مواضيع اليوم

زيارة انجلينا ...وقلق عمرو موسى

ماهر حسين .

2011-06-21 09:37:48

0

 ماهر حسين .

يعتبر النظام في سوريا من أكثر الأنظمة التي على خلاف مع الدول العربية وبل أن علاقاتهم القوية والمميزة سابقا" مع قطر تدهورت إلى مستوى كبير بفعل تغطية قناة الجزيرة الفضائية لما يحدث بسوريا وما واكب هذا من حملة تهجم وتشهير بدور قطر وبل أن سوريا تجاوزت المنطق عندما هددت قطر بخصوص الاستثمارات القطرية بسوريا كما سربت وسائل الإعلام في ذلك الوقت وإذا أضفنا تدهور علاقات سوريا مع تركيا حيث أن مستوى النقد المتبادل الآن علني وأخره ما جاء بخطاب الرئيس بشار في جامعة دمشق حيث قال بان سوريا لا تتلقى نصائح من أحد حول الإصلاح وهو بهذا يرد على موضوع (كتيب الإصلاح ) الذي قدمته تركيا لسوريا والقادم وكما هو واضح سيكون من بوابة تركيا .
طبعا" سوريا الدولة تحافظ على علاقات حسنة مع إيران وبل إن سوريا تلعب دور بتسهيل التوسع الإيراني بالمنطقة وتسهيل التدخل الإيراني بالمنطقة والعلاقة مع إيران الآن لا تفيد سوريا بأكثر من تقديم خدمات واستشارات أمنية من المختصين في قمع الجماهير بإيران إلى رؤساء أجهزة أمن سوريا وشبيحتها بهدف القضاء على انتفاضة الشعب السوري وكما أن إيران قد تشكل ملجأ أمن إلى الرئيس السوري وعائلته إن حصلت تطورات غير محسوبة بالنسبة لهم ولمن معهم من أتباع وأقارب ويجب التأكيد على أنه وبحكم العلاقة مع إيران فأن سوريا تحتفظ بعلاقة مع حليفها حسن نصر الله وجماعته وهناك منظمات أخرى تابعه لسوريا وتعتبر تابعه للأمن السوري ومنها على سبيل المثال الجبهة الشعبية القيادة العامة .
وينحصر دور هذه المنظمات الآن بالمساهمة في قمع الجماهير وتقديم خدمات أمنية للنظام أو بمحاولة اللعب على ورقة إسرائيل للتغطية على ما يحدث بسوريا .
نفهم الموقف الإيراني المؤيد للنظام السوري ونفهم بأن المعلومات المتواردة عن دعم إيران للنظام بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر فهذا مفهوم بحكم التحالف والمصير الواحد للنظامين بالإضافة إلى أن حكام دمشق يروقوا طائفيا" لحكام طهران وهذا معروف ولا أفضل الخوض به لأنني أرفض الطائفية و نفهم أن مقاومي الجنوب قد يكونوا تركوا الجنوب وتركوا التحرير والمقاومة وتوجهوا لسوريا( كما يتحدث الشهود وتتحدث التقارير) ليمارسوا القتل والقمع للحفاظ على النظام السوري بتشكيلته وبطبيعته لان هذا هو مستقبل مجاهدي ومقاومي الجنوب المتفرغون الآن للدفاع عن سوريا وللتحريض ضد البحرين القضية المركزية للعرب وللعروبة وللإسلام !!!!!
بالمقابل ما لا أفهمه موقف دول العرب مع نظام سوريا فالرب لم يفعلوا شيء وكان الأمر لا يعنيهم !!! وما لا أفهمه كذلك موقف الغرب من سوريا فالغرب سارع لتحرير الليبيين وشكل قوات لتحقيق الهدف وها هو العالم الغربي يصمت عن ما يحدث بسوريا ويكتفي باستنكار وعقوبات اقتصاديه ولا أدري ما هو الفرق بين العربي الليبي والعربي السوري وكلاهما يتعرضا للقتل على يد النظام وطبعا" فأن الولايات المتحدة الأمريكية تتعامل بحذر وبُطؤ غير مفهوم مع ما يحدث بسوريا وهذا غير مفهوم تماما" بظل أن أمريكا نفسها سارعت لتقول لحليفها الرئيس السابق حسني مبارك لترحل وأضافت (فورا") !!!!
أمريكا تطلب من حليفها الرحيل الفوري ولا تفعل شيء اتجاه من هم على خلاف معه ومع نظامه ..والأغرب الموقف الإسرائيلي ..حيث يظهر جليا" رغبة إسرائيل بالحفاظ على ما هو قائم بالعلاقة مع النظام حيث أن الجولان السوري هو أهدأ أرض محتله بالعالم فلا مقاومة ولا مفاوضات ولا ضغط حتى لاستعادة الأرض .
ما سبق هو تبسيط لطبيعة العلاقات السورية الآن حيث أشرنا إلى العلاقات العربية السورية وتحدثنا عن علاقة سوريا المتدهورة بتركيا وكذلك علاقة سوريا بإيران ومن ثم أشرنا إلى علاقات سوريا مع الغرب ومع الولايات المتحدة الأمريكية وتحدثنا عن ما ترغب به إسرائيل من سوريا و يبقى بان نشير إلى أن سوريا تعتقد بأن الموقف الروسي سيبقى حامي لها دوليا" ولو قرأ النظام السوري ووعي ما حدث بموقف الروس من العراق وليبيا فانه سيجد وبوضوح بأن الموقف الروسي قابل للتغيير وبسرعة وبحكم مصالحها أما الموقف الصيني فهو معروف للجميع .
أخيرا" يبدو ان تخبط النظام انعكس على عدم قدرتهم على تفهم زيـــارة وقلق ...قلق السيد عمر موسى وزيارة انجلينا جولي للاجئي سوريا بتركيا .
لقد عبر الأمين العام السابق عمرو موسى عن قلقه بسبب ما يحدث بسوريا وعن قلق العرب فسارع النظام السوري للتهجم والتشكيك بمواقف السيد عمرو موسى ...الرجل قلٍق على سوريا ...وهذا بالنسبة للنظام هناك جريمة وخيانة فكم هو غريب وعجيب موقف النظام وكم يعبر عن ارتباك النظام السوري...عمرو موسى قلق على سوريا وهذا حقه وحق كل عربي وتمنينا بكل حب لسوريا ورغبه بان تكون بأعلى المواقع بأن النظام تعامل مع المظاهرات بعيدا" عن منطق الأمن والقتل والتعذيب وعندها كان من الممكن أن تمر الأزمة ولكن الآن لا تراجع وخاصة أن خطاب الرئيس السوري في جامعة دمشق لم يحمل شيء بالمطلق ولم يتسم حتى بالجدية ..رفضت سوريا قلق عمرو موسى وهاجمته بشده على لسان المعلم وسفير سوريا في مصر طبعا" ورد موسى لاحقا" بان القلق على سوريا مشروع وليس خيانة وهذا أبلغ رد .
في نفس الوقت سارع أتباع النظام السوري لمهاجمة الممثلة الامريكية أنجلينا جولي لزيارتها لمعسكر اللاجئين السوريين بتركيا وهناك اتهامات جاهزة بالعمالة للأطلسي والـــسي أي أي بالإضافة إلى أوصاف متعددة لا يمكن لنا ذكرها هنــــا ...كم هو غريب هذا الأمر ويعبر عن منطق أغرب فالجميع يعلم بان سوريا معزولة إعلاميا" وممنوع أي تغطية للصحف ووسائل الاعلام المستقلة بها وهذا نابع من خوف النظام على كشف حقيقة ما يحدث هناك والآن وبفعل ما يحدث بسوريا من قمع وقتل خرج السوريين إلى الصحفيين الغير قادرين على الدخول لسوريا... خرجوا لاجئين إلى لبنان فتم احتجازهم ومنعهم من التحدث تم وإعادة بعضهم وتسليمهم للنظام !!!بقيت تركيا كملجئي أمن للهروب من جحيم القمع والقتل والموت فهرب بعض من هرب إلى سوريا لينجوا بحياتهم وبالبداية تم منع الحديث إليهم حتى تمكنت الممثلة الأمريكية من ترتيب زيارة للاجئين حيث كشفت هذه الزيارة ما يحدث بسوريا ومستوى القمع هناك وكما أنها منحت الفرصة للاجئين ليعبروا عن موقفهم من النظام الذي يعارضوه وبهذا أثارة زيارة انجلينا جولي الماء الراكد بقضية لاجئي سوريا وتحولت القضية إلى قضية رأي عام وسارع الجميع للتعامل مع القضية بمنطق المساعدة والنصرة والتعاون مع هذا الشعب المظلوم ...وطبعا" الهجوم على الممثلة الأمريكية والسفيرة للإنسانية جاء بظل دور مخزي لكبار ممثلين سوريا وعلى رأسهم صاحب (كاسك يا وطن ) ..أتمنى لو أمتلك العرب ما هو أكثر من قلق عمرو موسى وتمنيت لو أن فناني العرب سارعوا لزيارة اللاجئين قبل الرائعة انجلينا جولي .




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !