مواضيع اليوم

سأبحث عن بطل

سالمي بن زيان

2009-03-30 12:57:54

0

"نستسلم للبطل عندما يبلغ الشعوربالضعف والكسل والعجز درجة حادة ."

     علي زعيور

 

سيدي الرئيس …كلما اقترب موعد السباق يتبادر الى ذهني أمر أعتقد أنه لن يفوت رجلا بذكائك ودهائك,يتبادر الى ذهني –ولن أستطيع مقاومة الفكرة- أنه لا يجدر بك أن ترهق نفسك في حملة انتخابية ولاهم يحزنون ,خصوصا وان الظروف الصحية مش ناقصة.

لا يجدر بك سيدي أن تنخرط في مقاتلة طاحونات الهواء,و تضييع وقتك في اصطياد الأرانب ,فمنحهم دور المنافس لهو اقصى ما يصبون الوصول اليه.

أقول لك هذا لأن الشعب البار سيقول مجددا –للمرة الثالثة-نعم.

 نعم !

يا لها من قوة تلك التي تحويها هذه الكلمة !    

 إن قول "نعم " في العالم بأسره لهو دليل على القوة ، والثقة ، والمعرفة ، والعطاء .

ولكنها في الجزائر تقال بدلا من كلمة لا

في الجزائر تقال لانها اسهل ,وانت سيدي اسهل الحلول .

سيدي الرئيس ,يوم ينطق زرهوني اسمك الذي لم ولن يطاوعه لسانه على ذكر اسم غيره,ويوم يذرف ولد عباس دموعا أخرى أغزر من دموعه يوم تشريفك الشعب بالترشح ,يوم تنطلق الزغاريد وتجوب السيارات المجنونة الشوارع ,يوم الانتصار الساحق تذكر شيئا واحدا سيدي.

تذكر أنك تخلف نفسك للمرة الثالثة ,ليس من أجل انجازات عظيمة ولا معجزات تكون قد تحققت في زمنك ,فالشيوخ والعجائز وربات البيوت ,وحتى عامة الشعب لايحسنون لغة الارقام وليس بامكانهم احصاء عدد المدارس والمستشفيات ولا حتى مناصب الشغل التي يقول وزراؤك أنها تحققت في عهدك ,وحتى رائعة حمراوي حبيب شوقي الجزائر وما أدراك ما الجزائر لم يشاهدها الكثير وأظنك تعلم أن الجميع هجر اليتيمة منذ زمن بعيد.

ومع ذلك سوف يقول الشعب نعم ,حتى موسى التواتي يدرك ذلك.

هل تعرف سيدي لماذا ستخلف نفسك للمرة الثالثة –وربما الرابعة -؟

سيقول بعض المعارضين أن الانتخابات ستزور….انهم مجرد هواة في عالم السياسة.

ستخلف نفسك سيدي لأننا في الجزائر ,ولأننا في الجزائر ينبغي أن نبتعد قليلا عن المنطق والبرامج والانجازات ,دعنا نتحدث عن مواطن مغبون ,مقهور,حاصل في الخبزة,مواطن محبط عاجز عن مواجهة تداعيات الحياة اليومية أو تحليل الاحداث ,مواطن مثقل بالشعور المرير أن ووجوده هامشي,المواطن نفسه الذي خاطبته قبل عشر سنوات قائلا :"ارفع راسك ياابى",مواطن من هذه الطينة وفي غياب مؤسسات ديموقراطية تحميه وتدافع عنه ,سيختار أسهل الحلول,سيبحث عن بطل ,بطل يمنحه مايريد من امتيازات و"عهدات"في سبيل أن يصبح وكيلا له أمام الاحداث ,ويتصرف نيابة عنه ,في حاضره ومستقبله ومصيره,فهو"المواطن "مثل الطفل الذي يركن الى جبروت أبيه في ساعات الضعف ليطلب حاجات يتمناها.

لاننا في الجزائر سيدي الرئيس…يحتاج المواطن الى بطل ,منقذ ,مخلص,تمشي في ركابه الحشود متطلعة لأقواله عله يرمي لها فتات أمانيها في عسر دنياها ومأزق وجودها ,عله يمن عليها من عليائه ويجود عليها بكرمه الفائض.

ولأننا في الجزائر…جزائر المجتمع المقهور,المؤجل الأماني والتطلعات ,جزائر المجتمع الأبوي الخانع للعلاقات العمودية ,الخاضع لمسارات التبعية والخضوع من أعلى الى أسفل,مجتمع أفرز انساناعاجزا محكوما بالتبعية وتعلم من خلالها الاتكالية والكسل,فهو غير قادر على مواجهة الحياة ,لذلك فهو يختار أسهل الحلول ,سيبحث عن بطل.

سيدي لأننا في الجزائر…دعنا نبتعد قليلا عن المنطق , لا يهم أن تكذب على الجمهور لأنه لا يطلب الحقيقة أصلا,انه يطلب الوعود والأحلام والإثارة.جمهور عاطفي يطلب بطلا يتصرف نيابة عنه,لأنه من أكثر شعوب العالم تعلقا بالحاجة النفسية الى رمز وبطل مخلص.

 

كلمة أخيرة

قال نزار قباني في قصيدة الممثلون :

"حين يصير الناس في مدينة

ضفادع مفقوءة العيون ,

فلا يثورون ولا يشكون ,

ولا يغنون ولا يبكون ,

ولا يموتون ولا يحيون

,تحترق الغابات ,والأطفال ,والأزهار ,

تحترق الثمار,

ويصبح الانسان في موطنه ,

أذل من صرصار…."




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !