الرئيس محمد حسني مبارك
بغض النظر عن أخطاء حسني مبارك . لكن موقفه الشجاع في حرب اكتوبر كفيل بجعله قائد عربي شجاع يستحق كل التقدير . والى أن يثبت من خلال محاكمته أنه أرتكب جرائم ضد شعبه هو انسان بريء بنظر القانون . ورأينا كيف تحولت مصر الى ساحة للحروب الطائفية بعد رحيل الرجل عن السلطة . الرجل خدم مصر وقدم الكثير لها وفنى عمره لاجلها ووقف في فترة من فترات حياته ضد اسرائيل وأذاقها الويل . لذلك يستحق كل الحب وبدل محاكمته وأخذ امواله يستحق مكافأته وأعطائه راتب تقاعدي . ولو كانت لدي القدرة لبنيت له تمثال في قلب بغداد كونه قائد عربي شجاع وقف بوجه أسرائيل في حرب اكتوبر .
الرئيس زين العابدين بن علي
مهما يكون ما فعله بن علي . لكن يحسب له موقفه الشجاع حين كان طالبا في الثانوية حين أنخرط في صفوف المقاومة الوطنية ضد الحكم الفرنسي على تونس وتعرض للسجن وفصل من الدراسة . كل هذا يحسب له كنظال مبكر ضد الهيمنة الفرنسية الغاشمة على ربوع تونس الخضراء . وما فعله من اخطاء لاحقا يمكن التغاضي عنها مقابل موقفه المشرف .
شهيد الامة الأخ القائد معمر القذافي
هذا الرجل تعرض لهجمة شرسة من قبل حلف الناتو الذي يمثل اليد الضاربة لامريكا . قد يكون تعامله مع شعبه قاسيا وحازما بعض الشيء لكن يجب غض البصر عن اسلوبه الحازم مقابل ما تعرض له من هجمة اجنبية الهدف منها هو السيطرة على النفط ونهب خيرات ليبيا . يجب ان نغض الطرف عن مشاكلنا الداخلية ونفتح اعيننا جيدا على العدو الخارجي الذي سيستغل أنشغالنا ببعضنا لينقض علينا بلا رحمة . ثم أن الرجل مات شهيدا في أرض المعركة .
الرئيس علي عبد الله الصالح
خرج الرجل قبل سنوات والقى خطاب جماهيري قال فيه أنه لن يرشح نفسه للرئاسة . لكن الجماهير صاحت بصوت عالي تطلب منه أن يعيد ترشيح نفسه . فاجبروه على أن يرشح نفسه مرة أخرى . ولو كان هؤلاء مرتزقة وأتباع الحزب الحاكم كما يقال . لماذا لم يخرج المعارضين له ويطالبوه بعدم ترشيح نفسه ؟ ثم ان الرجل له أنجازات كبيرة وقدم تنازلات عظيمة يجب أن يقدرها الشعب اليمني .
الرئيس بشار الأسد
لا ادري لماذا يتظاهر الشعب السوري ضده ؟ الرجل وقف ضد الكيان الصهيوني ووقف ضد أمريكا بكل قوة وشراسة ويتعرض لضغوط كبيرة بسبب ذلك وكان يستطيع الخضوع كالبقية بكل سهولة لينتهي الموضوع لكنه اختار طريق الوطنية والكرامة . الا يستحق الاحترام ؟ الا يستحق أن نقف له باجلال وتقدير لوقوفه بوجه أكبر قوى الشر في العالم ؟ أكبر دليل على أن الرجل يقف في جانب الحق هو وقوفه ضد أمريكا واسرائيل . ألا يجب ان يتحد معه الشعب ليقويه على اعدائه بدل أضعافه . أن الوقوف بوجه هذا الرجل لن يستفيد منه سوى أمريكا وأسرائيل ومن لف لفهم . ويجب على الشعب السوري أن يعطيه فرصة ليصلح نظامه .
أذا كنت ثائرا عربيا ضد نظام الحكم في بلدك وتحب صدام حسين وتعتبره قائد عربي ملهم . أذا كنت مؤيدا لأسقاط النظام في بلدك وتحب صدام حسين وتعتبره قائد عربي وقف ضد الاحتلال الامريكي . أذا كنت داعيا لرحيل الرئيس في بلدك وتحب صدام حسين وتعتبره شهيد الامة .
السطور السابقة التي مرت عليك هي اختبار لمشاعر نسبة كبيرة من العراقيين حين تمتدح صدام حسين أمامهم . السطور السابقة هي تجربة حية لما يشعر به العراقي حين تمتدح صدام حسين امامه .
السطور السابقة لا اؤمن بحرف واحد منها وما هي الا قلب للادوار ليشعر البعض بمرارة أن تمتدح جلاده امامه . أي رئيس ذكرت اسمه في السطور السابقة ما هو الأ دكتاتور متسلط يستحق السجن والمحاكمة .
لم يفعل حسني مبارك عشر ما فعله صدام حسين لكن الكثير من الاخوة المصريين يستفزهم فقط الحديث عن العفو عنه . لكن في نفس الوقت نسبة منهم لا يبالون حين يمتدحون صدام حسين لانه باختصار لم يجلدهم بل جلد العراقيين . وهذا أمر غير محسوس بالنسبة للكثير من العرب وليس المصريين فقط . وما هو محسوس وملموس فقط وقوفه بوجه الأجنبي وخطبه الحماسية وشخصيته العروبية الملهمة .
قد يقول أحدهم مقارنة صدام حسين بهؤلاء غير عادلة فالرجل وقف بوجه المحتل ومات شهيدا كعمر المختار . وله أنجازات في العالم العربي يجب عدم نكرانها . وبعده تحول العراق الى فوضى ووووو . ألخ .
أتفق في أن مقارنة صدام بهؤلاء غير عادلة فما فعله هؤلاء مجتمعين بشعوبهم لا يصل الى نصف ما فعله صدام بشعبه . أما باقي الكلام فقد عفى عنه الزمن . ان الانحياز والتبرير والانانية والمزاجية عوامل أساسية في الذهنية العربية .
قد يقول احدهم لو أن الشعب العراقي ثار على صدام لباركنا لهم هذه الثورة ووقفنا معهم لكن سقوط صدام كان على يد المحتل الاجنبي ونحن ندعم صدام لو خيرتنا بينه وبين الاجنبي .
الحقيقة ان الثورة على صدام كان أمر مستحيل لان ما فعله القذافي بشعبه يعتبر نزهة مقارنة بما كان سيفعله صدام لو ثار الشعب ضده .
- لو ثار جنوب العراق ستعتبر حركة تخريبية مدعومة من ايران لدحر العروبة وسيقف العرب شعبيا ورسميا ضدها كما حدث في أنتفاضة عام 1991.
- لو ثار الكرد ضد صدام ستعتبر حركة قومية عنصرية أنفصالية مدعومة من الخارج هدفها تقسيم العراق والوقوف بوجه العروبة وسيقف العرب شعبيا ورسميا ضدها كما حدث في الأنفال وحلبجة .
- لو ثار غرب العراق ضد صدام ستعتبر حركة أنقلابية يقودها بعض الخونة للوقوف مع المحتل الاجنبي ضد القيادة الحكيمة وسيكون مصيرهم الأعدام كما حصل مع الشهيد محمد مظلوم ابن مدينة الرمادي .
- لو ثار العراق مجتمعا سيكون مصيره الحرق الى اخر فرد في اخر زقاق بجميع أنواع الاسلحة وسيتكفل الاعلام التعبوي الموجه في توجيه الراي العام لتصديق قصة محبوكة تلامس العقلية العربية .
حين نرفض الظلم يجب أن نرفضه بالمطلق وليس الظلم الذي يقع علينا فقط . الظلم ليس سيء حين نتعرض له فقط بل سيء بالملطق . وأذا كنا نرفضه فقط حين نشعر به فهذا دليل وجود خلل كبير في الذهنية والعقلية .
أذا كنت اعمل في شركة ومدير الشركة أنصفني وأغدقني بالمكافئات وفي نفس الوقت ظلم زميلي ولم يعطيه حقه مع أنه يبذل مجهود عالي يصل الى ضعف مجهودي . حين أعطي رايي بمدير الشركة يجب ان أقول أنه ظالم لانه ظلم صديقي وأنا متيقن من تعرض صديقي للظلم . أما أن أقول أنه كريم ومنصف فهذا دليل أنانيتي وأنحيازي لنفسي وعدم أنصافي . من الانصاف أن أقول أنه كريم معي مع أني لا أستحق الكرم وظالم مع صديقي مع أنه يستحق الانصاف .
أمر محبط أن تجد شريحة من المجتمع يكرهون جلاديهم ويحبون جلادين غيرهم . من حق أي أنسان أن يحب من يريد ويكره من يريد لكن يجب أن يراعي مشاعر غيره ويضع نفسه محله . لكنه الأنحياز و الأزدواجية والأنانية والمصلحة
التعليقات (0)