زيارة عابرة

هُنا

على هدأة

 وتراقص بطيء

يبح النهار
خيوطة
من نافذة الأعالي
بسلاسة متناهية
حيث إنتظار باقي في الجوار
ليس له معنى ولا ترجمة ولا حتى شأن
 ثمة  ثرثرة خيوط
تقف على عتبات الصبح
يعلوا حفيفها تارة
ويجنح الى الأفول تارة اخرى
 بالكاد أسمع
من يردد قول هولدرلين
وداع إذا مت في ذل ونفسي لم تنتقم من الوقحين
ومن يصرخ صراخ تولوز لوتريك
في ليله الطويل
 واحسرتاه لا يفهمون ما ارسم
تلك خيوط
منسوجة من كم الخيبات المتعاقبة
تصب في رئة الزمن
لا سبيل من تجاهلها
لأنه لا معنى من تجاهلها
يتسرب منها 
موسيقى رتيبة
تنسجم مع لحظة شوق موحشة بغرابة
و بوح حزين
 يعم كل شيء دون ان يتموضع في شيء
واشياء كثيرة
تأملتها حتى اصبحت نقيض للحقيقة 
هي ذي

 سيدة الأسرار
تهبط من بين تلك الخيوط
 بشبق لا يوصف
كما الماء المنهمر من اعلى الى اسفل 
تمتطي الجهل خيلاً
 لفها الليل حيناً
وها هو يطلق سراحها في غير موعد مناسب
 تفتح ابواب عهرها في المقام وكأنها العاصفه وانا أمام 
  على جناح الخيال تصعد دون رفيق او دليل
  تدلق في قلب الغيم حسرة
وفي كف الريح تشعل جمرة
وعلى مذبح القمر
 تزرع شجرة متعرجة منحنياتها ضيقة

 بمقدار الشيء هي لا شيء
هي
ذاك الجسد الحي
الذي ادخله بودلير في قصيدته الملعونة 
ليرقص رقصته الجنائزية الأخيرة 
وتلك
القارورة المنفجرة من النشوة 
التي رماها الإله باخوس في الدرب عن قصد
اه
أما من احد
 يخبرها
انه لا فائدة من مد اللسان في الساعة التي يهم فيها الغير لعضه
اه
 أما من احد
يقنعها
انه لا جدوى من توسد اطراف الزمن في الدروب الملتوية
اه
اما من احد
يشرح لها
ماذا يعني ان تكون زيارة عابرة امام النجوم الطوالع