سأرقص ..الى ان تشرق الشمس

لا ...لا اريد ان اشاهد نشرات الاخبار واستمع الى تصريحات السياسيين المقذذة و حلقات مسلسل ألفا واخبار قتلى التفجيرات والطرقات ...سأكتفي بقرأة الصحف فنبرة احرفها اقل حدة من صوت خطابات السياسيين و صورة في جريدة لسيارة مقلوبة على رأسها قد تخفي دماء وحركة موتى وجرحى كاميرا التلفزيون... ثم ان قلب صفحتان معا من الجريدة تقضي على ألفا واخبارها ...اما المحكمة فهي الجرح الأكبر الذي لا يلتأم ...فالشعور بالظلم وعدم القدرة على تحقيق العدالة حتى بالقانون هو خبر لا يمكن حذفه من القلوب ولا الصحف ولا نشرات الاخبار...متى تنتصر العدالة والقانون اذا لم تكشف مقتل رجل بوزن رفيق الحريري ؟ اذا لم تحاسب قاتله وتدين جريمته ....اي محكمة تحقق العدالة الاجتماعية ...من يحمي "حبر" المواطن العادي الضعيف الذي لا يملك من قدرات رفيق الحريري شيئا.؟.. الى من يلجأ اذا اعتدى عليه جاره او قبضاي الحي ؟ من هو القاضي ومن هو الشرطي واين يقع السجن كيف تصدر المحكمة قراراتها؟؟
انها النسبية التي تتحكم وتحكم فتسجن من تشاء وتطلق سراح من تشاء ....تقاضي من سرق ليطعم اطفاله في زمن الاقتصادات المهزومة وتطلق سراح القاتل عن سابق تصميم وتخطيط... ؟؟؟؟ لا يهمني من اعتقد انه قاتل الحريري ؟؟؟؟ من يظن مئات الالف من اللبنانيين انه خطط وقتل ؟؟؟ ان الظن اثم .....انا "حبر" المواطن الصغير الضعيف المهزوم بحقوقه ...وبقتلى الحرب الاهلية وحرب السنتين وما بين الحروب ....لم اعد اطيق التسامح ...وجهي الايمن والايسر لم يعد يتحملا الصفعات...والكدمات والضربات ...لجؤي الى الله وصلاتي لم تعد تثلج قلبي ...اعرف ان الله سينتصر لي يوما سيحقق عدالته في السماء اذا لم يحققها على الارض..لكن لم اعد قادرا على انتظار موعد السماء واخلاقي لا تسمح لي اللجوء الى قوة ذراعي فهو حتى ولو اشتد لا يجروء على اخذ حقه بقوته ..الظلم يعتصر الالم .ولا يقضي عليه ..يؤججه ..يلهب جرحه الدامي..
قد اسامح ولكن بعد ان تدين المحكمة القاتل ويعترف بجريمته ويتلو فعل الندامة ...قد ادير حينها الزوايا وارضى بتسويات ...واطوي الصفحة برغبة مني من صميم قلبي بطي الصفحة...وفتح صفحة جديدة ...صفحة غير صفحات الجرائد الحالية ونشرات الاخبار الغارقة في مياه السياسة وامواج اصحابها العاتية ...صفحة من قلب ابيض لمواطن عادي..
سأقفل جهاز التلفزيون من الساعة السابعة والنصف وحتى التاسعة وطبعا سأتحكم ببرامج التوك شو السياسية فأمحيها كلها من شاشتي المنزلية...سأحرق الصحف ومشتقاتها..".لول" أظرف من مرسال غانم ...كارمن بكل قهره امتع من حلقات ألفا....صبحية كل محطات التفلزة احلى من مسائها....المساء لي سأرقص كل ليله ..أنا الطير الذي يرقص من الالم ...سأحي كل مرابع بيروت سأرقص وأرقص وارقص
الى ان تشرق الشمس...