ننسج أحلامنا الوردية على وجنة الحياة الخجلى,ونرشها بقطرات من الماء الباردة الندية
على قلوب أجفاها الضما,ونرسم خطواتنا المتفائلة على إيقاع الحب الكلاسيكية ..
ونترنم بعذوبة ألحانها الشجية ,ونبحر بخيالنا تلك الأمواج المتلاطمة بمجداف الأمل..
ليرسي بنا إلى بر الآمان لحظات هي الحياة ..!!
يمر العمر بلحظة ..ويمضي كغمضة عين !
ولحظة هي تمر حياة الإنسان كشريط ذكريات إمام عينيه ..
ولحظة مابين اللهو واليقين والذهاب والرجوع ..!!
حقا ما أصعبها من لحظات !!
سريعة تمضي بنا كبرق السحاب ,دون أن تلفت يميناً أو شمالاً فترمي بأحلامنا في القاع وتمرغه بالوحل.. وتنفش قلوبنا الهشة بمهب الريح بدون سابق إنذار ..!!
تشرع لنا خبايا الأيام ما كنا نجهله فنضيع في حومة الحياة الخائنة !
هكذا بدأت رحلة (علي) نحو دنيا الهموم عندما انجرفت أولى خطواته بمنعطف غيًر مسار حياته.. قالها (علي) بقلب منكسر وآهات حارقة, ماسك بيده المرتجفة السيجارة الملعونة ويدخن بشراهة وكأنه مصمم على ألانتحار البطيء ..!!
لم ارتكب( جرم)..!!
أحببت بكل ما تحمل هذه الكلمة من حب ومشاعر,عشقت في زمن اختلطت به الموازين !!
بين كل النساء وجدتها !! فأتفقا قلبي وعقلي على أنها ضالتي الذي كنت أبحث عنها !!
وجاهدت للوصول إلى عرشها وفزت بحبها !!
بحكم قرابتي المستمرة منها ..
رأيتها أول مرة في بيت العائلة ..ملاك بصورة إنسان .!(بريق الحب يشع من عيناه الذابلتان )
وانتابني شعور غير طبيعي اتجاهها ..!!
وكأني لم أعرف امرأة قبلها .! موجودة في مخيلتي ..
وقتها أعلنت التحدي .. وعاهدت نفسي بصون حبي مهما طال الزمان ..
أصبحت كثير التردد هناك ,لأحظى بنظرة من أميرتي الصغيرة تهدي لهفتي,وتسكن قلبي المجنون (يرفع بصره نحو السماء يحاول أن يداري دموعه المنهارة ويشعل سيجارة ليبث غضبه ويكمل بانكسار)..
أحببتها بصمت وكنت اكتفي بذبذبات الحب التي ترسلها فتصل إلى قلبي ..
تكهرب كل ذرة في جسمي وتجدد الدماء بشراييني ..
( ويهز رأسه كأنه يتذكر شيء مهم ) لا .. أنا لا أحبها بل أعشقها حتى الثمالة ..!!
كان رحيق الهمس من شفتيها شهد ..لا أريد وصفها لخوفي إن حروفي تخونني ..!!
كبر حبها بقلبي .. كالجنين يكبر في رحم أمه, تغذيه وتسقيه وتناغيه..
وتنتظر على أحر من الجمر خروجه إلى الحياة, وتنعم برؤيته بين يديها ويكمل بحسرة (حبي أجهض ) لا ..لا حبي اغتال بحكم القدر ..!!
مرت الأيام والسنون وحبي كطائر نورس تائه يبحث عن مأوى كموجة هادرة يلاعبها النسيم
(يأخذ نفس طويل ) وقتها ينتباني الخوف الشديد من المجهول القادم على صهوة الغد المرتقب بالمفاجأة التي لا نحسب لها حساب الزمن.!
كنا نجمين في السماء وجميع الكواكب تغار من همسنا..
حتى قررت تتويج أميرتي الصغيرة إلى ملكة ..ويتحقق حلمنا ..ونصون حبنا الطاهر من أي دنس ممكن يلوثه ..(يعتدل في جلسته ويمسك الكوب الذي أمامه بعنف ) ..
وقتها قررت مفاتحة (أمي )بموضوع الزواج .! وليت الأيام تعود بي إلى الوراء لكنت دفنت حبي في قلبي.! حتى لا يذبح أمامي وأنا مسلوب الإرادة )
آه أشعر بجثمان من القهر على عاتقي .!!
أمي فرحت ولم تحملها الحياة من السعادة .. وتردد الكلمات المعتادة انتظر هذا اليوم بفارغ الصبر وحلم حياتي يا أبني .. !
على بركة الله أنت اختار أي بنت وأنا أخطبها لكَ بدون أي تردد.. أو تريدني أنا ابحث لك .؟ قلت : أريد بنت واحدة وعليكِ فقط أن تتقدمي لخطبتها ..
ضمتني لحضنها وهي فرحة مستبشرة .. شعرت وقتها ثمة أعاصير تجتاحني لا أعلم سببها !!
كبرت وأحببت وأنا أخر من يعلم يا علي .. !!
(ابتسم ابتسامة خجولة ويتذكر) وقتها قبلت جبينها ويدها وقلت لها انتم الخير والبركة ..
قالت لا تهتم يا علي ..سعادتك يا حبيبي هي سعادتي وملاذي في الحياة ..
وسعادتي الحقيقة رؤيتي أحفادي حولي ويصدعوا رأسي بصراخهم ..
قلت لها بحماس لا تحملي هم الأحفاد سأغرق البيت لكِ أولاد..
تذكرت حلمي مع أميرتي الصغيرة عندما كنا نحلم بأولادنا و أقول لها أريدهم يكونوا شبهك يا أميرتي فيعبس وجهها لا.. أريدهم يكونوا صورة منك حبيبي . !!
وأنتبه إلى أمي وهي تهزني بيدها أين سرحت يا علي .؟
ابتسمت لها في أحفادك يا الغالية .. تضحك ضحكتها المعتادة ..
ما زلت ترن في أذني وتمسح بيدها على رأسي وتقول ادعوا الله أن يطيل بعمري لهذا اليوم يا بني ..
وبعدها ربي يأخذ أمانته ..وأنا مرتاحة البال وأنت بحضن زوجتك وأولادك ..
وسكتت برهة من الزمن وقالت : حبيبي علي ..!!
لم تقل لي من هي صاحبة الحظ السعيد التي تريد الزواج منها .. ؟
قلت لها تعرفينها يا أمي هي قريبة منكِ جداً .!! من تكون ؟
قلت لها والابتسامة تسبق كلامي ونبض قلبي بسرعة عندما نطقت اسمها (أميرة) يا أمي !
أجابت بدهشة أي أميرة تقصد ؟
قلت لها وهل يوجد أميرة غير حبيبتي .؟
الجميع حولها جواري .. تغير ملامحها وأن كانت تحاول أخفاء صدمتها بابتسامة صفراء.ونطقت بصوت مبحوح لا أعلم من تقصد يا علي ؟
قلت لها أميرة الذي أراها في بيت العائلة وتكون صديقة لبنات عمي حسن ألم تعرفيها ؟
تغيرت ملامح وجهها ووقفت مسرعة تحاول أن تشغل نفسها بأي شيء أمامها ..؟!!
قلت لها ما بكِ يا أمي .؟
ردت بغضب عارم واستياء شديد ولهجة صارمة أسمع يا علي ..
أمامك الكثير من الفتيات وأختر أي فتاة ..!!
ولكن أميرة تنسى موضوعها إلى الأبد وتمحيها من قلبك .. !
نزل كلامها كالصاعقة وأحسست بعالم غير العالم وكأنها أطلقت رصاصة الرحمة بقلبي.!
ماذا يعيب حبيبتي حتى ترفضها .؟
حاولت أصارع من اجل حبي واستعادة توازني وبسرعة البرق .!
أمي لا أريد غير أميرتي ..!قرارك هذا يعني موتي المحتوم ..وبنات حواء محرمات عليً !!
ردت علي بصعوبة.. ودموعها تسبق كلامها عزيزي علي, ابحث عن مصلحتك وراحتك هي أغلى ما عندي وأن قسوت عليك لخوفي عليك مما تجهله ..؟
خرجت كلماتي متشنجة .
أمي أعطيني سبب واحد لرفضك المتعجرف, وإلا ستريني جثة بلا روح
وستفقدينني إلى الأبد ما أصعب أن تحيى بعد أن يحكم على حبك بالموت ..!!
حبيبي يصعب علي أن أراك بهذه الحالة ..
ولخوفي عليك سأحكي لك حتى ترتاح وتنتشل نفسك من هذا الضياع القاتل .!!.
أميرة لا يجوز لك الارتباط بها فهي محرمة عليك .؟
ولا تسألني عن التفاصيل .!
لم استوعب كلامها ولا اعلم اضحك ابكي ماذا تقولي يا أمي.؟
أ تمزحي معي ..؟!
وبحزن شديد هذه الحقيقة والأفضل أنك لا تسأل ولا تبحث عن إجابة ؟!
.لن ترتاح وسيزيد عذابك ..!
تكلمت بعصبية.. لا يهم شيء أريد معرفة الحقيقة كاملة أرجوكِ يا أمي قلبي لا يحتمل أكثر وربما أجن إذا لم أعلم ما تخفيه عني ..؟!
ردت عليً بمشاعر ممزوجة أسمع كلام أمك يا علي ..
أنا مقدًرة انفعالك وصدمتك أقوى من أنك تتحملها (أقاطعها بعصبية وأمسك يدها )
أمي أرجوكِ .. أتوسل لك لا طاقة لي.!
أميرة لا يعيبها شيء وأي شخص يتمناها ..
ولكن مستحيل تكون هذا الإنسان. فهي من لحمك ودمك !!
بينكم نسب كبير..!! فرقته السنين مثل أي شيء جميل ذهب في مهب الريح !!
أميرة تكون بنت أخاك محمد من أبوك وأنت تكون عمها ..!!
وعلاقتهم انقطعت منذ سنوات بسبب مشاكل عديدة ..
وفرقت بينهم حتى هذا اليوم فكيف لك الزواج منها ؟!!
الصدمة جعلتني أفقدتني الصواب ..!!
فذهب عقلي هويت طريحاً كالطير المذبوح أنازع سكرات الموت..
وخروج روحي من جسدي وليتها خرجت.. !!
تعبت وأنا أصارع بحر الحياة العميق ..!!
وينهار ويبكي كـطفل فقد حضن أمه ولا يخجل من أخفاء ضعفه ودموعه)
لماذا أميرة من دون الفتيات تكون حبيبتي وبنت أخي .؟
لماذا القدر رماها بطريقي وليس بطريق احد غيري ؟!
لم تدرك أمي أن تلك الفتاة لن يكررها الزمن ..!!
وهي عالمي وبدونها لا أكون بالوجود .!
لم تكن تدرك أيضاً أنها كالعقيدة التي تملؤك إيماناً .. وتجنبك المعاصي..
وتحرم طاعة غيرها من النساء.. وتكفر حب سواها من الباقيات ..
ولم تدرك أيضاً أنها قضية حياتي وكنت على الاستعداد للرهان بعمري للفوز بقلبها.. !!
أما الآن فلم يعد لتلك الأحلام الغضة أن تسكن حياتي، بل ولم يعد لرغبات الزواج المخزية حاجةً في باقي سنواتي، فأنا لا أؤمن بأي أنثى إذا لم تكن أميرة حياتي .
بين ليل وضحاها تكون حلم عشته سنوات يذهب مع خيوط الفجر الخائنة !
التعليقات (0)