قاد أبرهة الأشرم جيوشه ، رامياً تدمير الكعبة المشرفة ، من أجل محاولة جعل الناس يتوجهون نحو كنيسته التي بناها في صنعاء ، ولدى وصوله قريب البيت الحرام ، أرسل الله طيراً تحمل في مناقيرها حجارة من سجيل ، فجعلته وجيشه كالعصف المأكول .
وأما صاحب سفينة التايتنك ، والذي غرته تلك السفينة وسماها بهذا الاسم الذي يعني انه السفينة التي لا تغرق أبداً ، فكان حاله كحال فرعون عندما قال أنا ربكم الأعلى ، وبلغ به الصلف والوقاحة مبلغهما عندما قال لدى سؤاله عن قوة ومتانة هذه السفينة : " حتى الله لن يستطيع إغراقها " فجاءها أمر الله فجعلها حصيداً كأن لم تغن بالأمس .
والأمثلة على نهاية كل من تحدى الذات الإلهية كثيرة ومعلومة لكي ذي عقل ، ومنها اختناق المغني بون سكوت نتيجة لتقيئه المتواصل يوم 19 / 2 / 1980م ، بعد أن كان يغني قبلها بعام بإحدى أغانيه ، فيقول : " لا توقفني ، أنا ذاهب إلى الأسفل ، ذاهب إلى الجحيم في الطريق السريع " .
ومن أيام توافدت حشود حجاج بيت الله الحرام إلى الأراضي المقدسة من كل صوب وحدب ، ومن كل فج عميق ، إلاّ مكاناً واحداً أعلن الحرب على هذا الركن من أركان الإسلام فقام بإلغائه بحجة الخوف من الإصابة بأنفلونزا الخنازير ، ولا عجب فقد حاول سلفه السابق سلف السوء أن يلغي ركن الصيام من قبل ، وعندها جاء الرد الرباني من فوره لمن تحداه ، ومن جنس عمله ، فحاق بهذا الخبيث ما كان يخشاه ، وأصيب من فوره بتلك الأنفلونزا وفي عقر داره ، وداخل حصونه ، وذلك كما نقلته صحيفتا " الباييس " و " إي . بي . ثي " الاسبانيتين عن إلغاء زيارة الملك الاسباني لتونس والتي كانت مقررة يوم الأربعاء الماضي ، بسبب إصابة الرئيس التونسي زين العابدين بن علي بمرض أنفلونزا الخنازير ، وذلك رغم كل المحاذير التي كان يقوم بها ، والحملات التي كان يشنها ، فاستحق بهذا أن يكون أول رئيس يصاب بهذا الداء ، كما كان من قبلها أول رئيس يحارب الإسلام وبشكل علني وسافر ، فقد دأب هؤلاء الأقزام الذين تولوا حكم تونس بعد عهد الاستعمار الفرنسي على محاربة كل القيم السماوية ، والهزأ بالأحكام الشرعية ، فتم منع الشباب من الصلاة في المساجد ، ومنعهم من إطالة اللحى ، ومنع الفتيات المسلمات من لبس الحجاب الإسلامي في عهد بورقيبة ونائبه ورئيس استخباراته زين العابدين وقتها ، إلى أن قام هذا الأخير بطرد بورقيبة واستلام الأمر من بعده وذلك في عام 1987م ، ولا زال مسلسل الضغط على المسلمين قائماً ، ومحاربة الإسلام تجري على قدم وساق ، وسط سكوت المسلمين قاطبة عما يجري هناك .
والغريب كذلك أن هؤلاء الأقزام قد فاقوا كل نظير ، فقد أعلنوا حرباً سافرة على شرائع الإسلام بلا خوف أو حياء ، حيث زعم الرئيس السابق بورقيبة في مؤتمر عام 1974م : " بأن القران متناقض ومشتمل على بعض الخرافات مع وصف النبي صلى الله عليه وسلم بأنه إنسان بسيط يسافر في الصحراء كثيراً ويستمع للخرافات السائدة في ذلك الوقت " وقد أرسل عدد من علماء المسلمين يطالبون بورقيبة بالاعتذار والدخول في الإسلام مجدداً لكنه رفض وأصر على عناده وكفره ومن هؤلاء العلماء أبو الحسن الندوي أمين علماء الهند وابن باز في السعودية وحسنين مخلوف مفتي مصر وأبو بكر جومي رئيس قضاة نيجيريا ، وفي عهده تم ملاحقة الشباب المسلم ملاحقة مريعة ، واستمر هذا القمع والظلم في عهد رئيس مخابراته السابق زين العابدين ، فقد ذكر وزيره للشؤون الدينية بوبكر الخزوري عندما سأل عن تنامي ظاهرة ارتداء الحجاب : " بالعكس ظاهرة الحجاب تراجعت ، وعندما نقول تراجعت ، فإننا نعي ما نقول ، ونستند إلى معطيات موضوعية " ويضيف : " الحجاب دخيل ونسميه بالزي الطائفي ، باعتبار أنه يخرج من يرتديه عن الوتيرة ، فهو نشاز وغير مألوف ، ولا نرضى بالطائفية عندنا " ووصل الأمر كذلك بصحيفة الحدث التونسية والناطقة بلسان الدولة وعبر أحد مقالاتها أن تصف الحجاب الإسلامي : " بأنه دخيل على الإسلام ، وأنه زي المومسات والعاهرات والوثنيين والعبيد " داعية التونسيات إلى التخلي عنه لأنه مصدر للأوساخ والأمراض ، وقد عمدت السلطات التونسية على اعتراض الرجال والشباب الملتحين والنساء والفتيات المحجبات بالأسواق ، واقتيادهم إلى مراكز الشرطة وإجبارهم على الإمضاء لحلق لحى الرجال ونزع الحجاب عن رؤوس الفتيات ، وكان آخرها ما جاء في بيان " جمعية الدفاع عن المحجبات " يوم الجمعة 17 / 4 / 2009م وما صدر عن منظمة " حقوق وإنصاف " بتاريخ 30 / 4 / 2009م وكل منهما يسرد وقائع حية من اضطهاد البوليس للملحتين والمحجبات في تونس .
نسال الله تعالى أن يرينا في كل ظالم يوماً اسوداً ، وأن يختار لنا قادة صناديد كعمر بن الخطاب وصلاح الدين ومحمد الفاتح ، يدافعون عن عباد الله ويقيمون شعائر الله في أرضه .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ، والعاقبة للمتقين
التعليقات (0)