حدث ذلك في شتاء 1988 , كانت أيام جميلة , اتذكرها فأتذكر مجموعة عمل متحابين متعاونيين يملئ الطموح قلوبهم , كنا أربعة في الإدارة العامة للكمبيوتر التعليمي ترأسنا سيدة فاضلة هي الأستاذة فوقية الزهيري جميعنا جئنا من مدارس متفرقة ,وبنا تم تأسيس الإدارة العامة , نواة الكمبيوتر التعليمي في مصر , وكانت منح اليونسكو أو ما يسمى UNDP تأتي إلينا في صور منح تدريبية يقوم بها خبراء اتذكر منهم استانشف من الصرب , وبول من انجلترا , وجريين من كندا وإرفييه , وجاك , وموريس , ولوترتر من فرنسا , نعم كان لفرنسا الحظ الأوفر من الخبراء , زكان لكل منهم منهج يدرسة لنا ويختلف عن الآخرين في الطريقة والمادة وايضا الكفاءة والجودة من حيث طريقة التدريس وكثافة وغزارة المعلومات أو بعضهم كان يتسم بالضحالة والركاكة وعدم الخبرة من أين يبدأ الشرح لنا ؟ هل يبدأ من الصفر؟ مثال اخينا الخبير الصربي فلقد بدأ في الشرح من بداية معنى الحاسوب , وعلى النقيض كان بعضهم يشرح لنا بطريقة صعبة جدا مثل مستر بول الأنجليزي كان سريعا جدا وبدا الشرح ” البرنامج ككل” ثم اخذ في الشرح خطوة خطوة بعد أن فتحنا افواهننا ومش فاهمين , واتذكر أنه كان دائما يستخدم عبارة آمين آمين فقلت له ذات مرة اسمي احمد ليه دائما تقول لي اسم زميلي آمين ,,, وضحكت حين قال لي انا أقول I mean بعنى اعني أو أقصد ,,, المهم سألته ذات مرة إيه رأيك في مصر قال أول ما نزلت كنت أبحث عن محطة الجمال CAMEL STATION فلقد كان يظن ان محطة الجمال بجوار المطار لذا لم نتعجب بعد ذلك عن سبب ارتداء معظمهم ملابس رديئة ومنهم من كان يرتدي الملابس الممزقة ,, ثم اكمل انه اندهش عندما وجد العمران والحضارة ومتروالأنفاق وغيرها من المعالم الحضارية ,,,
ثم استترد قائلا اندهشت كثيرا عندما وجدت المصريين يضعون الأحذية في فترينات من زجاج ليحافظوا عليها وعلى العكس تماما يضعون الخبز على الرصيف في الشارع ,, ثم انني بطل !! قلت له لماذا قال لأنني استطيع أن أعبر الطريق للجانب الآخر من الشارع دون أن أموت….. وعجبي على كلام الخبير الإنجليزي.
ابو عمرو
التعليقات (0)