قدم لنا الاعلام السوري الرسمي مهزلة أخرى من سلسلة المسرحيات الهزلية التي دأب على تقديمها منذ بداية الثورة السورية ، ولم يكن هدف الاعلام السوري الذي تسيطر عليه المخابرات السورية سيطرة كاملة الا ان يثبت للعالم ان زينب الحصني على قيد الحياة وكان يعتقد انه بذلك يوجه ضربة قاضية للاعلام العالمي وبعض المنظمات العالمية وخصوصا قنوات العربية والجزيرة والبي بي سي (مركزا اكثر على قناة العربية ) ومنظمة هيومان رايتس ووتش وشيخ الازهر احمد الطيب ، واختزل ذلك الاعلام الهزلي القضية كلها في هل ان زينب الحصني حية أم ميتة وبجهل فاضح وواضح يضع الاعلام السوري نفسه مع النظام السوري في ورطة أكبرمن كون زينب الحصني هي المقتولة ، فالجريمة الان اصبحت اكبر من مجرد مقتل زينب الحصني ، فزينب الحصني ليست المقصودة بذاتها وليست شخصية استثنائية في سوريا ولكنها مواطنة عادية مثل بقية المواطنين السوريين والعالم لا يعنيه الاسم ولا يعنية ان كانت الفتاة المقتولة بوحشية بالغة اسمها زينب الحصني ام لا والجريمة التي اقترفها النظام السوري تتمثل في انه قتل فتاة سورية وقطع جسدها بوحشية بالغة جدا وهذه الجريمة اراد الاعلام السوري القفز عليها وكأن المهم لدى العالم ان لا تكون تلك الفتاة هي زينب الحصني ، وكأن الاعلام السوري الهزلي المثير للسخرية والاشمئزاز يتوقع منا حين اثبت لنا ان تلك الفتاة المقتولة بوحشية كبيرة ليست زينب الحصني أن نقول له خلاص طالما هي ليست زينب الحصني فلم تعد هناك مشكلة ، اليست هذه مهزلة حقيقية ايها الاعلام الهزلي غريب الاطوار ؟ الا ترى ايها الاعلام العبثي أن المشكلة الان اصبحت اكبر وافدح والجريمة الان اصبحت اشنع ؟ فالجريمة الاولى هي خطف زينب الحصني لمساومة اخيها على تسليم نفسه والجريمة الثانية هي قتل اخيها وهذا لا شك فيه ، والجريمة الثالثة هي قتل تلك الفتاة المسكينة المجهولة وتقطيع جسدها وتشويه وجهها تماما حتى اختفت معالمه وهي جريمة يندى لها جبين الانسانية من البشاعة ، والجريمة الرابعة هي تسليم جثة تلك الفتاة المجهولة لأهل زينب الحصني على انها ابنتهم ، وهذا يدل على أن زينب الحصني كانت لدى السلطات السورية ولم تكن عند اقاربها كما دلس علينا الاعلام السوري فلو كانت بالفعل عند اقاربها فلماذا تقوم السلطات السورية بتسليم تلك الجثة المشوهة لأهلها ، بل كانت الاجابة المنطقية أن تقول لأهلها انها ليست لدينا ،
والغريب والمثير للسخرية أكثر أن السلطات السورية قامت بتسليم جثة مشوهة لأهل زينب الحصني واكدت لهم انها هي ابنتهم فصدق اهلها الرواية ثم صدق العالم تلك الرواية وبعدها خرج علينا الاعلام السوري المتحدث باسم السلطات السورية يلوم العالم ويظهر الشماتة لكون العالم صدقه وصدق روايته ، وهذه هي أم المهازل (مع الاعتذار لصدام حسين) وكأن الاعلام السوري يقول للعالم حين تقوم السلطات السورية بتسليم جثة لاهلها وتحديد اسم صاحبها فلا تصدقو ابدا لأن السلطات السورية تتلاعب بكم وستخرج لكم بعد ايام وتثبت لكم انها قد خدعتكم ، وهذا يدل على ان ما يفعله الاعلام السوري اصبح جريمة بموازاة جرائم السلطات السورية ،
وختاما أقول لذلك الاعلام الهزلي هذه هزليتكم ردت عليكم فالجريمة الان اصبحت اكبر وعليك الان ايها الاعلام المضحك المبكي ان توضح لنا الان من هي تلك الفتاة المشوهة ؟ ومن شوهها واقترف معها كل تلك الوحشية ؟ ومن المسئول عن تسليمها لأهل زينب الحصني ؟ وكيف يتم تسليم جثة مشوهة لأهل فتاة تقولون انها كانت عند اقاربها ؟ وكيف يتم التلاعب بالجثث بكل هذه السهولة واللامبالاة ؟ وهل التلاعب بالجثث امر اعتيادي عند السلطات السورية ؟
أن الاعلام السوري اصبح الان في ورطة اكبر مما كان عليه قبل اثبات أن زينب الحصني على قيد الحياة
ابورفاد العليي
والدة زينب الحصني
التعليقات (0)