أقرت وزارة الدفاع الامريكيه - البنتاغون - في 5 كانون الثاني /يناير 2012 م الاستراتيجيه الجديده حيث اشارت الى ان الاولويات العسكريه للولايات المتحده تختلف بشكل جذري عن الاولويات التي كانت تتبناها بعد احداث 11 ايلول/سبتمبر حيث اشارت الاسترتيجيه الجديده الى مجموعه جديده من التهديدات فقد تحول اهتمامها نحو الصين المارد الاصفر بعد ان كان جل اهتمامها نحو بلاد الاسلام وهو ماكانت تطلق عليه المارد الاخضر وتطورت الاحداث حتى خاضت حرباَ اطلقت عليها الحرب على الارهاب والتي عجزت ان تجد له تعريف واضح طيلة السنوات الماضيه سوى انه ذريعه من الذرائع التي تمكنت من خلالها خوض الحروب واحتلال البلدان واشاعة الفوضى بكل اشكالها ، الان الاستراتيجيه الجديده يبدوا انها تستهدف المارد الاصفر -الصين- والتي اعتبرتها من الدول النوويه العدوانيه،فمع نهاية الحرب على العراق وانسحاب القوات الامريكيه وهي تجر ذيول الهزيمه وفشلها الذريع في افغانستان وانهاك دول المنطقه واقتصادها من اجل تقسيمها فان اتجاه البوصله الامريكيه قد استدار نحو الصين وتشير الاستراتيجيه الجديده للدفاع الى ان حربين متوقعتين هما اقرب الى اثار حقبة الحرب البارده والتي تعتبر بالغه التكاليف وتتطلب يد عامله كبيره ومكلفه فقد اشارت صحيفة "كريستيان سانيس مونيتور"الى ان النتيجه نظره وزارة الدفاع قد تغيرت بشكل جذري وكبير وقال رئيس هيئة الاركان المشتركه"مارتن ديمبسي" كل الاتجاهات الديموغرافيه والجغرافيه والسياسيه والاقتصاديه والعسكريه تشير إلى التحول نحو المحيط الهادئ"، مضيفاً: "لدينا تحديات استراتيجية في المستقبل سوف تنبثق إلى حد كبير من منطقة المحيط الهادئ".
وهم في الاستراتيجية الجديدة يذهبون إلى أن الصين تبرز كقوة إقليمية ستكون لها القدرة على التأثير في الاقتصاد والأمن الاميركي بمجموعة متنوعة من الطرق، معتبرة أن قوة الصين العسكرية المتنامية يجب أن تترافق مع وضوح أكبر في نواياها الاستراتيجية لتجنب التسبب في الاحتكاك في المنطقة. واعتبرت الصحيفة أن استراتيجية البنتاغون العسكرية وضعت الصين وإيران في خانة واحدة، إذ ورد في الطرح الجديد أن "دولاً مثل الصين وإيران تواصل اتباع الوسائل لمواجهة غير متكافئة ضد قدراتنا". وأصدر ديمبسي تحذيرًا لإيران، التي تفكر في إغلاق مضيق هرمز الحيوي ردًا على العقوبات الدولية، قائلاً: "نتوقع من إيران أن تكون عضواً مسؤولاً في المجتمع الدولي، وألا تحرم الدول من حرية التنقل والوصول، ونحن مصممون على منعها من الحصول على سلاح نووي".واعتبرت الاستراتيجية الجديدة أن بعضاً من أكبر أعداء أميركا سيكونون المتطرفون والقراصنة، الذين سيعملون على شنّ الحرب الإلكترونية، "فالقوات المسلحة الحديثة لا يمكنها إجراء عمليات فعالة بدون معلومات موثوقة وشبكات الاتصالات وضمان الوصول إلى الفضاء الإلكتروني". وقد ركزت الاستراتيجية على أن أميركا لا تواجه الأعداء فقط، بل عليها التخطيط لكيفية مكافحة هذه الحروب من جهته، قال وزير الدفاع الامريكي ليون بانيتا: "كيفية هزيمة العدو قد تختلف وفقاً لأنواع الصراعات. لكن ستكون لدينا القدرة على مواجهة وهزيمة عدو واحد أو أكثر في وقت واحد". ونصّت الاستراتيجية الدفاعية الجديدة على أن حملات مكافحة التمرّد الثقيلة، التي اعتمدت في العراق وأفغانستان، لن تكون نموذجاً لحروب المستقبل، "فالجيش وسلاح مشاة البحرية لم تعد بحاجة إلى تنفيذ عمليات دعم واسعة لتحقيق الاستقرار، التي سادت الأولويات العسكرية على مدى العقد الماضي"، واضاف وزير الدفاع: "لم تذكر الوثيقة أن الولايات المتحدة الأميركية لن تخوض الحروب البرية أو لن تنفذ عمليات عسكرية لتحقيق الاستقرار. المسألة ليست ما إذا كنا سنحارب الأعداء أو لا، بل في كيفية محاربة الدول التي تهددنا وتواجهنا"، ويبدوا من هذه الطروحات ان نظرية"الدعاية عبر الفعل " Propaganda By The Deed عادت من جديد وهي تؤكد ماذهب اليه جون كريستوف ريفان Jean Christophe Rufin في كتابه "الإمبراطورية والبرابرة الجدد" إن الخطر أصبح متعددا وغير متوقع ومتغير ، فقط وجهته تسمح لنا بتحديده، فكان التّركيز على الخطر الأحمر الشّيوعي فالخطر الأخضر الإسلامي إلى ما يصطلح عليه اليوم ببؤر التوتّر متمثّلة في دول تعتبرها الولايات المتحدة دولا مارقة-Rogue States - أو في تعبيرة أقلّ حدّة : دول تعيش توتّرا- States of concern - إلى الإرهاب هذا المصطلح الذي يصر منظّروا الإمبراطورية على أن يظلّ هلاميا ضبابيا وبمعايير تتغيّر بتغيّر المصالح الأمريكية و في أحيان كثيرة بمعيار الكيل بمكيالين كما هو الحال مع الكيان الصّهيوني، وبعد ان انتهى او اوشك ان ينتهي موضوع الارهاب والفرار من العراق بدأت قصة جديده هي "المارد الاصفر" اي الصين والاستراتيجيه الجديده للدفاع كل هذا من اجل ان تحتل واشنطن موقع القائد الشمولي للعالم.
لم تنتهي القضيه الى هذا الحد فالمخططات مستمره في ظل العولمة والتي تعتبر شيخ القبيلة الكوني المؤتمن والذي يحكم لا بصلة الدم والمنبت والمعتقد ،وإنما بصلة الكوابل والأثير الإلكتروني ،عولمة مبدؤها الوحيد اللامبدأ ، وثابتها المطلق التغير، إن ما يعتد به الآن قد يهزأ منه غدا، وما يدافع عنه قد يتم التنصل منه ، وما يرغب فيه قد يزهد منه، ما هو مصدر فخر واعتزاز قد يتحول إلى مصدر سخرية وازدراء ،ما هو يقين مطلق يصبح مثار شك وريبة خالصة، هذه سمات عالم يتحول. تعاد صياغته ، عالم لا يرتبط بمعطيات جغرافية أو حتميات تاريخية ، ولا بمنطق رياضي أو منهج فيزيائي ، ولا بفلسفة مثالية أو وضعية،عالم بدون حدود أو زمان أو مكان ، بدون دولة أو نشيد وعلم وطني ، عالم لا يستأذن،نقحم فيه كما يقحم فينا، يقول أحدهم " لن يكون هناك إنتاج وطني أو تكنولوجيا وطنية وسوف يختفي ما نعرفه اليوم بالاقتصاد الوطني ، الشركات والمصانع الوطنية "سوف يكون من الصعب جدا تحديد ماهية جنسية إحدى الشركات " إنها عولمة تحشر أنفها في كل شيء ،وهذا العالم القادم سيحكم من خلال المنظمات غير الحكومية التي ستكون تقاريرها وتوصياتها بمثابة أوامر ينبغي الامتثال لها ،وسيبنى عليها تقييم الأفراد والمجتمعات والأنظمة " إن بقيت أنظمة " وستصنف الدول إلى متعاونة أو مارقة بحسب درجة رضا هذه المنظمات، ستصبح كلمة السيادة من مخلفات الماضي حيث يعولم الأفراد " فيكافئوا أو يحاسبوا دون أخذ مشورة الدولة التي يتبعون لها ، وكما يقول الجابري " إن شؤون الدولة تبتلعها العولمة برفع كل الحواجز والحدود أمام الشركات والشبكات الدولية " لتتقلص شؤون الدولة إلى شأن وحيد هو القيام بدور الحارس الأمني لنظام العولمة نفسه " انها احلام السيطره والهيمنه والاستحواذ التي تمارسها الولايات المتحده الامريكيه تفعل اليوم ماتشاء ولن تسمح لأي قوه اقليميه ناهضه ان تقف بوجهها او تحد من توحدها وتفردها الذي تسعى اليه .
ولنراجع تاريخ الحرب الالكترونيه لكي نستطيع ان نوصف ونتعرف على هذا النوع من الحروب التي يتوقع انها ستكون الحروب المستقبليه الاكثر خطوره ، ان نشأة الحرب الالكترونيه تعود لما قبل اندلاع الحرب العالميه الاولى فعالم الاتصالات بدأ بالظهور بين ارجاء العالم المختلفه من خلال استخدام الاتصالات السلكيه وظهور جهاز البرق الصوتي "المورس"في العام 1837م ومنذاندلاع الحرب الاهليه في الولايات المتحده الامريكيه في نيسان/ابريل عام 1861م كانت خطوط التلغراف هدفاَ في غاية الاهميه للأطراف المتحاربه حيث كان عمال الاشاره يتداخلون على خطوط الاتصالات السلكيه من خلال توصيل هاتف على التوازي مع كل خط من هذه الخطوط لغرض التنصت الى المحادثات ولهذا السبب كان كل جانب يقطع الموصلات الخطيه عند عدم الحاجه اليها لكي لايتمكن الطرف الاخر من التداخل عليها ،ثم كانت بداية استخدام الاتصال اللاسلكي في العام 1888م مع الالماني "هرتزHertz " وفي منتصف العام 1897م تمكن "ماركونيGuglielmo Marconi " وهو المهندس المخترع الايطالي من تطوير جهاز لاسلكي يمكن استخدامه في البحر ثم استخدم اللاسلكي في اعمال الاتصالات في الساحه البحريه الاوربيه في عام 1901م ونتيجه كثرة استخدام اللاسلكي كان من الطبيعي ان تظهر الشوشره على الاتصالات اللاسلكيه هي في الحقيقه بالبدايه كانت شوشره طبيعيه بسبب كثرة استخدام الاجهزه اللاسلكيه وهو يعرف "بالتداخل البيني للموجات الكهرومغناطيسيه "عند اشعاعها بكثافه عاليه في مساحه محدده او في مناطق مغلقه مثل الممرات الجبليه ومن هنا بدأ التدريب على العمل في ظل الشوشره نتيجة الاستخدام اللاسلكي المكثف ثم بدأ الاستخدام المتعمد للشوشره من اجل اعاقة الاتصالات اللاسلكيه بين الوحدات العسكريه المعاديه من اجل ارباكها وشل سيطرتها على قواتها واسلحتها،وفي العام 1904م قصفت السفينتان اليابانيتان"كاسوجا ونيشين" القاعده البحريه الروسيه في ميناء "آرثر " وكان برفقتها سفينه صغيره من اجل تصحيح النيران باستخدام الراديو"اللاسلكي" وقد سمع احد عمال الاشاره الروس بالمصادفه تعليمات تصحيح النيران فاستخدم جهاز ارساله اللاسلكي في اعاقة الاتصال الياباني بالضغط على مفتاح الارسال على تردد الشبكه اليابانيه نفسها مماعطل بلاغات تصحيح النيران من ان تصل لمدفعية السفينتين مماادى الى عدم دقة النيران في اصابة اهدافها ولم ينتج عن هذا القصف البحري الا اصابات خفيفه.
في العام 1905م وخلال المعارك بين السفن اليابانيه والروسيه استخدمت السفن الروسيه الاسلوب نفسه ضد الشبكات اللاسلكيه اليابانيه وقد انعكس ذلك في ان السفن الروسيه استطاعت اخفاء اتصالاتها قدر الامكان عن طريق تقليل فترات استخدام اللاسلكي لأقل فترة ممكنه وبأقل فتره ممكنه وباقل قدرة اشعاع لاسلكي تحقق الاتصال المطلوب وكانت السفن الروسيه تتنصت وتراقب الارسال اللاسلكي الياباني ثم تشوش عليه اثناء القصف بهذا الاسلوب نفسه،وفي العام 1906م استطاع مكتب معدات البحريه الامريكيه من استحداث جهاز تحديد اتجاه اللاسلكي لخدمة الملاحه البحريه في البحر وهو مايعرف بأسم "المناره اللاسلكيه"لأرشاد السفن وتحديد موقعها وخطوط سيرها مماكان له الاثر الكبير في مجالات الحرب الالكترونيه فيما بعد.
مع بداية الحرب العالميه الاولى في آب/اغسطس 1914م قبل ان تدخل بريطانيا الحرب الى جانب بلجيكا وفرنسا ضد المانيا والنمسا مرت سفينتان حربيتان بريطانيتان بجوار السفن الالمانيه في بحر "المانش"ولم تحاولا الاشتباك مع السفن الالمانيه الا ان ادميرال الاسطول الالماني "ارنيست كينجErnest King "اوضح ان هاتين السفينتين البريطانيتين نفذتا عمليات التنصب اللاسلكي على الاتصالات اللاسلكيه للسفن الالمانيه وذلك عندما حاولتا التشويش على الاتصالات اللاسلكيه الالمانيه بهدف اختبار كفاعة اعمال الحرب الالكترونيه لديها في التداخل والشوشره اللاسلكيه على الشبكات اللاسلكيه الالمانيه،واثناء العمليات البحريه التاليه في الحرب العالميه الاولى كان التشويش على الاتصالات اللاسلكيه يستخدم من حين الى اخر ولكن وجد انه لكي تنفذ الشوشره على اي اتصال لاسلكي كان لابد ان تسبق عملية التنصت الامر الذي تبين منه في احيان كثيره اهمية المعلومات التي يتبادلها الجانب المعادي ومعرفة نواياه المستقبليه. من هنا ظهرت اهمية اعمال الاستطلاع اللاسلكي على شبكات العدو اللاسلكيه بهدف الحصول على المعلومات كما اصبحت الوحدات البحريه على درايه بان استخدام اللاسلكي اكثر مماينبغي يمكن ان يفصح عن حجم كبير من المعلومات المفيده للعدو وحتى مع استخدام الكود والشفره في الاتصالات اللاسلكيه،ولهذا السبب اكد القاده على اهمية بقاء الراديو اللاسلكي صامتاَ كلما امكن ذلك وتقليل تبادل الاشارات الى الحد الادنى عندما لايكون آمناَ، اي بمجرد ان تكون السفن الحربيه في مرمى بصر العدو،فكان لايسمح للقاده باستخدام الراديو اللاسلكي بحريه حتى لايلتقطه الجانب المعادي وكان يستعاض عنه في نحقيق الاتصال باستخدام الاشارات المرئيه التي تسمى "التأشير المنظور"،بعد ذلك ظهرت اهمية تحديد موقع المحطات اللاسلكيه المعاديه التي تدل على اماكن تمركز القوات المعاديه وبالتالي يمكن التنبوء المبكر بالتهديد وكذلك لتوجيه اعمال الشوشره ضدها بدرجة تركيز مناسبه في التوقيت المناسب ففي العام 1915م استغلت البحريه البريطانيه الفكره الامريكيه في انشاء جهاز تحديد اتجاه الاشعاع اللاسلكي الصادر من جهاز ارسال اي سفينه تستخدم الاتصال اللاسلكي وهي في عرض البحر والذي يمكن بأستقباله تحديد موقع هذه السفينه "نظام المناره اللاسلكيه"وعلى ضوء ذلك بدأت البحريه الملكيه البريطانيه بتركيب سلسلة من محطات تحديد الاتجاه اللاسلكي بطول الساحل الشرقي لانجلترا حيث امكنها تحديد موقع اي سفينه او طائره في بحر الشمال وعندما دخلت امريكا الصراع في نيسان/ابريل عام 1917م أنضم الاسطول الحربي الامريكي مع الاسطول البريطاني الذي كان يمتلك اجهزه لاسلكيه متقدمه وكانت بعض قطع الاسطول تحمل اجهزه تحديد اتجاه اثبتت كفاءه كبيره في تحديد مواقع السفن المعاديه التي كانت تتنصت على اتصالاتها اللاسلكيه وتحدد موقعها وتتبعها ثم تدمرها ومع تزايد الاهتمام بالاتصالات اللاسلكيه من الجو الى الارض من خلال ارسال تقرير الاستطلاع التكتيكي عن ارض المعركه او تصحيح نيران المدفعيه في اصابة اهدافها ولأهمية المعلومات المتبادله على هذه الشبكات كان غالباَ ماتشوش عليها لحرمان الجانب المعادي من الحصول على معلومات عن الاهداف المطلوب تدميرها وكذلك حرمانه من ان يصحح نيران المدفعيه واصابة الاهداف بدقه .
أجرت عدة دول تجارب على قيام الطائرات بتوجيه القنابل لاسلكياَ وفي الثلاثينات من القرن العشرين تطورت اجهزة الارسال بدرجة كبيره وانتجت اجهزة استقبال ذات حساسيه عاليه وهوائيات دقيقه التوجيه وهو ماأدى الى التفكير في التداخل اللاسلكي لأفشال اعمال التوجيه ،وفي هذا الوقت بدأت التطبيقات العمليه للظواهر المكتشفه في عام 1900م ،صدى الصوت اذ كان عندما يرفع الصوت ويسمع صدى في الاجابه يعرف ان الصوت وصل حائطاَ بعيداَ او حاجزاَ ولابد انه انعكس من المكان نفسه وهكذا بدأ تطبيق تحديد المكان لأي جسم متحرك مثل سفينه في البحر اذ يمكن تحديد مساحة تحركها في زمن محدد وحساب سرعتها ففي البدايه يحدد مكان الهدف المتحرك وتقيته في موقع ما ثم بعد فتره زمنيه محدده يعاد تحديد مكان الهدف وتوقيته في موقع أخر،وبحساب المسافه التي تحركها الهدف بين الموقعين الاول والثاني والزمن الذي استغرقه في قطع هذه المسافه وقد طبق العاملون في معمل ابحاث البحريه الامريكيه ذلك خلال تجارب اكتشاف الرادار عام 1922م وفي العام 1934م كان جهاز الرادار الامريكي قادراَ على اكتشاف الطائرات على مسافة 50 ميلاَ وفي هذه الفتره كان هناك عمل مشابه ينفذ في بريطانيا والمانيا وبحلول شهر حزيران/يونيو عام 1935م انتج اول رادار نبضي للبحريه البريطانيه يمكنه كشف الاهداف حتى مدى 17 ميل وفي اذار/مارس 1936م انتج جهاز مماثل معدل بمدى 75 ميل وهكذا تطور تصنيع الرادارات على الساحه الاوربيه وفي الولايات المتحده الامريكيه ، وفي كانون الاول/ديسمبر 1938م تمكنت الدول الاوربيه من انتاج رارارات ذات مدى كشف راداري 100ميل عن الطائرات المعاديه توفر زمن انذار لأكثر من نصف ساعه عن هجوم قاذفات القنابل المعاديه فضلاَ عن انتاج رادار بحري يوفر مدى كشف راداري 15 ميل عن القطع البحريه المعاديه،ومنذ اكتوبر 1935م كلف مسؤول عن البرنامج البريطاني لتطوير الرادار بدراسة امكانية التشويش على اجهزة الكشف الراداري اذ بدأت التجارب وامكن تحقيق نتائج ايجابيه في عام 1938م وفي عام 1939م كما بدأت في انجلترا دراسة امكانية تشغيل عمال الرادار على اجهزتهم في ظل قيام العدو باعمال الاعاقه والتشويش على الرادارات الانجليزيه ومع تزايد الانتصارات الالمانيه في فرنسا وهولندا وبلجيكا في العام 1940م والاجلاء السريع للقوات البريطانيه من الجزء الرئيسي في اوربا وتزايد امكان دخول الولايات المتحده الامريكيه الحرب الى جانب الحلفاء بدأت واشنطن في سريه تامه بتعبئة الهيئات العسكريه الصناعيه والعلميه وتنظيمها لخدمة الحرب الالكترونيه.
أما التطور الكبير الذي حدث بعد ذلك، هو أنه، بعد سقوط فرنسا، هرب العالم "موريس دولورينMaurice Dolorean" إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ومعه ثلاثة من زملائه الذين كانوا يعملون في نوع جديد من أجهزة تحديد الاتجاه ذات التردد العالي للبحرية الفرنسية، وباشرو العمل في مختبر الاتصالات اللاسلكية الفيدرالي في "أماجا نسيت" بولاية "لونـج أيلاند" Long Island، وسرعان ما قاموا بتشغيل نموذج متطور لتحديد الاتجاه اللاسلكي يعمل على الشواطئ، ثم طوروا جهازاً آخر للعمل بالسفن الحربية، دخل الخدمة في القوات البحرية بعد ذلك.
ومنذ أوائل كانون الاول/ديسمبر 1941م، وقبل دخول الولايات المتحدة الأمريكية الحرب مباشرة، أنتجت رادارات متقدمة ، وذلك بزيادة حيز تردداتها، ركبت فيما بعد، بالسفن الحربية، وحاملات الطائرات، والطرادات أدى إلى التغلب على أعمال الاستطلاع والإعاقة الرادارية.
وفي الوقت نفسه، كانت الإجراءات المضادة للرادارات تسير سيراً حسناً، مثل مستقبل التحذير الرادار"جهاز استقبال راداري، يركب في الطائرة أو في القطعة البحرية، يمكنه استقبال نبضات الرادار المعادي، فيعطي إنذاراً لقائد الطائرة او للقطع البحرية أنه أصبح مكَتَشفاً رادارياً، وعليه تنفيذ التدابير الإلكترونية لتجنب هذا الكشف." من الرادارات المعادية Radar Warning Receiver: RWR "، والذي تطوّر، بعد ذلك، الى جهاز اكثر تقنيه، والذي أقر في مختبر الطاقة الإشعاعية.
وهكذا، زاد التنافس بين القوات المتحاربة في المحيط الأطلسي والمحيط الهادي، مما ساعد على التطوير المستمر في معدات الحرب الإلكترونية وأعمالها، حتى وصلت إلى ما هي عليه الآن، في ظل التطور الهائل لتكنولوجيا الإلكترونيات.
واستمر الصراع الدائر للحصول على التكنولوجيا المتقدمة لإنشاء أحدث النظم الإلكترونية اللازمة للسيطرة وإدارة النيران، وللمعاونة في إدارة أعمال القتال. وكان يتبعها دائماً العمل الدائم في مراكز الأبحاث للوصول إلى أكثر المعدات الخاصة بالحرب الإلكترونية تعقيداً من وسائل للاستطلاع والإعاقة على هذه المعدات المتقدمة، التي يتم إنشاؤها. ثم يأتي دور اختبار هذه المعدات الجديدة في مجال الحرب الإلكترونية ليتم إنزالها إلى ساحة القتال، لمعرفة تأثيرها، ثم تجري أعمال التطوير مرة أخرى على ضوء ما يدرس من مزاياها وعيوبها. ظهر ذلك واضحاً في حروب ما بعد الحرب العالمية الثانية: "كوريا ـ فيتنام ـ حرب 1967م ـ حرب 1973 م ـ حرب الفوكلاند ـ سهل البقاع ـ خليج سرت ـ ثم حرب البلقان.
للحرب الإلكترونية العديد من التعريفات العلمية، إلا أنها بالدرجة الأولى تتوقف على طبيعة الاستخدام القتالي ومفهومه المطلوب تحقيقهما في العمليات الحربية الحديثة التي تتنوع فيها النظم والوسائل الإلكترونية المتطورة لأسلحة القتال؛ تلك الأهداف المطلوبه من الحرب الإلكترونية أن تتعامل معها، وتؤثر على فاعليتها، بهدف حرمانها من أداء مهامها الوظيفية بكفاءة، وبالتالي تهيئة الظروف المناسبة للقوات الصديقة من العمل في بيئة إلكترونية مناسبة تسمح بتنفيذ المهام المطلوبة بكفاءة ودقة عاليتين، وفي الزمان والمكان المناسبين.
وبتعريف اكثر شمولاَ فان الحرب الالكترونيه هي مجموعة الإجراءات الإلكترونية المتضمنة استخدام بعض النظم والوسائل الإلكترونية الصديقة في استطلاع الإشعاع الكهرومغناطيسي الصادر من نظم، العدو ووسائله ومعداته الإلكترونية المختلفة مع الاستخدام المتعمد للطاقة الكهرومغناطيسية في التأثير على هذه النظم والوسائل؛ لمنع العدو، أو حرمانه، أو تقليل استغلاله للمجال الكهرومغناطيسي، فضلاً عن حماية الموجات الكهرومغناطيسية الصادرة من النظم والوسائل الإلكترونية الصديقة من استطلاع العدو لها، أو التأثير عليها.
انطلاقاً من هذا الفكر في تعريف الحرب الإلكترونية، فإن مفهوم الحرب الإلكترونية هو: مجموعة الإجراءات التي تنفذ بهدف الاستطلاع الإلكتروني للنظم والوسائل الإلكترونية المعادية، وإخلال عمل هذه النظم والوسائل الإلكترونية، ومقاومة الاستطلاع الإلكتروني المعادي، وتحقيق استقرار عمل النظم الإلكترونية الصديقة تحت ظروف استخدام العدو أعمال الاستطلاع، والإعاقة الإلكترونية.
وبالعوده الى موضوع الاستراتيجيه الامريكيه الجديده فقد توقع الخبراء في مجال الإنترنت أن أي اعتداء عسكري أو إرهابي قد يحدث ضد الولايات المتحدة الأمريكية في حال وقوعه، لن يكون باستخدام طائرات أو متفجرات كما حدث في 11 سبتمبر أو حتى انتهاك للحدود الأمريكية، بل سيكون هجوما في الفضاء الإلكتروني يشنه قراصنة الكمبيوتر، بحيث يكون قادرا على تدمير الاقتصاد والبنية التحتية الأمريكية بنفس القوة التي قد يتسبب بها تفجير مدمر.
ونتيجة لذلك بدأت الولايات المتحدة في استخدام هذا السلاح للهجوم والحمايه وفي نفس الوقت يعكف الخبراء في وزارة الدفاع الأمريكية – البنتاجون- حاليا على تطوير قدرات الإنترنت لشن هجوم على أنظمة الحاسبات التابعة للدول الأخرى، وذكرت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" أن بعض المسؤولين العسكريين رفيعي المستوى يدفعون البنتاجون للمضي في الهجوم الإلكتروني عبر تطوير قدرات الإنترنت لشن هجوم على أنظمة الدول الأخرى الإلكترونية بدلا من التركيز على الدفاع عن الأمن الإلكتروني الأمريكي فقط.
وحسب اقتراحات العسكريين الذين أثاروا جدلا واسعا سيكتسب العسكريون معرفة طريقة الاستيلاء على طائرات العدو من دون طيار وشل قدرة طائرات العدو الحربية أثناء القتال، وقطع الكهرباء في وقت محدد عن بعض المواقع الاستراتيجية. وأشارت الصحيفة إلى أن توسيع نطاق القدرات الهجومية عبر الإنترنت سيمثل تغيرا هاما للجيش ولا سيما أن المسؤولين الأمريكيين ترددوا لسنوات طويلة في عسكرة ما ينظر إليه على نطاق دولي بأنه وسيلة للتجارة والاتصالات، ولكن الاستراتيجية العسكرية الأمريكية لعمليات الإنترنت التي رفع عنها السرية العام الماضي، أثارت نقاشاً في البنتاجون مجددا وأعطت الجيش الضوء الأخضر للدفع نحو توسيع القدرات الإلكترونية. ونقلت الصحيفة عن وزير القوات الجوية السابق مايكل وين قوله: «مع مرور الوقت سيكون عالم الإنترنت جزءا هاما من تكتيكات الحروب».
وحاولت الولايات المتحدة تجنب الوقوع في الأخطاء التي سبقت أحداث 11 سبتمبر، وأطلقت موقعاً جديدا خاص بعالم العمليات السرية والتجسس، وهو عبارة شبكة اجتماعية للمحللين العاملين في 16 هيئة استخباراتية أمريكية، ويطلق على هذا الموقع اسم "إيه سبيسA Space"، وهو على غرار الشبكات الاجتماعية الأخرى مثل "فايس بوك" و"ماي سبيس"، إلا أنه يختلف في أن مشتركيه من نوع خاص.
ويهدف هذا الموقع الاجتماعي لعالم الجاسوسية إلى حماية الولايات المتحدة الأمريكية من خلال تقييم المعلومات المتاحة لوكالات التجسس الوطنية ككل، لأن عدم توافر المعلومات والبيانات المهمة يمكن أن تكون له انعكاساته المدمرة، مثلما حدث من إهمال لإحدى المعلومات والبيانات المهمة حيث قام أحد عملاء الـ "أف بي آي" بإرسال بريد إلكتروني قبل هجمات 11 سبتمبر، يحذر من وجود أشخاص يتدربون على الطيران ولكنهم لا يتعلمون الهبوط بها، إلا أنها لم تؤخذ جديا لعدم وجود ترابط ما بين وكالات الاستخبارات، وهو ما سيتيحه الموقع الجديد. وكذلك سوف يتيح الموقع تشكيل صداقات كما هوالحال في المواقع الاجتماعية الأخرى مثل "فيس بوك"وغيره، ولكن لا يمكن لأي شخص خارج دوائر الاستخبارات أن يصبح عضوا فيه لأنه عالم سري.
فمحللو وكالة الاستخبارات الأمريكية "سي آي إيه"يمكنهم استخدام موقع "إيه سبيس A Space" الذي أطلق للخدمة رسميا في شهر سبتمبر العام الماضي، لمشاركة المعلومات والآراء حول تحركات القاعدة ومنظماتها المتفرعة عنها في العالم أو تحركات القطع البحرية الروسية ومناوراتها في البحر الأسود.
ويقول "مايكل ويرتايمر"، الوكيل المساعد لمدير قسم التحليل في وكالة الأمن القومي: "إنه موقع للالتقاء وليس للجواسيس فقط، إنه لتبادل المعلومات التي لم يمكن بإمكانهم أن يشاركوا بها من قبل، وسيتيح لهم الموقع للمرة الأولى فرصة التفكير بصوت عال وبشكل علني ولكن بين نظرائهم تحت مظلة - أيه سبيس A Space)".
وردا على كيفية تنظيم العملية أوضح ويرتايمر قائلا: "لقد قمنا بتطوير آلية للتحذير من مثل ذلك السلوك، ونطلق عليه اسم ماستر كارد لعدم وجود بديل، حيث يمكن لشخص ما أن يستخدم بطاقة الائتمان بطريقة لم يستخدموها من قبل على سبيل المثال، وبالتالي فهي تحذر من أن تلك البطاقة قد تعرضت للسرقة وبالمثل قمنا بتطوير نمط سلوكي خاص بأعضاء موقع إيه سبيسA Space ".
ومعظم التقارير الحقيقية التي تصف بدقة التطور النوعي والتدميري للأسلحة الإلكترونية الدفاعية والهجومية، تبقى محفوظة في ملف مختوم بختم سري للغاية في أدراج مكاتب البنتاجون. ولكن الحقيقة الأهم هو أن العديد من المؤشرات الموضوعية تكشف عن مسألة أكثر إيلاما، وهي أن دولة واحدة في الشرق الأوسط حصلت بالفعل على عدد ليس بالقليل من أسرار السلاح الإلكتروني بموجب اتفاقيات دولية للتعاون بين أجهزة المخابرات، وبموجب تحالف عسكري غير مسبوق تشهده أرض الواقع.
وقد أفلت تصريح من لسان "بيري ميلتون" نائب رئيس شركة "اينمارست" المتخصصة في مجال إنتاج وتطوير الأقمار الصناعية في الولايات المتحدة، يلوح فيه إلى أن دولة واحدة فقط في الشرق الأوسط حصلت على برنامج نظام الاتصال الأمني البديل، وأن هذه الدولة أيضا من نظم المراقبة والتحديد الدولي.
لم تعد عمليات القرصنه الإلكترونية مجرد عمليات عشوائية تتم بدافع الفضول، بل أصبحت جريمة منظمة ومتخصصة تعتمد على أحدث الوسائل والطرق للدخول إلى الأنظمة الإلكترونية وسرقة محتوياتها مثلما حدث في الولايات المتحدة عندما تعطلت أجهزة الكمبيوتر بمكتب وزير الدفاع الأمريكي. والأعوام القادمة ستشهد مزيدا من عمليات القرصنة الإلكترونية التي تمهد لاشتعال سباق حربي إلكتروني حول من يتزعم هذا المجال ومن يكون الرائد فيه، وكل المعطيات تشير إلى بداية حرب باردة إلكترونية بين الولايات المتحدة والصين.. فمن سيتقدم على الآخر في عالم الكمبيوتر.
اعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية "فنغ يان شنغFeng Yan Cheng " عن إنشاء وزارة الدفاع الصينية لـ "الجيش الأزرقChinas Blue Army"، وهى إدارة خاصة بجيش التحرير الشعبي الصيني، من أجل حماية الفضاء الإلكتروني الخاص بالجيش على شبكة الإنترنت، والعمل على زيارة مستوى أمن شبكة القوات المسلحة الصينية اهتماما بالغا وأصبحت موضوعا ساخنا للمناقشة بين المشجعين والخبرات العسكريين.
منذ ظهور "الحرب الالكترونيه او حرب المعلومات" اختلف الكثيرون في تعريف هذا المصطلح الجديد الذي دخل على قاموس تكنولوجيا المعلومات في عصرنا الحديث.لكن المتفق عليه من طرف معظم المختصين والخبراء هو أن " حرب المعلومات" هي أعمال تقوم بها بلد تحاول من خلالها اختراق أجهزة الكمبيوتر والشبكات التابعة لبلد آخر بهدف تعطيلها أو تحقيق أضرار بالغة.وقد بدأت بعض البلدان تعزيز تكنولوجيا المعلومات خاصة في عسكرة فضاء الانترنيت.
وفي الواقع فإن جيوش حماية المواقع الالكترونية قد أنشئت منذ زمن،وفي العصر الحديث،تحرص بلدان كثيرة على تعزيز تكنولوجيا المعلومات خاصة في عسكرة فضاء الانترنت. في حرب الخليج عام 1991م، دمرت الولايات المتحدة الأمريكية نظام الدفاع الجوي العراقي من خلال إطلاق فيروسات الكمبيوتر،كما لعبت شبكات القوات الأمريكية دورا هاما أيضا في حرب كوسوفو والحرب على العراق. إلى جانب الولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا واليابان والهند وغيرها من البلدان،أنشأت الصين فريق من " الجيش الأزرق " لحماية فضائها الالكتروني الخاص.
اعتاد الغرب تسمية الجيوش الخاصة بهجوم شبكات الانترنيت بـ " الجانب الأحمر". وإن تسمية وزارة الدفاع الصينية لإدارتها الخاصة بحماية شبكاتها للانترنيت “الجيش الأزرق" ليس لها دلالات خاصة. ويعتقد "تنغ جيا جون" زميل في المعهد الصيني للدراسات الدولية أنه لا ينبغي المبالغة في مناقشة معنى ومغزى إطلاق تسمية الجيش الصيني لحماية الشبكات الانترنيت بـاللون الأزرق، وفي المناورات العسكرية غالبا ما يشار إلى الجانبين في المواجهة باسم " الأحمر "و " الأزرق"،وإن اللونين لا يمثلان معنى محددا، بل مجرد شعار يستخدم للتمييز بين الجانبين.
قال الأمين العام للجمعية الصينية للعلوم العسكرية اللواء "لو يوان" إن " الجيش الأزرق" هو عبارة عن عناصر من قوات الجيش تقوم بتدريبات لتكون جاهزة لتنفيذ جميع تدابير الوقاية واستجابة لاي هجوم على شبكاتها الالكترونية. وقالت "لي لي" الخبيرة العسكرية في جامعة الدفاع الوطني الصينية، أن وحدات حماية الفضاء الإلكتروني الخاص بالمؤسسات العسكرية الصينية على شبكة الإنترنت في مرحلة المهد حاليا مقارنة مع البلدان الغربية. كما يمكننا القول بأن "الجيش الأزرق"ليس من قوات منظمة وكبيرة الحجم، بل هي من التدريبات مكافحة الهجوم على الانترنت.
يعتقد "تنغ جيا جون" أنه ليس هناك مجال للمقارنة بين " الجيش الأزرق" و" هاكر"، لان " الجيش الأزرق " الصيني يختلف تماما من حيث أهدافه و جوهره عن "هاكر". أولا، من ناحية الشرعية، يعتبر " الجيش الأزرق" شبكة وضعتها السلطات الصينية، وهو قانوني وشرعي، في حين أن "هاكر" هم مجموعة من المبرمجين الذين يتحدوا الأنظمة المختلفة ويحاولوا اقتحامها، وهذا العمل غير قانوني وغير شرعي. ثانيا، من ناحية القصد، أنشئ " الجيش الأزرق" من أجل حماية الفضاء الإلكتروني الخاص بالجيش الصيني على شبكة الإنترنت، في حين أن " هاكر" تقوم بالهجوم على المواقع الانترنيت بشكل عشوائي والقيام بعمليات إجرامية تخريبية لمسح المعلومات.
لقد أعربت العديد من الرسائل المشجعة للجيوش على مدى دعمهم لإنشاء الصين لـ " الجيش الأزرق". وقال أحد مشجعي الجيش في رسالة نشرها على موقع " جمهور اونلان" الصيني أن الحرب الحديثة هي حرب المعلومات والانترنيت، والحرب لم تعد فقط في ساحة المعركة، وتقوية شبكة الدفاع الوطني من متطلبات الأمن القومي الجديدة ، وينبغي زيادة الاهتمام بشبكة الدفاع. وقال مشجع عسكري آخر،أن الصين تحتاج إلى استعدادات بالرغم من أنها لا تريد القتال.
ان مقولة " معرفة أنفسنا ومعرفة العدو يعني الانتصار الكامل" من القوانين الحربية المشاعة في ساحة المعركة. وفي ظل التطور السريع في مجال تكنولوجيا المعلومات اليوم، تحتاج الصين إلى الدفاع عن أمن شبكاتها المعلوماتية وذلك باعتمادها على " الجيش الأزرق" بوجه التحديد .
وفي هذا الصدد، تعتقد "لي لي" أن إنشاء الصين لـ" الجيش الأزرق" ضروري جدا وذو مغزى.ومع ذلك، فإن مقارنته مع الشبكات الغربية، لا تزال تقابل " الجيش الأزرق" مشاكل عديدة، مثل مفهوم الحرب الالكترونية الصينية، وظائف ومهمة ولوائح جيش الحرب الالكترونية، كلها تحتاج الى التكامل، كما تنتظر مرافق الحرب الالكترونية والتشريعات الدولية الخاصة بها للمزيد من التحسن.
وقال" تنغ جيا جون" إن إنشاء الصين لـ " الجيش الأزرق " أصبح ضروره تاريخية مثل إنشاء الجيش والقوة البحرية من قبل والسبب بسيط، فنحن نعيش في مجتمع المعلومات ومن الضروري التكيف مع البيئة في حقبة الحرب الجديدة. ولـ " الجيش الأزرق" أهمية إستراتيجية كبيرة سواء على الصعيد الوطني أو على مستوى الحرب، والتنمية الاقتصادية أو الاستقرار الاجتماعي. كما يعتقد "تنغ جيا جون" أيضا أن " الجيش الأزرق" سوف يقدم مساهمات كبيرة في الحفاظ على الأمن القومي.، فالولايات المتده التي تعتقد مبدأ الحق مع القوه Might Is Rightوالعالم لامكان فيه للضعفاء هكذا بدأ تاريخ " الشمال " في " العالم الجديد " ، كما صوره "نعوم شومسكي "في كتابه " ايديولوجيا واقتصاد " ،وفي العام 1754 م، وصف "بنيامين فرانكلين "الناطق الرسمي البارز باسم التنوير، وصف " أب الأمة " بأنه الرجل الذي يطرد السكان الأصليين كي يفسح المكان لأمته وأعطى جورج واشنطن الدرس نفسه لقبائل" الايروكواس" ، عندما كلف جيشه بتدمير مجتمعها وحضارتها ، وهما مجتمع وحضارة متقدمان نسبيا بمقاييس عام 1779م . لم تشهد القرون المتعاقبة ، إلا نادرا أن ينظر إلى مثل هذا النفاق والجبن الأخلاقي الواضح ، بمنظار الإعجاب والاحترام .وفي عام 1789م، وصف" توماس جفرسون" ، ما سماه " اتحادنا " ، بأنه المنطلق لإعمار كل أمريكا ، الشمالية منها والجنوبية . وقال إنه لأمر حسن أن تبقى القارة بيد العرش الإسباني ، إلى أن يصبح " مجتمعنا قويا بما يكفي ليتمكن من التهام القارة قطعةً قطعة " ،أما "جون كيتري آدامز"، مهندس الفكرة التي قادت إلى وضع "مبدأ مونرو" فقد وصف " الدومينيون " على أنه قارة أمريكا الشمالية وقد أوضح فكرته بقوله : هذا هو قانون الطبيعة وقد جرى تطبيق هذا " القانون " تطبيقا واسعا جدا . فقد استخدمه" آدامز" من جديد في القضية المتعلقة بالجهود التي بذلتها الصين لمنع توريد الأفيون إلى بلادها ، انطلاقا من الهند وقد أدى فشل هذه الجهود إلى اندلاع حرب الأفيون واستخدمت بريطانيا العنف لتقضي على المقاومة التي أبدتها الصين ، باسم المبادئ السامية للتجارة الحرة . كانت المقاومة الصينية قد منعت الإمبراطورية البريطانية من الوصول إلى الأسواق الصينية عن طريق منع توريد منتجها الرئيسي الذي قدمته للصين ، وهو الأفيون . ووصف "آدامز " محاولات الصين لمنع توريد الأفيون ، بأنه عمل ضد القانون الطبيعي . وفي فترة أقرب إلينا ، حدد "وودرو ويلسون " واجبنا الخاص " تجاه كل شعب مستعمر ، وهو " أن نعيد لهذا الشعب النظام والسيادة ". و" ندربه على القانون والتعود عليه وإطاعته " هذا يعني من الناحية العلمية الخضوع لـ " حقنا " في سرقة هذا الشعب واستغلاله وشرح "ويلسون" باختصار الدور الذي تلعبه القوة الأمريكية في هذا المشروع قائلا : " انطلاقا من حقيقة أن التجارة ، ليس لها حدود قومية ، وانطلاقا من أن الصناعي يريد امتلاك العالم من أجل الأسواق ، فان على علم بلاده أن يتبعه أينما ذهب ، وعلى الأبواب المغلقة للأمم الأخرى أن تخلع ، وعلى وزراء الولايات المتحدة أن يحموا امتيازات أصحاب رؤوس الأموال ، حتى ولو أدى ذلك إلى انتهاك سيادة الأمم الأخرى المتمردة يجب خلق المستعمرات أو الحصول عليها ، بحيث لا نهمل أو نتغاضى عن أصغر زاوية في العالم " . هذه العبارات الصادقة بسبب صراحتها ، تحمل دلالة حقيقية للمثل الأعلى " للولسنية - نسبة الى ويلسون " ، في الحرية وتقرير المصير . وهو مثل غالبا ما يورده المثقفون الغربيون عاريا دون تزويق وهنا الفارق كبير بين الصين التي حاربت الغرب من اجل الحماية من مخاطر الافيون وبين الصين اليوم التي يحاول وريث امبراطورية الغرب المتهالكه الى العوده اليها بأفيون جديد اسمه الالكترون .
التعليقات (0)