مواضيع اليوم

سأكتب إلى السيدة فيروز

ماهر حسين .

2011-03-21 08:30:31

0

ماهر حسين .

بعيدا" عن الانقسام الداخلي في فلسطين وبعيدا" عن مماطلات الأخوة في حماس وشروطهم العجيبة والمستهجنة التي وضعوها من اجل تحقيق الوحدة وتجاوز الانقسام من خلال مبادرة الأخ الرئيس أبو مازن للذهاب فورا" إلى غزة من اجل تشكيل حكومة الوحدة الوطنية .
وبعيدا" عن ما يحدث بليبيا من ضرب لشعب عربي وبعيدا" عن الأحداث المؤسفة باليمن وبعيدا" عن فتنة البحرين وتدخلات إيران وتأييد حسن نصرالله للشيعة بدولة البحرين بحكم الطائفة وللأسف ولتحقيق أطماع الغير وبعيدا" عن سوريا وما يحدث بها سأكتب عن فيروز .

في هذا العالم العربي صمدت أنظمة لسنوات طويلة وضرب الحكام أرقام قياسيه بمدة حكمهم وبقاءهم بالسلطة وبل أن بعض الأنظمة نجحت بدقائق معدودة بتغيير الدستور ليكون الابن خلفا" للأب وكأن الجمهوريات عاقرة عن إيجاد قيادات أخرى ، سأتجاوز هذه الأنظمة والجماهير وسأكتب عن صوت الجماهير ... فيروز.

في هذا العالم العربي الذي يتعرض إلى تسونامي سياسي واجتماعي يضرب أركانه ويضرب أركان أنظمة تسلطت على جماهيرها واستغلت الحكم ليكون فرصه لفساد يأكل من قوت الفقير ليعطي الغني وفي هذا العالم العربي الذي يتعرض إلى تغييرات غير مسبوقة ...حيث تتعالى أصوات الجماهير وتتعالى مطالب الجماهير وتختلف ردة الفعل والتحليل من دولة إلى أخرى وتختلف الظروف من دولة إلى أخرى وتختلف طموحات الجماهير من دولة تطالب جماهيرها بالحرية إلى دولة تطالب بالانتصار إلى طائفة ودولة طائفيه ومع كل هذه الاختلافات يختلف موقف الغرب وأمريكا من دولة إلى أخرى ...بكل صراحة ساترك كل هذا وسأكتب عن فيروز .

نعم فيروز بصوتها الملائكي حيث أثبتت فيروز وعلى مدى كل هذه السنوات بأنها أقوى من السياسة وأقوى من الأنظمة وأقوى من الزعمــــــــاء والقادة ...فيروز استمرت بصوتها الملائكي تخاطب عقول وقلوب أبناء الأمة كلها بينما هم بكل ما امتلكوا من قوة فشلوا بالبقاء أو بترك أثر إلا من رحم ربي منهم حيث تترحم عليهم شعوبهم وتذكرهم ....فيروز استمرت بصوتها وبشخصيتها وتحولت إلى قيمة وهم استمروا بقمعهم وبطشهم وتحولوا إلى سابق وراحل وبائد ...هتفت الجماهير تطالب باستمرارها وهتفت الجماهير نفسها تطالب برحيلهم ...هي فيروز ...السيدة فيروز التي نحب والسيدة فيروز التي تحولت بحياتنا إلى أيقونه ومثال للرقي وللوطنية ولحسن التصرف ...عندما أشاهدها أشاهد كبرياء وعندما أسمعها اعتقد بان صوتها قادما" من السمــــاء ....هي السيدة فيروز ونحن عشاقها ...بقيت ورحلوا ....بقيت وأحببنا بقاءها ....كبرت وكبرنا معها ....ويجب أ يكبر أطفالنا على صوتها ...فهي ليست مطربه وليست أغنية واحدة أو ألبوم ....أنها هامه وقامة عاليه ...فهي حب الوطن ...وهي الحب ...وهي الانتماء ...بل إنها تحولت بامتلاكها مفاتيح القدس إلى سيدة القدس التي ارتبطت بها مدينة الصلاة ....والسلام .....هي القدس وبيروت وبغداد ودمشق ...وهي من تجاوزت الطوائف والديانات لتخاطب الجميع بإيمان وبحب ولتوحد الجميع خلفها .
السيدة فيروز ليست مطربه ولكنها قيمة يجب أن يتعلمها أطفالنا بالمدارس ويجب أن يتحول احترامها للفن ولنفسها ولوطنها ولأمتها مثالا" يتعلم منه الجميع ...كنت قد شاهدت معها لقاء على قناة فرنسية فكان يتم سؤالها بالفرنسية وتجيب بالعربية اعتزازا" ...لا أراها تنحني لزعيم أو لقائد وأراها تنحني بكبرياء إلى جمهور أحبها وعشقها دوما" ...لم تغني للقائد الفلاني أو للفاتح العلاني فكلهم راحلون أو رحلوا ...وإنما غنت لعواصم ستبقى وسيكون قدرها أن تبقى بينما قد يرحل الجميع ...زارت القدس عام 1964 ومازال الجميع ينتظر زيارتها القادمة للقدس وهي محرره ....غنت للقدس فخلدت نفسها وخلدت المدينة الخالدة ......هي الزوجة والأم والرمز الباقي للجميع ...كتب عنها الكثير وسيكتب عنها الكثير وستبقى كما هي دوما" الصوت الملائكي وصانعة الأحلام ...إلى السيد فيروز كل الحب ... سيدتي أحبك .


 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !