سؤال الوجود
هي أسئلة حادة أسئلة جارحة للعقل مهلكة للنفس قاتلة للروح . وأنا أمرؤ لا تفاجؤه الأسئلة ولا تهدي اليه جديدا منها حيث كل الأسئلة تعيش في داخلي إنها بعض وجودي وبعض أسئلتي باهظة الآلالم والأحزان.. الأسئلة هي أخلاقي وكلماتي ،هي الباحثة عن المعاني وهي المعاني نفسها .. هي قراءاتي هي تفاسيري.
أنا لست إنسان يسأل أو إنسانا مريضا بالسؤال، ولكني سؤالا يسكن إنسان، ويعذب إنسان، ويقتل إنسان .. أنا لست سؤالا كونيا بل أكثر من ذلك عذابا وألما .. حيث الكون يتحول الى أسئلة لتعاقبني وتعيش بغربة ووحشة في عقلي ومشاعري وأخلاقي وكلماتي وافكاري واحلامي .. ثم أنه ليس الكون والوجود هو الذي يتحول الى أسئلة تعاقبني بل إنه لعذاب فوق كل احتمال أن تواجه الموجود متحولا الى أسئلة .. فكيف نواجه الموجود وغير الموجود عندما يتحولان الى أسئلة .. إن غير الموجود يتحول مثل الموجود الى أسئلة جارحة، ثم أن ذاتي تتحول الى مرجل هائل يغلي بالأسئلة، يصنع الأسئلة يصوغها يغريها، يدعوها يرحب بها، يبحث عنها يطلقها .. يتحول كل شيء داخلها الى سؤال وكل سؤال يتحول الى حزن، وكل حزن يتحول الى عذاب وألم ... كل شيء وأي شيء وما ليس شيئا، يتحول الى سؤال، الى صيغ وأساليب من الأسئلة .
حتى التساؤل إنه يتحول في وجودي الى تساؤل، انا أسأل وأحول كل شيء وما ليس بشيء الى أسئلة، ثم أحول الأسئلة الى أسئلة .. أنا أسأل ثم أسأل لماذا أسأل .. من فرض علي أن أسأل، من يلقي داخل ذاتي السئلة .. ولماذا يلقيها؟ وماذا يريد حين أسأل؟ .. وهل أنا أسأل .. وماذا يعني أن اسأل وماذا يعني ان يكون الإنسان سائلا ؟.. وماذا يعني أن تكون الأشياء مسؤلة أو مسؤلا عنها؟ ولماذا تجيء كذلك لماذا لا تجيء صامتة ... لماذ ايسأل البعض والأكثرون صامتون ..؟ هكذا بلا راحة ولا اقتناع ولا جواب حيث كل جواب يتحول الى مسيرة لا نهاية لها من الأسئلة .... إن التفسير يحتاج الى تفسير وإن الإقتناع يحتاج الى إقتناع؟ وأن رؤية الشيء تحتاج الى إقناع لماذا هو ذاته ولماذا ذاته هي ذاته ؟
سؤال الوجود .. سؤال بلا جواب وسيظل بلا جواب .. حيث أنه لا جواب له في فم الأنسان أو في عقله وفكره .. ولا جواب له من الوجود الى الإنسان أو من الأنسان الى الإنسان الى الوجود أو من الوجود الى الوجود .
لقد اصبح الإنسان والوجود وكل الأشياء سؤالا دائما ، سؤلا لا يمكن أن يكون له ثمة جواب ولا يوجد من يوجه اليه السؤال وينتظر منه الجواب ..
من الذي يمكن أن يطرح السؤال من الذي يلقيه وعلى من يلقى ولماذا يلقى السؤال ؟ كل شيء مع الشيء الآخر يصبح سؤالا بلا جواب . الكون مع الإنسان، والإنسان مع الكون سؤلان لا جواب لهما ، والإنسان والكون معا سؤال كبير حائر.. لا أمل في جوابه أو في أن يوجد من يوجه له السؤال بهذا الحجم بهذا المدى أو الكارثة .
لقد كان كل شيء صامتا . كانت الآله والعقائد الرهيبة تقف فوق كل شيء لتحوله الى صمت . أو الى جواب فيه كل معاني الصمت ورهبته، ثم اصبح كل شيء سؤالا، ولكنه سؤال ينتهي الى صمت ... وأيهما أقسى أن تظل الأشياء صامته، أم تتحول الى اسئلة ليظل الجواب صامتا ؟. ما هو هذا الوجود .. ما معناه . ما معنى أن يكون موجودا ولماذا عليه أن يكون موجودا .. وهل هو موجودا لأنه وجد أم هو وجد لأنه موجود ؟ هل وجوده جاء لغاية ؟.. ما هي إذن هذه الغاية ..؟ ولماذا كانت الغاية هي غاية متعلقة بوجوده؟ أي كونه موجد فله غاية . من الذي حدد الغاية للوجود وهل كانت غاية وجوده أن يوجد .. ؟ومع كونه وجود صامت هل يعرف تلك الغاية ..؟ وذا كان لا يعرف تلك الغاية فلماذا جاء وما قيمة أنه جاء على هذا النحو الذي جاء عليه؟ ولماذا لم يأتي على نحو مغاير ..؟ هل لو جاء على نحو مغاير لكان مغايرا في كونه مغاير ؟ ثم كيف جاء هذا الكون ؟ ما الدليل على أنه جاء في لحظة؟ ولماذا جاء في لحظة ؟وكيف جاء في لحظة ؟ ما هي الإرادة التي أخرجته في تلك اللحظة؟ ولماذا أخرجته في تلك اللحظة دون سواها هي طرأ طارئ على تلك الإرادة بعد أن لم تكن؟ هل تغيرت الإرادة أم تميزت اللحظة؟ هل اللحظات تتميز في الزمان ؟.. ثم ما الذي تعنيه هذه اللحظة ؟
دعونا نرى ما الذي تقوله الفلسفة في معالجة سؤال الوجود ... قالت الفلسفة المادية بأن العالم قديم وتوقفت أمام رعب الأسئلة ولم تجب إلا بكونه قديم حتى بنفي وجود الله .. بما أن العالم قديم فهذا يعني أن ليس له خالق.. لكننا لا نريد أن ندخل في جدل الأسئلة التي تقف في وجه هذه الفلسفة وهي تتزاحم لتطال عنان السماء ...لكن دعونا نذهب الى الفلسفة المؤمنة ماذا تقول هذه الفلسفة للجواب عن سؤال واحد كيف جاء هذا الكون ؟ تقول :
العالم متغير فلا بد أن يكون حادث وكل حادث لا بد أن يكون له محدث والمحدث هو الله .. ولا بد أن يكون الله قديما وكون الله قديما والعالم حادثا متغيرا أن الله أوجد هذا العالم واخرجه من عالم الإمكان الى عالم الوجود والإمكان هو حالة في العدم .
وهنا لماذا يكون المتغير حادثا ؟
لماذا لا يكون التغير حركة ذاتية دائمة؟
لماذا لا يكون المتحرك ذاتيا حادثا ؟ أوليس الشيء الوحيد الذي لا يتغير هو الذي ليس موجودا ؟ أوليس واجب الوجود متغيرا تغيرا ذاتيا؟ وإلا كيف تحدث الاحداث والأشياء عن ذاته ؟ اذا كان الله بكل صفاته وإرادته وعلمه لا ينقص ولا يزيد ولا يتغير فالمحتوم حينئذ ألا تحدث الحوادث ؟ أو أن يكون حدوثها حدوثا دائما وعلى نسبة واحدة لا تختلف
أليس السبب الكامل الذي لا يتغير لا يمكن أن تتغير مسبباته اذا لا فرق بين لحظة وأخرى لديه ؟ وهذا لا يعني أن تحدث الحوادث أو أن تحدث كلها مرة واحدة وعلى مستوى واحد ؟
ثم لماذا الفرض أن يكون كل حادث له محدث مع الإفتراض الدائم بأن كل حدوث هو حدوث في الصورة .. ولماذا لا يكون الحدوث الصوري هو من خصائص الذات أي المادة ؟
هل توجد ذات بلا حدوث مادي ولماذا يكون الحدوث هو قدر الذات ألا يمكن أن تكون الذات الأولى بلا حدوث ؟
لماذا يكون لكل حادث محدث ولذلك المحدث محدث؟ وهكذا تتسلسل الحوادث بلا بداية كما أنها تتسلسل بلا نهاية ....
وبما أنه لا بد من القول منطقيا بهذا التسلسل الحدوثي منذ الأزل .. وإلا لما أمكن الخروج من مناخ السكون الى مناخ الحركة .. .. ألا يحق لنا أن نقول أن الخروج من مناخ الى مناخ لا بد له من حدث .. وعلى هذا يلزم أمرين : إما القول بالتسلسل المزعزم الباطل، أو حدوث حوادث بلا محدث .. وهذه عقدة المسألة أو المشكلة ،ولو صح هذا ألا يعني أن تنقلب المسألة برمتها ..؟ كما يمكن القول بالتسلسل الحدوثي وإلا لما أمكن إستمرار الحوادث، واذا لم تستمر الحوادث وافترض قطعها أو وقفها فكيف يحدث وصلها من جديد ..؟ ألايس اذا جاء هذا الحدوث بلا سبب يفسد اصل القضية .. وإذا جاء بسبب عاد السؤال أو الإشكال الى ذلك الشيء نفسه وحينئذ تعود المسألة الى بدايتها ..؟
هل تسلسل الحواث منطق كوني .. أم بدء الحوادث من الفراغ أو السكون هو منطق كوني .. ؟ ما الذي يعنيه أن تتسلسل الحوادث ولما كان عليها أن تتسلسل ؟ هل تتسلسل لأنه لا بد أن تتسلسل ؟ أم تتسلسل لأنه هذا هو منطقها أو منطق الوجود ..؟ هل تتسلسل لأنها تتغير ؟ أم تتعير لأنها تتسلسل ..؟ ما الذي يعنيه التغير بناء على تسلسل الحوادث ؟ لماذا التغير لا يأتي إلا بناء على هذا التسلسل للحوادث ؟ ماذا لوكان التغير لازمة ذاتية من لوازم الشئ ذاته؟ هل كان يمكن أن يكون للتسلسل معنى ..؟ لماذا كان على التسلسل أن يقف عند حد .. لا يتجاوزه .. في عقل المؤمن ..؟ ولماذا تجاوزه في عقل غير المؤمن ؟
يقولون :
العالم موجود وكل موجود لا بد له من موجد ....
مع أن الله موجود في رأيهم فهل يحكمه هذا البرهان ؟
العالم منظم وكل منظم لا بد له من منظم من خارجه .. مع أن الله في تفكيرهم منظم فهل له منظم من خارجه ؟
العالم متحرك وكل متحرك كان ساكنا قبل أن يتحرك فلا بد له من محرك من خارجه دفعه الى الحركة.. مع أنهم يتناسون الغاية التي دفعت المحرك الأول الى دفع المتحرك الثاني
العالم خلق بعد أن لم يكن وخلقه تم من العدم قالعدم شيء في ذهن الموجد أوجد العدم ثم أوجد من العدم مادة الكون في لحظة هو قدرها ..
أما قضية كل موجود له موجد وكون الله موجود ليس له موجد ..
في البدء كيف نفهم ان الله هو الموجد للوجود ثم لا نفهم أن يكون للموجد موجدا بناء على قانون التسلسل ... إن الذي يقول أنت اثبت ان الله موجدلا أي خالقا ثم جعلته موجودا أي مخلوقا فإن هذا لا يصح في عرف المنطق .و لكن ألا يصح في كونه سؤال يثار ؟
سيقول إن السؤال خاطئ.. ونسأل كيف يكون السؤال خاطئا طالما تعلق بالموجد والكون الذي أوجده والقانون الذي حكم الكون والعقل الذي إنبنى في داخله هذا القانون ؟ ثم لماذا كان على الله أن يوجد الكون وهو في عرفكم كامل مطلق الكمال ؟
هل أراد أن يوجد الكون لأنه أراد أن يوجد الكون؟ وهنا تتعلق الإرادة في ذاته ؟ واذا تعلقت الإرادة في ذاته ألا يعتبر هذا نقصا في ذاته وطلاق كمالاته .. لأن الإرادة إخيتار.. والإختيار تعدد بين مختارات .. إختيار الوجود دون العدم واختيار لحظة الوجود دون لحظة سواها ألا يعني ذالك نقصا في الكمال ؟ لأن الكمال تتساوى فيه الأشياء ؟ سيقول أراد كيفما أردا ولا يسأل عما أراد لأنه لا أحد يعلم كيف أراد ولماذا أراد ؟.. سنقول لكنه أراد .. على هذا الوجه الذي أراده .. وأنا والكون جزء من إرادته ونحن نسأل عن هذه الإرادة .. نحن لا نسأل عن ذاته الكريمة لأننا لو سألنا عن ذاته لتحولت الأسئلة الى عاصفة لتحولت الى كارثة ..
ما معنى أن يريد بعد أن لم يكن مريدا بدليل أنه كان قديما والكون حادثا ؟
أما البرهان القديم القائم على الإستدلال بالموجودات ، فإن هذا البرهان هو نفسه يحتاج الى برهان .. وهواثبات ان هناك موجودات توجد .. ان الله في رأي المؤمنين موجود فهل هو موجود في رأيهم ؟ اذا لم يكن فرق بين الموجد والموجود فإن الله موجود لأنه موجود.. والموجود لا يعني إلا المخلوق فالله في هذا الرأي مخلوق .. أما اذا لم يكن الموجود يعني الموجد فالكون موجود ولكنه ليس موجدا اي ليس مخلوقا إن الموجودات لا تعني الموجدات، امامنا كون موجود ولكن كيف ثبت أنه كون موجد ؟ وهل الوجود إيجاد وإعدام .. إن طبيعة الوجود في الموجد طبيعة أزلية لا يمكن أن توهب ولا أن تسلب وطبيعة العدم في المعدوم كذلك ذاتية ابدية لا يمكن جعلها وجودية ...واذا كان الوجود والعدم ذاتيتن لا يخلقان أو يستحدثان كما لا يعدمان فما هو اذن معنى الخالق ؟
وهل يمكن أن يكون خالق من غير خلق .. أليس المخلوق هو الخالق ......
إن للمؤمنين حجتين يرونهما مقنعتين جدا .. وجود الأشياء والتدبير فيها ...
أما الأولى فقد رأى المؤمنون أن وجود الموجد لا يمكن أن يكون من ذاته بل هو أبدا موهوب وجوده .. ولكن الواقفين على الجانب الاخر يسألون .. كيف تنكرون أن يكون وجود الشيء من ذاته ـ وتؤمنون بأن وجوده من خارج ذاته ؟ إن كان ذلك لأنكم لم تشهدوا وجودا ذاتيا فهل شهدتم وجودا غيريا ؟ أي هل شهدتم موجودا وهب موجودا آخر وجوده أي من العدم ؟ أن ما شهدتموه وجود صور وتغيرات جديدة لأشياء قديمة ، فذهبتم تنقلون المشاهد الجزئية لتصنعوا منها كليات .... والمشاهد الجزئية لا تقوم منطقا يقاس عليه ..
إن الأشياء التي تصنع نفسها وتغيرها متأثرة بوحداتها وأجزائها ونحن البشر وحدات في هذه الطبيعة ومنها، نفعلها بالقدر الذي تفعلنا، نصع السفن والصواريخ وهي تصنعنا على نحو ما، نصنع الملابس والطعام وفي تعبير آخر نؤثر فيها وهي تصنعنا أو تؤثر فينا.. ما شهدناه في هذا الكون ليس إلا عمليات من الكون ..
أليس برهان الوجود قائم على افتراض العدم .. إننا نعاني لكي نثبت العدم .. كيما يكون دليلا على الوجود وكيف نستدل على الوجود بالعدم ؟
هل هو بذات الطريق التي نستدل بها بالعدم على الوجود ؟ كبف ينحدر منطق الإنسان الى إثبات أن الكون كان معدوما لكي يثبت أن الله كان موجودا أو أنه لا يزال موجودا؟ هل وجود الله مشروطا بدليل عدم وجود الكون ؟ واي تصور لأخلاقية هذا الإله العظيم الذي لا يستطيع أن يكون موجودا إلا اذا كان ما سواه غير موجود ؟
إنهم يقولون :
الكون موجود فالله موجود أو الله موجده .. بل يقولون كان الكون معدوما فالله اذن موجود او موجد له ومأساة المؤمنين هنا باهظة .. لو يعقلون ...
هل لو كان العدم يتحول الى وجود ألا يجب أن يتحول كل عدم الى وجود ؟ لأنه لا فرق بين عدم وعدم لا فرق بين عدم هذا الانسان العبقري الذي تحول الى وجود، وبين عدم ذلك العبقري الذي لم يتحول الى وجود، فلماذا وجد هذا العبقري ولم يوجد ذلك العبقري المحتمل .. ولماذا وجد هذا النهر ولم يوجد ذلك النهر المحتمل اذا كان العدم يتحول الى وجود ؟
وكذلك لو كان الوجود يتحول الى عدم لوجب أن يتحول كل وجود الى عدم لأنه لا فرق بين وجود ووجود ..
أما الحجة الثانية
أن وجود التدبير معناه وجود المدبر له .. والتدبير لا يكون بلا حاجة وضرورة وافتقار .. وهل يخضع الله لمثل هذه الحاجات ؟ أن الذي يدبر يرغب ويخاف إن صانع السيارة لو لم يكن في حياته معنى الحاجة والضرورة والخوف من شيء والرغبة في شيء لما دبر وفكر في خطة صنعها وتجهيزها بجميع ما فيها من الآت وزينة ووسائل للراحة والأمان.. فالتدبير معنى من معاني الضعف وهو معنى ينافي كل معاني الله .. ثم أليس معنى التدبير هو أن يكون موافقة بين من يدبر ومن يدبر له هل هذه الموازنة متحققه بين الله والإنسان ؟
ثم أنه لا يمكن ان يكون في العالم تدبير وكيف يمكن أن يكون فيه تدبير وهو نفسه ليس تدبيرا .. اذا كان هذا قد خلق من أجل ذاك فذاك خلق من أجل ماذا .. أو فهاذا وذاك خلقا من أجل ماذا ؟ اذا كان الكون خلق ليكون ملائما للإنسان فالإنسان خلق ليكون ملائما لماذا .. او فالكون والإنسان خلقا ليكونا ملائمين لماذا ؟ هل يمكن أن تكون غرف البيت بنيت لتؤدي غرضا ما، بينما البيت كله لا يؤدي أي غرض .. فماذا يمكن أن يكون التدبير وراء خلق الكون بكل أناسه وحشراته ؟ ما التدبير في وجود حشرة خلقة لتكون طعاما لحشرة ؟
يقول المؤمنون إن الكون محكوم بالنظام ؟
ما هو النظام ؟ إنها كلمة وقد تبقى دائما كلمة فقط .. إن كلمة نظام كلمة إنسانية .. وليست لغة كونية او ضرورة كونية والناس الذين استحدثوا هذا التعبير لا يريدون به إلا التوافق بين شيئن سابق ولاحق أو بين فكرة سابقة وفكرة لا حقة أو عمل لاحق ... أن معنى النظام عند الناس أن تكون أعمالهم متوافقة مع أفكارهم أو قوانينهم أو عقائدهم أو مسلماتهم السابقة أو احتياجاتهم والتقيد بكل ذلك يسمى نظاما .. فهل الكون بهذا الفهم فيه أدنى معنى للنظام ..؟ ما هي الفكرة السابقة التي جاء الكون على نموذجها فاستحق أن يوصف بالتنظيم وما هي الأغراض التي استحدث من أجلها ؟
اما عن الأول فلا افكار سابقة عن الوجود وأفكارنا عنه كلها مأخوذة منه ثم محكوم بها عليه .
وأما الثاني فقبل تصوره والحكم عليه يجب ان نفترض بأن الإنسان هو موضوع الفائدة المبحوث عنها .. فهو عرس هذا الكون أو عريسه وعشيقه السماوي وموضوع ذكائه وأخلاقه فلكون صلاة أبدية تحت قدميه وبحثا دائما عن شهواته وحماقاته ليكون التلبية المخلصة لجنابه .. فهذا كون فاسق زنديق مهما صنع من نجوم وشموس وكواكب ومجرات ...
هل الكون هو البيت الدافئ للإنسان ؟
هل كل ما في الكون مفيد ؟ هل كلمة مفيد للإنسان الذي هو منطق وجوده ؟
هل الفائدة بقدر الحاجة ؟
هل جاء هذا الكون بأفضل الأساليب التي يمكن أن يجيء بها ..؟
اننظر الى الأشياء الموجودة حولنا ..
ونحولها الى أسئلة...
اذا كانت الأرض قد خلقت ليعيش عليها الإنسان فلماذا خلقت سائر وحدات المجموعات الشمسية بل لماذا خلقت المجرات والسدم التي هي بعدد رمال الصحراء؟
اذا كانت الحيوانات والنباتات خلقت لطعام الإنسان .. فلماذا خلقت الحشرات الضارة للإنسان ؟
وللحديث تتمة ...............
التعليقات (0)