مواضيع اليوم

سألت مصر فأجابتني ... مبارك يسقط والبرادعي قادم

أخبار تاونات

2011-02-01 06:47:53

0

 

سألت مصر فأجابتني ... مبارك يسقط والبرادعي قادم

تربطني بمصر علاقة قديمة وعميقة، ومع تتبعي الأوضاع فيها لحظة بلحظة، كثرت التساؤلات وكبرت المخاوف بداخلي على مستقبل هذا الوطن الحبيب. في هذه اللحظة إستحضرت مصر التي بداخلي و سألتها عن ما يحدث في هذه اللحظة من ظهيرة الأحد الأخير من أول شهر سنة ألفين و أحد عشر.
فأجابتني وهي مطمئنة: عملوها الشباب...أيوا والله عملوها. إن الرئيس مبارك يسقط، قالت وهي تمازحني بنكتتها المعهودة: أتتوقع أن يعود كل شئ إلى سابق عهده و يذهب العمال في صباح غد أو بعد غد إلى العمل في نظام مبارك..؟ إن نظام مبارك قد سقط رغم تخبطه. هكذا تقول مصروتطمأنني ساخرة: إن مبارك كان رئيسا بنظامه وإن نظامه سقط ، ولم يبقى سواه في هذا النظام، كفرعون يحاول أن يخلص نظامه، في حيث لم يبقى إلا لحظات حرجة تفصلنا عن وداع هذا الفرعون البائد.
لكن النظام الذي سقط لم ينتهي ويتبخر، فلقد رأينا الكثير من أبنائه وهم ينسحبون ليتشكلوا مرة أخرى في جماعات صغيرة تعود لتعبث وتفسد في البلاد والعباد، قالتها مصر و رددتها لي كثيرا: إحذروا بقايا هذا النظام ومن يؤيده وكل ما يسانده.
فيما هو مرتقب قالت لي مصر الغالية: إن عهد ما بعد مبارك حرج وحساس، وإن الشعب المصري والعرب والمنطقة والعالم وإسرائيل لا يحتمل أي منهم الفراغ في مصر، وأن اللحظات القادمة ستشهد بروز إسم محمد البرادعي بقوة. هذا الرجل الذي عمل زمناً على تجهيز نفسه لإستيعاب ما هو قادم وإدارة الفرحة ونشوة الإنتصار.
إن البرادعي رجل إختار الشباب فاختاره كثير من الذين يقودون الشارع اليوم ، وإن الأنظمة العربية لا دور حقيقي لها في مرحلة بهذه الأهمية، فهي نفس الأنظمة التي عمل البرادعي على إسقاط إحدى أقواها و أعتاها، ولن تغامر هذه الأنظمة اليوم برفض ديمقراطية اختارها وانتزعها شعب آخر غير شعوبها التي تترقب.
أكدت لي مصر الفرِحة بشعبها اليوم (وهي العارفة بشؤون الشرق الأوسط ): إن المنطقة صارت لا تتحمل الجمود أو أي حركة في إتجاه لا يخدم مصالحها ، وهي منقسمة أي المنطقة بين حليف للشعوب وآخر لأمريكا، أما حلفاء الشعوب فلن تترد لمباركة البرادعي بعد مبارك، أما حلفاء أمريكا فسينصاعون للرؤية الأمريكية الأوباماوية التى إكتسب شرعيتها من شعار التغييرالذي سيوضع على محك الإنتخابات الأمريكية القادمة.
إن سياسة أوباما تريد أن تعطي نَفساً جديدا لأمريكا لإسترجاع مكانتها الدولية وسط التحرك المتجه للإطاحة بها، ولهذا وعدت بالدبلوماسية بدل الحروب، وهي تسير نحو ذلك بترسانة سياسية نشاهد آثآرها على الحركة السياسية و الدبلوماسية في العالم، اوباما عليه أن يثبت للناخب الأمريكي أن أمريكا قوية، وأن يلتزم لإسرائيل بعدم وصول نظام مصري جديد يهددها.
عند شعار التغيير التقى أوباما والبرادعي واتفقا على أن يحصل الأول على كل الضمانات فيما يخص المصالح الأمريكية وقبلها عدم التعرض لإسرائيل، أما السيد البرادعي فقد حصل على التغيير.
إن الدور الشنيع الذي لعبته أمريكا في المنطقة مع تكريسها لأنظمة مستبدة كالذي يسقط في مصر الآن جعلني أتحفظ على السيد البرادعي، ليس عليه كشخص وإنما كحل بديل لا يستبعد عقد صفقة مع أمريكا الحاضنة لإسرائيل.
ما قالته لي مصر في هيبة : إن في ساحة التحرير الآن وفي جميع أنحاء البلد أبنائي الشباب من جميع الحركات والجمعيات، ومعهم قيادات التغيير والأحزاب والإخوان، ومِن حولهم جميعا الشعب المصري الشامخ، وهم الآن متفقون وصوتهم واحد، وهم في صدد إعلان قرارجلل، قد يكون تقديم السيد البرادعي في ديناميكية لن تتوقف إلا بإنطلاق عصر يبدأ بالتغيير.
هكذا سمعت مصر تصرخ بداخلي، فهتفت لهتافها، وآمنتُ بما آمنت به وهو أن شعب مصر أدرى بشعابها وأنه سيحافظ على ثورته و يتقدم بها إلى عهد مصر الجديد.
آخر الكلمات التي رددتها مصر وهي تركض نحو غدها حاضنة لشعبها : إن التحديات كبيرة، و قائمة التضحيات لازالت مفتوحة، وإن للتاريخ رجاله، و رجال هذا التاريخ اثنين من أبنائي الأبرار الأحرار.... الشعب و الجيش. فليحافظ كل منهما على الآخر.
إذا لم يصح ما قلته إلى الآن فإن الإنفجار سيكون مدوياُ... وأياً كان فالرباط الرباط.
عاشت مصر بشعبها...




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات