مواضيع اليوم

سئلة للنصارى

فارس ماجدي

2010-02-08 07:23:00

0

 أريد أن أتلمس أشياء كثيرة . أن أغرق في متاهات النصوص واشاراتها وتأويلاتها وذروة تأثيراتها البالغة أريد أن أقبض على حقيقة النص من خلال تفسيره او تفكيكه أو تأويله . وأنا اعلم تماما أن النص يشكل حيزا للإختلاف وساحة للتباين وحقلا للتعارضات مما يدخلنا في حيز المعنى الملتبس .
هل يقول النص أي نص الحقيقة بقدر ما هو جزء منها او مستوى من مستوياتها ؟ ولكن اليس النص يسبق الحقيقة وبالتالي هو يصوغها وفق منطقه اللغوي ؟ ألا تختلف قراءة النص باختلاف المعنى نفسه أو بالصور التي يتجلى بها المعنى ؟ إن النص الديني يكرس عموم المعنى الحرفي ، ونحن نسعى دائما الى خلخلته. من خلال استنطاق جدله الباطن والكشف عن ظلال المعاني التي حجبها ويعمل على حجبها باستمرار .
لا أريد أن أجركم الى تلك الذرى التي ارتقيتها والقمم التي علوتها فذلك مما لا أحسنه ولا أريده ولكني أرمي إليكم بهذه الأسئلة التي استقيتها من نصكم علي القى جوابا شافيا فهذا النص يقول الشيء ونقيضه . فكيف نقبض على حقيقته ؟ .........
لماذا يتّكئ يوحنا بن زبدي وهو كاتب أحد الأناجيل القانونيّة ، على حضن المسيح وكان جميلا وناعمًا. ناهيك عن الإشارة إليه بأنّه الَّذِي يُحِبُّهُ يَسُوعُ ؟ !!
(وَكَانَ التِّلْمِيذُ الَّذِي يُحِبُّهُ يَسُوعُ مُتَّكِئاً عَلَى حِضْنِهِ) [يوحنّا . 13 : 23] . وحضن الرجل هو ما بين فخذيه .
. ما الحكمة من أن يخلع المسيح ثيابه في ليلته الأخيرة ، ويئتزر بمنشفة ، ثمّ يغسل أقدام تلامذته وينشّفها بذات المنشفة التي كانت قد ائتزر بها ، و هذا يعني أنّه تعرّى تماما . :
(نَهَضَ عَنْ مَائِدَةِ الْعَشَاءِ، وَخَلَعَ رِدَاءَهُ وَأَخَذَ مِنْشَفَةً لَفَّهَا عَلَى وَسَطِهِ، ثُمَّ صَبَّ مَاءً فِي وِعَاءٍ لِلْغَسْلِ، وَبَدَأَ يَغْسِلُ أَقْدَامَ التَّلاَمِيذِ وَيَمْسَحُهَا بِالْمِنْشَفَةِ الَّتِي عَلَى وَسَطِهِ) [ يوحنّا . 13 : 4 - 5] .
. لماذا ينزعج المسيحيّون الشرقيّون و الكاثوليك من الجدل حول بتوليّة مريم ؟ ولماذا يختلقون امرأة أخرى اسمها مريم أيضًا ويجعلونها أختًا لـ مريم الأولى و خالةً لـ المسيح .؟. كلّ هذا كي يثبتوا أنّها لم تتزوج وتنجب ؟
(أَلَيْسَ هُوَ ابْنَ النَّجَّارِ؟ أَلَيْسَتْ أُمُّهُ تُدْعَى مَرْيَمَ وَإِخْوَتُهُ يَعْقُوبَ وَيُوسُفَ وَسِمْعَانَ وَيَهُوذَا؟ أَوَ لَيْسَتْ أَخَوَاتُهُ جَمِيعاً عِنْدَنَا؟ فَمِنْ أَيْنَ لَهُ هَذِهِ كُلُّهَا؟) [متّى . 13 : 55 - 56] .
(فَقَالَ لَهُ وَاحِدٌ مِنَ الْحَاضِرِينَ: هَا إِنَّ أُمَّكَ وَإِخْوَتَكَ وَاقِفُونَ خَارِجاً يَطْلُبُونَ أَنْ يُكَلِّمُوكَ) [متّى . 12 : 47] .
(أَلَيْسَ هَذَا هُوَ النَّجَّارَ ابْنَ مَرْيَمَ، وَأَخَا يَعْقُوبَ وَيُوسِي وَيَهُوذَا وَسِمْعَانَ؟ أَوَلَيْسَتْ أَخَوَاتُهُ عِنْدَنَا هُنَا؟) [مرقس . 6 : 3] .
(وَكَانَ قَدْ جَلَسَ حَوْلَهُ جَمْعٌ كَبِيرٌ، فَقَالُوا لَهُ: هَا إِنَّ أُمَّكَ وَإِخْوَتَكَ فِي الْخَارِجِ يَطْلُبُونَكَ) [مرقس . 3 : 32] .
(فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ أُمَّكَ وَإِخْوَتَكَ وَاقِفُونَ خَارِجاً، يُرِيدُونَ أَنْ يَرَوْكَ) [لوقا . 8 : 20] .
. بخصوص عذراويّة مريم فلنتحدّث بعجالة عن ولادة لمسيح العجيبة الغريبة . نحن نعتقد بأنّ الناس في الجليل كانوا معتادين على خرافة حبل و ولادة عذراويّة من هذا القبيل ، و إلاّ كيف استساغوا بقاءه ثلاثين عامًا دون أيّ خوارق ، واكتفوا برؤيته نجّارًا أو يذهب مع أبيه إلى المعبد من أجل الصّلاة والعبادة والتراتيل .. ؟!
وإن لم يكن أحدهم عرف بأنّه وُلِد عذراويًّا – وهو الأكيد لأنّ القصّة ملفّقة – فما نفع القول بتلك الخرافة بعد قرابة قرنٍ دون أدلّة .. ؟!
لماذا لم يأخذ المسحيون بأنجيل الطفولة وهم يعرفون كيف تم تداوله ومتى وأين وجد ومن كتبه ولماذا كتبه؟
ألوجود الخوارق العجيبة للطفل في مصر والجليل وغيرها ؟
لماذا سكتت الأناجيل عن الحديث عن طفولة الرب ؟ والتي هي مرحلة مهمة تماما في الكشف عن تاريخية هذا الرب ؟
لماذا سكتت الأناجيل تماما عن تاريخ مريم ؟ قبل ولادة الرب ؟ اي تلك المرحلة التي كانت فيها كاهنة معبد ؟ ونحن وهم يعلمون ما هو الدور المناط بكاهنات المعابد في تلك الفترة ؟
وما هو دور آلهة الخصب التي كانت تفتح رجليها لكل رجل لتباركه في مرحلة المجتمع الأمومي ؟

. ما جدوى عملية الصّلب بكلّ محمولاتها الإنسانيّة و العاطفيّة للبشرية ، ماذا استفاد البشر من حادثة الصلب ؟
و إذا كان المصلوب صاحب مشيئة قادرة على الاختيار و ربّما التحكّم بالألم كأن يكون إلهًا ! أو أنّه يعلم ما سيكون خلال المرحلة القادمة الا ينتفي عنصر الامتحان والصبر والشّك ؟
. إنّ هذا التمكّن المريب من الغيب يزيد الأمر اعوججا. فما جدوى الحديث عن الطبيعتين أصلاً اللاّهوت و النّاسوت ؟ ما فائدة ذلك للبشرية ؟ وكيف حل اللاهوت في الناسوت ؟ من اخبركم ذلك ؟ هل قال الرب لتلاميذه إن اللاهوت حل في الناسوت ؟
وما نفع المسيح إن لم يكن إنسانًا مثل بقيّة البشر يمكن أن يمثّل نموذجًا يحتذى ؟
(وَكَانَ الْمَارَّةُ يَشْتُمُونَهُ، وَهُمْ يَهُزُّونَ رُؤُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ : يَاهَادِمَ الْهَيْكَلِ وَبَانِيَهُ فِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ، خَلِّصْ نَفْسَكَ! إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَانْزِلْ عَنِ الصَّلِيبِ . وَسَخِرَ مِنْهُ أَيْضاً رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةُ وَالشُّيُوخُ، قَائِلِينَ: خَلَّصَ غَيْرَهُ؛ أَمَّا نَفْسَهُ فَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يُخَلِّصَ ! أَهُوَ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ؟ فَلْيَنْزِلِ الآنَ عَنِ الصَّلِيبِ فَنُؤْمِنَ بِهِ !) [متّى . 27 : 39 - 42] .
أظنّ بأنّه تحدٍ منطقيّ ولا يثير استغرابًا . ولو نزل (المسيح) عن الصّليب لآمنّا به جميعًا و انتهى الأمر وصدقنا بالمسيح الرب .
ولكنه ويالأسف لم ينزل عن الخشبة الى أن مات ثم بدأنا نتحدث عن عقدية الفداء للتكفير عن خطيئة آدم .
ولماذا ظل في القبر ثلاثة أيام ؟ ما هي الحكمة من ذلك ؟ ألا اخبرتمونا عن سر الرقم ثلاثة أم نخبركم نحن ؟

لماذا احتاجت المسيحيّة إلى قرابة نصف قرن لتبدأ في تدوين الاناجيل ؟ . واحتاجت إلى قرابة أربعة قرون كي تشذّب الأسفار وترتّبها وتضيف وتحذف وتعتمد وتلغي بالشكل الذي وصلت إلينا به اليست هذه الفترة كافية للتلاعب والزيادة والنقصان؟
ثم لماذا هذا الانقسام في مجمع نيقة الأول حول طبيعة المسيح ؟
. ثمّ الانشقاق الكبير الذي أعقب (مجمع خلقدونية) في منتصف القرن الخامس الميلادي والذي أدّى إلى انفصال الكنائس الشرقيّة عن هيمنة (روما) . ناهيك عن الانشقاق الأهم وهو ولادة المذهب اللوثري البروتستانتي على يد (مارتن لوثر) ؟

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !