سارة :

ــ صدق القلب !! . ما هو صدق القلب ؟!! .

فقال الشيخ :

ــ صدق القلب .. هو المشاعر التي تنبع من القلب .. وصدق الكلام ينبع من القلب .. عندما تعثروا علي ذات الوجه الطيب .. ستعرفكم هي .

فقال فادي :

ــ ما كل هذه الأسماء ؟ ! .

فقال الشيخ :

ــ من عاداتنا نطلق علي المرء ذو الصفات الحميدة لقب .. لقباً بدل من اسمه .

رغم عدم موافقة الجميع علي ذهابهم للوادي ، لكنهم لم يستمعوا لكلامهم ، حاولوا جعلهم يتخلوا عن قرارهم لكنهم فشلوا .

في السابعة صباحاً خرجوا دون أن يراهم أحد ، ركبوا حصانه و انطلقوا للوادي ، أخذت الرحلة ساعتان حتى وصلوا .

رأوا أشجار عملاقة ، وعلي الأرض نباتات ذات أشواك ، أنزل سارة وأمسك يدها اليسرى وتقدموا بحذر ممتزجة بالخوف .

فقالت سارة :

ــ هيا نقرأ أية الكرسي ليحمنا الله ويساعدنا .

بعدما قرءوها قال :

ــ توكلت عليك يرب .. أكملها علينا بالخير .. اللهم ساعدنا من أجل القضاء علي الشر .. وننشر الخير .

 

 

 

.. بعدها تقدموا ليعبروا علي الأشواك ، يسيروا كأنه طريق ممهد ، ليس مملوء بالأشواك ، كانت خائفة في البداية ، ولكن إيمانها بقضاء الله جعل السكينة تستوطن قلبها .

بعد ساعة من السير علي الأشواك وصلوا للجنة ، الأشجار في كل مكان ، زهور وثمار معلقة بالأشجار ، أجمل من النباتات المسحورة .

السماء صافية ، والشمس ساطعة ، وطيور الجنة ترفرف حولهم ، يالها من جنة بحق ، فإذا بصوت ينبعث من أين لا يعرف ، صوت يخترق صمت الجنة ، ويمتزج مع هدوءها كأنه أنغام .

قال الصوت :

ــ أهلاً بالصديقين .. وزوجين المستقبل .

فقالت سارة وهي تبحث عن مصدره :

ــ أنتي صاحبة الوجه الطيب ؟ .

فظهرت وسط الزهور ، تلبس ثوب أبيض ، شعرها أشقر مسدول علي ظهرها يصل للأرض ، وجهها مبتسم وعيناها خضراء بجمال الطبيعة .

فقالت:

ــ أنا أعرف الخير من علي بعد .. تعرفتم علي بعضكم منذ ساعات .. ولكن صداقتكم ستدوم ..   مكتوب عليكم الالتقاء منذ مولدكم .. حبكم سينمو كنمو الأشجار .. مثبت بالأرض .

فقال فادي :

ــ وكيف عرفت ما بعلم الله ؟ !! .     

فقالت ذات الوجه الطيب :

ــ خوفكم علي بعضكم تفضحه عيونكم .. تريدوا القضاء علي سحر وشر أختي .. والحل عندي .

هذه هي الكرة الذهبية .. ألقوا بها بالبحيرة .. وترددوا ما قلتموه عند مدخل الوادي .. وهكذا سينتهي شر البحيرة .

أخرجت من جيبها كرة بحجم البرتقالة ، لونها أزرق بلون السماء فأعطتها لسارة .

فقال فادي :

ــ لما أنتي حبيسة وادي الأشواك ؟ ! . لما لا تخلصنا منذ زمن من أختك .

 فقالت ذات الوجه الطيب :

ــ لقد صنعت تعويذة تمنعني من الخروج .. أو التخلص منها بنفسي .. والآن حان وقت رحيلكم .

وقبل أن ينطلقوا قالت ذات الوجه الطيب :

ــ حينما يرزقكم الله بطفلة اسمها منة الله .. لتكن نعمة وهبه من الله .. ولو ذكر أسموه  محب .. حتى يكون الحب أساس حياته وينشره .

بعدها انصرفوا وقرءوا أية الكرسي وتوكلوا علي الله ، وبينما كانوا في وسط الطريق ، إذ بشجرة عتيقة تسقط علي قدم سارة اليمنى ، صرخت من شدة الألم ، حاول رفعها ولكنه لم يستطع .

فقالت سارة وهي تبكي :

ــ اذهب أنت وخذ الكرة .. فالقرية في حاجة إليها .. هيا أنصرف .

فقال فادي وهو مدمع العينين :

ــ لا لن أتركك .. لقد جئنا معاً وسأظل معك .. لن أتركك .

ظهرت الأميرة الشريرة فجأة أمامهم وهي تضحك ، تدور بملابسها السوداء حولهم وتقول :

ــ لن تتركها .. ولن تستطع إنقاذ القرية من قبضتي .

فقال فادي وهو يرجوها :

ــ أيتها الأميرة اتركيها تذهب .. افعلي بي ما تشائي .

 

 

 

فقالت سارة وهي تبكي :

ــ لا لن أتركك .. سأظل معك .

فقالت الأميرة بسخرية :

ــ لن يترك أحدكما الأخر .. والآن قولوا الوداع .

رفعت يدها نحوهم ، فأغمضت سارة عيناها وهي تبكي ، فسمعت صوت الأميرة ذات الوجه الطيب ، فلقد أخبرها أحد خدمها بما يحدث .

فقالت ذات الوجه الطيب :

ــ سارة ماذا تفعلي هنا ؟ .

فقالت الشريرة :

ــ ليس من شأنك .. تريدي قتلي .. لن أتركها تفعلها .

فقالت ذات الوجه الطيب :

ــ لن تستطيعي إصابتهم بمكروه .. والآن ارحلي .

..اختفت الشريرة ، فنظرت ذات الوجه الطيب لسارة ، فأشارت بيدها فارتفعت الشجرة ، ساعدها فادي في الوقوف ، لم تستطع من شدة الألم ، فحملها بين ذراعيها إلي أن غادروا الوادي .

أركبها الجواد ثم صعد ، انطلقوا نحو القرية بأقصى سرعة ، بعد ساعة وصلوا للقرية ، فكان الجميع في انتظارهم ، ينظر لهم في دهشة .

نزل من علي الحصان وساعده  والدها بإنزالها ، ادخلوها لأقرب أريكة ، فقال فادي :

ــ ارتاحي الآن .. وفي أولي خيوط الليل سنذهب للبحيرة .

خرج وبدأ يروي للجميع ما حدث ، مرت ساعات النهار ، فبعدما اختفت الشمس انطلقوا نحو البحيرة .

بمجرد ما وصلوا أستعد فادي كي يدخل فقال لسارة :

ــ انتظريني هنا سأدخل وأعود بسرعة

فقالت سارة :

ــ بل أنا من سيدخل .. فالإيماني سيقضي عليها .

فقال فادي :

ــ اتركني أقضي عليها بيدي .. فلقد عنيت كثير .. والأمل في التخلص منها سيقضي عليها بسرعة.

شعرت سارة برغبة ملحة فتركته يذهب انتظرت بجانب الحصان ، كانت الغيوم والهدوء تملأ المكان .

.. وضع فادي الكرة بجيبه ، وقام بإلقاء تعويذة حولته لحصان ، كي لا تشعر الأميرة الشريرة وتدمر الكرة .

فتقدم بهدوء وهو يحمل الكرة بفمه ،  وألقي بالكرة ثم قال أية الكرسي والدعاء ، وخرج مسرعا ينتظر ما سيحدث ، فظهرت الأميرة وهي مشتعلة هي وأتباعها ، سقطوا في البحيرة وهم يصرخوا.

دقائق وانتهي الأمر ، بمجرد سقوطهم ظهرت البحيرة علي طبيعتها ، فظهر الشيخ مرة ثانية وأهل القرية .

فقال الشيخ :

ــ لابد من حرق البحيرة حتى لا تنمو .. هذه الأشجار الخبيثة مرة أخرى .

فتقدم الأهالي وأشعلوا أخشاب ، تقدم فادي وأخذ مشعله ، ينظر للجمال ويتذكر الساحر .

فقال فادي وهو حزين بصوت عالي :

ــ أسف أيها الساحر .. لكن مجبر علي ذلك .

تقدم وأشعل النار في الأشجار ، خرج الجميع ماعدا فادي ، وقف وسط النيران يشاهد هذا الجمال وهي تأكله النيران .

عاد الجميع للقرية ، ليجدوها مثلما كانت قبل الحريق ، لا أثر للحريق في البيوت ، دخل الجميع لبيوتهم ليرتاحوا ، واستضاف والدها فادي بغرفة الضيوف .

في منتصف الليل خرج فادي للحديقة ، جلس علي الأرجوحة ينظر للسماء الصافية ، القمر هلال والنجوم تتلألأ في السماء كالمصابيح ، فخرجت سارة وراءه وجلست بجانبه .

فقالت سارة :

ــ ماذا ستفعل هنا ؟.

فقال فادي وهو ينظر لسارة :

ــ أفكر في الرحيل لأي مكان .. وأبحث عن حياة جديدة .

فقالت سارة :

ــ لما لا تبقي معنا .. وتساعد أبي وأهل القرية في الزراعة .. لقد برعت في زراعة الحبوب .. ورأيت ذلك بأرضك .

فقال فادي :

ــ لا .. أفضل الرحيل خيراً من فرض نفسي علي أحد .

فسمعه والدها وهو يخرج للشرفة فقال :

ــ اقتراح سارة رائع .. فأنا أحتاج لمن يساعدني .. كما أنك ساعدت ابنتي في أصعب أوقاتها .. ومنعت عنا شر الأميرة لوقت طويل .. فدعنا نساعدك الآن .

... مر الوقت وبينما كانت سارة جالسه علي الأرجوحة ، رآها فادي وذهب ليتحدث إليها فقال :

ــ سارة ممكن أتحدث معك قليلاً .

فقات سارة :

ــ ما الأمر ؟ .. لما وجهك شاحب هكذا ؟ .

فقال فادي :

ــ لم أعد أقدر علي الابتعاد عنك .. فأنتي أصبحت جزء من حياتي .. لقد طلبت يدك من والدك ..

أتقبلي الزواج بي ؟ .. لكي حرية الرفض والقبول ..فأنا أحبك ....

فقالت سارة :

ــ ماذا ؟ .. آلا تري أنك تسرعت كثيراً .

فقال فادي :

ــ بلا تأخرت .. أفهم من ذلك رفضك لي .

فقالت سارة :

ــ لا أقصد ذلك .. سأستمع لرأي أبي في البداية .

تركته وذهبت لوالدها بالمكتب ، طرقت الباب ثم دخلت ، فقال والدها :

ــ ما بكي ؟ .

فقالت سارة :

ــ أطلب فادي يدي للزواج ؟ .. ما رأيك فيه ؟.

فقال والدها :

ــ أجل .. وأري أنه شاب رائع .. يتمتع بأخلاق نادرة .. طيب وذو أخلاق حميدة .. سيستطع حمايتك وستستمتعي معه بالأمان .

فقالت سارة :

ــ أري أنك موافق عليه .

فقال والدها :

ــ أجل ولقد طلبت منه البقاء معنا .. بدلاً من ة أن نظل بمفردنا في هذا المنزل الكبير .. ولكنه رفض وبعدما اصريت .. أخبرني أن القرار يعود إليلكي .. فما رأيك أنتي ؟.

فقالت سارة:

ــ  ولما لا .. ..

.... مر شهر خلالها أكملوا الأعداد للحفل ، علقوا الزينة والأنوار ، أصوات الأغاني تعلو، تم زواجها علي أساس السعادة والحب ، وكان الجميع شهود عليهم .

..... مرت شهور وجاء اليوم الموعود ، جالسون يقرءوا القرآن ويدعوا الله ، الخوف والقلق يتملكهم، وفجأة سمعوا صوت بكاء الطفل .

دخل فادي ليجد والدتها تحمل الطفلة ملفوفة ببطانية ، فقالت والدتها :

ــ مبارك لقد رزقكم الله بطفلة جميلة .. ماذا ستسميها ؟ .

فقالت سارة وهي تنظر لفادي :

ــ منة الله .

فقال والدها :

ــ لما هذا الاسم دون غيره .

فقال فادي وهو يحمل الطفلة :

ــ كي نفي بوعدنا لذات الوجه الطيب .

...... مرت السنوات وأصبح عمرها ستة سنوات ، وبينما كانت تجري وتلعب في الحديقة ، ظهرت الكارثة الكبرى ، كارثة لم تكن في الحسبان .

لقد هربت الأميرة الشريرة من سجن أختها ، فاقتربت من منة الله في غفوة من سارة ، كانت تعد الطعام ، وفادي كان في الأرض يطمئن علي المحصول .

حينما رأتها منة ابتسمت لها ، فأعطتها الشريرة لعبة ذات ألوان خداعه ، دائرة تلف بسرعة وتعطي شكل جميل .

ابتسمت سارة ابتسامتها الماكرة وقالت :

ــ إذا كنت تريدي المزيد تعالي معي .. سأعطيك ألعاب لا حصر لها .

فقالت منة الله :

ــ سأخبر أمي أولاً .

فقالت الأميرة الشريرة :

ــ لن نتأخر .. سنعود بسرعة .

صدقت كلامها وذهبت معها ، لم تسمع لمنة صوت ، خرجت تطمئن عليها ، فشاهدتها وهي تسير معها ، فخرجت مفزوعة من الباب وخائفة ، هرولت نحو والدها وفادي لتخبرهم ، فوجدوها في حالة يرثى لها ، جسدها يرتعش وتبكي .

فقال والدها :

ــ لما تبكي ؟ .

فقالت سارة :

ــ لقد أخذت الأميرة الشريرة منة .

هرولوا نحو البحيرة وهم خائفين ، فرآهم صديق والدها فسألهم عن سبب جريهم ، فأخبره وأكمل طريقة ، بمجرد ما انتقل الخبر للجميع ففزعوا .

وصلوا ليجدوا منة تجلس علي كرسي وسط النيران ، والأميرة الشريرة تمسك بسكينة نحوها ،

 بمجرد ما رأتها سارة جن جنونها ، فجريت نحو منة فأشارت الأميرة بسكين فوقفت مكانها .

فقالت سارة :

ــ لما عدت الآن ؟! .. ألم تكوني محبوسة .. كيف هربت ِ ؟ .

فقالت الأميرة الشريرة :

ــ لقد استطعت الهرب بسبب ضعف أختي .. فقلبها حنون .. ندمت كثيراً علي ما فعلته معي .. مما أضعفها فوجدت الفرصة المناسبة وهربت .. أصبحت أقوي منها الآن .. وسأحرق ابنتك حية .

فقالت سارة :

ــ لا مستحيل .. خذيني بدلا منها .

فقالت الأميرة الشريرة :

ــ ولما أفعل ذلك !! .. هذا ردي علي ما أفعالكم في الماضي .. و وقوفك أمامي .

فقال فادي :

ــ أرجوكي اتركيها .. أرجوك .

فقالت الأميرة الشريرة :

ــ لن أتركها مهما فعلتم .

فوقفت سارة وفادي عاجزين عن فعل شيء  ، فظهرت ذات الوجه الطيب لتنهي الموقف فقالت :

ــ تسللتي وهربت ِ .. ندمي علي ما فعلته معك أضعفني ..ولكن لا ذنب للآخرين ليتضروا .

فقالت الأميرة الشريرة ::

ــ لن تستطعي قتلي فأنا أختك . 

فقالت ذات الوجه الطيب

ــ قلت لكي لا أريد القضاء عليك .

فقالت الأميرة الشريرة :

ــ لما أنتي هنا ؟.. اتركيني .   

فقالت ذات الوجه الطيب :

ــ يا رب يا رحيم .. اجعل أختي في مكان أمين .. لا تخرج منه إلا عندما الموت يدركها .

فإذا بالأميرة الشريرة تختفي من أمام الجميع ، أطفئوا النيران بالرمال ، ضمت سارة ابنتها بين ذراعيها وهي تبكي ، توالت عليها بالقبلات بوجهها وبيدها من السعادة .

فقالت ذات الوجه الطيب :

ــ اقطعوا الأشجار وألقي بها في البحيرة.. لكن هذه المرة بإخلاص وصدق في الخلاص .. وقوموا ببناء مسجد هنا .. كي يظل المكان يعمه الخير .. ولا تستطيع الرجوع .

فعلوا ما قالته وقطعوا الأشجار ، عادوا للقرية ليحتفلوا بنجاة منة الله  ، والقضاء علي الأميرة الشريرة . 

مهما كانت قوة السحر ، فالخير والحب الصادق ينتصروا أمام قوة الشر ، فالله سبحانه وتعالي لا يقدر مخلوق علي رد أمره ، لكننا نختار طريقنا بأيدينا .

 

 

 

 

 

 

 

                                     .. .. .. تم بحمد الله .. .. .. 

 

 

 

                                                                سارة والبحيرة المسحورة

  




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !