هل جربت إحداكن العيش مع رجل بنكهة الموت؟! رجل سقاها المر ممزوجاً بنقع العلقم؟! أجل هناك الكثيرات يقبعن في المنعطف القاتم من الحظ السيء..الحظ الذي أوقعهن في فخ (رجل)..لاأحاول هنا هتك الستر أو إذلال الأعناق..كل ما أريده هو الإنصات لمأساتي الهيروشيمية التي تفجرت في كفي وأطبقت عليها أصابعي..وتعلمت بعدها كيف أروض نفسي على التخلص من سجن الماضي وأن أسير على صفحة الماء..وكيف أخطو على الجمرات المشتعلة دون الإلتفات إلى هناك..حيث يقبع رجل متكوم ببدائية وامرأة ثكلى لا تتقن من الأمومة إلا طعن الظهر والتحريض وممارسات الشعوذة!!..
لاأعرف إن كنت سأمحو الكلمات لأكتبها ثانية!!..كل ما أعرفه أني نويت البوح هنا..ببساطة أنا فتاة ممزوجة بالوجد مغمورة بالمشاعر..في منابت عروقي (أدب) وفي عصارة عظمي (خلق) وفي صميم غرف قلبي النابضة (دين) وعلى غلاف جلدي (جمال) يسلب لب الاحداق..نشأت في بيت طوقني بحنانه وإهتمامه وأنشأني بذراعين من حجر حتى ترعرعت غارقة في البياض..وجهلت أن أعلم منقاري الطري أن ينقر قشرة البيضة..أقصد (الحياة)!!..
حلمت كثيراً..حلمت بالتحديق في الشمس والسفر إلى أبعد من أحلام الشموع..حلمت بذلك الفارس على الحصان الأبيض..فارساً فيه من وسامة يوسف وصرامة عمر وصدق أبي بكر وشجاعة خالد ومثالية أبي..رجل يسافر داخل وريدي..يستلقي على أريكة قلبي..اتنفسه ويتنفسني وأن نشق سوياً دروبنا ونرعى معاً مروجنا إلى المستقبل..إلى الغد..ولكــــــن!
صدمت برجل بدائي أقصى إهتماماته النوم وإشباع بطنه بالطعام والشراب!إنسان ينخر في هيكله الشك..يعيش في شرنقة المزاجية المتقلبةالتي تتفجر بإنذار أو بدون!!وكم بللته بكثير من الحب والتغاضي وكم جففني بكثير من الضجر والأستياء..كم حاولت عبثاً أن أمحو وأسحق شجرة القلق في هواجسه وأن أرطب ريق الفضول وأغتال أنياب التذبذب في نواقيس عقله ولكـــن!!كنت أطلب المستحيل من رجل تربى ونضج بين أم أنانية أوكلت مهام تربيته إلى خادمة مسيحية كانت تمارس صلاتها اليومية أمام عينيه وربما أشياء (أخرى)!وبين أب ضعيف الشخصية مسلوب الإرادة لاتسمع منه إلا قرقشة اللب بين أسنانه!رجل أدخلني في دوامة بدأت بزواج وانتهت بطلاق خالعة فيه بكل ماأملك لأنال حريتي التي خرجت بعدها بعناية مركزة في وجع القولون العصبي!! (رجل)عشت معه مساحات من الصبر في كبد الصمت المغلف بصرخة..تقول كفى أريد أن أتنفس بعيداً عنك..
هل يعقل أن يكون هناك أناس يتسللون إلى العائلات ويطرقون الأبواب للقرب بنية الطمع!!هل يعقل أن يبني (إنسان)سليم عاقل بالغ حياته ونواياه على أساس المادة؟!الجواب:نعم فقد كان هذا هو السبب الأول لدخوله بيتنا ولأقتحامه حياتي!!(الطمع)كان شريكاً لحياتي لمدة سبعة أشهر تشاركنا فيها البيت والجدران مع (فانوس) يتدلى من السقف كغطاء القبر كان يتباهى بشرائه مع سرير أشبه بالنعش وأريكات قامت أمه بتغطيتها خوفاً عليها من التهتك!هذا كل ماقدمه لي وكان شديد الحرص على أخذه مقابل (الورقة) وأنكر تلك اليد التي حاولت لمدة سبعة أشهر أن تجعله سوياً ولكنه كان يصر على البقاء في الدرك الأسفل خلقاً وسلوكاً..
لست بنادمة فكفتنا غير متكافئة فأنا زهرة وهو ليس الأنية المناسبة لي!وأنصحه للمرة الأخيرة أن يرمم ماتبقى من رجولته بعيداً عن تلك الأم الحبلى بالشر لعل الله يهديه لولادة أخرى يمكنها أن تفك أسر مخلوق ما بداخله..وماحصل بيننا لن أغفره قبل أن يأتيني بجيوش من التوبة لعلها تمحو عربدة خطاياه في عمري..وأنا على يقين بأن هذا قدري وحتماً سينمو عن الجذع ظل صغير ليصبح ظلاً كبيراً (هو أنا).
ــــــــــــ
التعليقات (0)