زيارة البابا الى المنطقة سياسية ام روحية ؟
1- الزيارة الثالثة التي يقوم بها احد البابوات الى المنطقة هي التي قام بها بندكتوس السادس عشر الى الاردن , هذه الزيارة وتوقيتها يمكن ان نقول عنها انها اخر ما توصلت اليه الاطراف العربية المشاركة في عملية التسوية في المنطقة او اخر وسيلة لاحداث تغير ايجابي في مسار احداث التسوية على الرغم من ان الجميع يصر على ان هذه الزيارة روحية لا تحمل اي اهداف سياسية بعكس الواقع السياسي الواضح لها , لكن السؤال هل يمكن للبابا ان يحدث التغيير المنتظر خاصة مع اعتباره من قبل الاوساط الشعبية الاسلامية مسيئا للاسلام في اكثر من مناسبة مما يجعل اي دور له في مسالة التسوية محكوم برفض شعبي اسلامي فضلا عن ان الطرف الثاني في عملية التسوية وهو الطرف الاسرائيلي استبق هذه الزيارة بجدال داخل اسرائيل عن احتمال تنازل الاخيرة عن بعض الاماكن المسيحية المقدسة في الاراضي المحتلة مما يضيف نوع من التوتر على اجواء اول زيارة لهذا البابا الى اسرائيل مما يعرقل اي دورمرتقب له في عملية التسوية ,لكن هل يمكن ان تكون هذه الزيارة بالبراءة الكافية لكي تقنع الشعوب العربية انها لم تاتي وفق مخطط لدفع التسوية الى اسس قد تكون مغيبة للعرب ولحقوقهم الثابتة في فلسطين .
2- هل يمكن ان نعتبر هذه الزيارة تاتي للتكفير عن الاساءات التي قالها هذا البابا عن الرسول الكريم محمد (ص) والدين الاسلامي لكن السؤال هل تكفي هذه الزيار للتكفير عن كم الاساءات التي قام بها هذا البابا للاسلام ,ان العرب متعودون دائما على الصفح والسماح عن من يتجاوز عليهم ان كان من خارج العرب والمرجح ان تصدر شهادة البراءة والسماح لهذا البابا بصورة فورية وبدرجة امتياز.
3- يقول البابا انه جاء للتاكيد على السلام وعلى رفض العنف الذي ربطه قبل ثلاث سنوات بالاسلام وانه جاء لقلب الصفحة في العلاقات بين الاديان لكن السؤال الملح هو الا ياتي العنف دائما من بلاد المسيح فعلى مدى القرون كانت الحملات الاستعمارية تاتي من ايطاليا ومن بريطانيا وفي الوقت الحاضر من امريكا وهي قلاع المسيحية في العالم ولذلك فعلى البابا ان يقدم الاعتذار عن العنف التاريخي الذي قام به المسيحيون ضد العرب والمسلمين لكي نستطيع ان نقلب الصفحة ان قلب الصفحة لايجب ان يكون على حساب العرب المسلمين فقط يجب ان يقدم المعتدي الاعتذار للضحية لكي تقدم الضحية السماح لجلادها وتبداء معه صفحة جديدة , العرب ملتزمون دائما بالسلام فهل الاخرين ملتزمون به .
4- وحتى لانتهم باننا معادون للمسيحية او اننا متعصبون وعنصريون فنحن لانقول انه على البابا ان لايزور المنطقة العربية الاسلامية على العكس فنحن دائما نطالب بالعيش المشترك الذي يامرننا به ديننا لكن مانريده هو ان يحترم الزائر الارض التي يزورها ويحترم شعوبها ويحترم معتقداتها وطبيعتها فلو اعتذر البابا قبل الزيارة كان مرحبا به اكثر الف مرة اكثر من الاستقبال البارد الذي حضيت به زيارته ولولا الضغط الرسمي لكان هناك اكثر من مظاهرة تندد بالزيارة وتطالب هذا البابا بالاعتذار وما يؤكد هذا ان جميع مساجد المملكة لم تذكر هذه الزيارة كنوع من عدم الترحيب بها
ففي الخاتمة اذا الزيارة سياسية قبل ان تكون روحية لكن الا يستحق العرب و المسلمون الذين عاشوا وتعايشوا وحموا المسيحيين على طول قرون ان يعتذر منهم رمز المسيحية على الاقل عن الاساءات التي صدرت منه قبل مدة ليست كبيرة .
التعليقات (0)